الانتخابات الرئاسية.. مهرجان الفرح المنشود

الوحدة:24-4-2021

في إطار الاستحقاق الدستوري الديمقراطي الكبير لانتخابات رئيس الجمهورية العربية السورية، التقت (الوحدة) الدكتورة هيام مهنا، شاعرة وأديبة سورية من اللاذقية، وسفيرة النوايا الحسنة للسلام العالمي، ونائب رئيس الأكاديمية العالمية للسلام، التي مقرها الحالي بمدينة نابلس في فلسطين المحتلة.

وقد عبرت عن رأيها بأهمية هذا الحدث الوطني المفصلي الكبير في حياة السوريين، كونه على قدر عالٍ من الأهمية التاريخية على صعيد المنطقة والعالم.

 وقالت د. مهنا: بلا شك، يعتبر اختيار رئيس للبلاد، هو الخيار الصحيح والمناسب لشخصية عالية المسؤولية وطنياً وقومياً، وترفض أي تهاون، أو مهادنة تجاه القضايا الوطنية والقومية دون أي مساس بها، أو مساومة عليها أبداً،  بالغة ما بلغت صعوبة الظروف، وأياً كانت قسوة الضغوط، ومهما اشتدت وكبرت التحديات.

وعندما ينتخب أي مواطن، لا بد أنه يهدف لاختيار الرئيس، الذي يبقي سورية قوية في التطوير والاستقرار، لأن الوطن يستمد قوته من قوة مواطنيه النابعة من شعورهم بمواطنتهم المرتكزة على تحملهم للمسؤولية الوطنية في اختيار من يمثل تطلعاتهم وآمالهم من المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية.

ونحن في سورية الوطن الأم، لدينا مهام جليلة تنتظرنا، وتواجهنا تحديات كثيرة، ويجب أن نكون جميعاً على قدر المسؤولية التاريخية للتصدي لها، لذلك على الشعب السوري الأبي والوفي التقدم إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس، الذي سيتحدى العالم كله بشجاعة مواقفه النضالية من أجل الأرض والشعب والكرامة السورية.

وأكدت أن المشاركة بالانتخابات على منصب رئاسة الجمهورية، هي نوع من العمل الوطني الخالص، لأن رئاسة الجمهورية ليست مهنة، بل إنها قمة العمل الوطني بأعلى أشكاله.

وندرك تماماً أن الانتخابات تقوم على أسس ديمقراطية، فهنالك عدة مرشحين للرئاسة، والشعب هو الحكم الفيصل، الذي يختار من يشاء بحرية كاملة، والديمقراطية هنا بالتأكيد لا تعني الفوضى السياسية، لكنها تعني تهيئة أفضل الأجواء والظروف، التي يتمكن من خلالها المواطن من تحقيق الاختيار الأنسب والأمثل لمن سيصبح رئيساً للبلاد، ويستطيع القيام بكل ما يخدم مصلحة الوطن والمواطن، مع الإشارة إلى أنه لدينا في سورية، كل أجواء مقومات الديمقراطية، نظراً لوجود عدة أحزاب، والعديد من المستقلين، والجميع يحملون أفكاراً ورؤى مختلفة، ولكن تجمع فيما بينهم قواسم وطنية مشتركة، لذلك، تجري في بلادنا انتخابات حرة، والسلطة التشريعية تمارس دورها كاملاً، كما أن السلطة التنفيذية تمارس دورها كاملاً أيضاً، وكذلك تشاركهما السلطة القضائية بدورها في متابعة الإشراف على كل شيء يتعلق بالعملية الانتخابية، وفقاً لاختصاصاتها المحددة لها بقانون الانتخابات.

 وها نحن الآن على عتبات استحقاق انتخابات رئاسية جديدة، والدور الأكبر والحاسم فيها يعود إلى وحدة الجماهير الغيورين على مصلحة الوطن العليا، كونهم يشكلون الدرع المنيع والحصين له، علماً أن قوة الشعب في سورية تعود إلى شدة تماسك جبهته الداخلية، ومتانة وحدته الوطنية، ويعزز رسوخ استقراره، وصلابة صموده، الجبهة الوطنية التقدمية، والجيش العقائدي الباسل في حماية الديار، ولا سيما أننا الآن، لانزال نخوض حرباً شرسة وضارية لمواجهة وحشية الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه، ومعه كل تحالفات قوى الشر والهيمنة الداعمة له، والتي ستبوء مخططاتها بالفشل والإخفاق المحتم لها، ولشرور كل أعداء الوطن والأمة في الداخل والخارج.

 من هنا، علينا أن نكون جميعاً يداً واحدة متماسكة، ونشارك بدورنا الوطني في الانتخابات الرئاسية، فضلاً أنه على كل مواطن منا أن يضع حجراً من أجل شموخ بناء وطننا الغالي، إذ أنه ليس هناك من أحد يستطيع أن يتخلص من انتمائه الأساسي للوطن الأم.

وننوه بأن ما حدث في سورية خلال مواجهتها للحرب الكونية الوحشية الظالمة على امتداد عقد من الزمن، أفرزت بوضوح وجود ازدواجية بالمعايير، فلذلك يجب أن يدرك الجميع أن الوضع العالمي تجاه منطقتنا لا يحتمل الجدل، وأن الانتخابات هي حق مصيري بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وهذا الأمر يتطلب يقظة وطنية من شعبنا السوري المقاوم والصابر والصامد بوجه كل المخططات العدوانية التآمرية على وطننا الغالي سورية الحبيبة. 

ولفتت إلى أن كل القضايا المفبركة والمسيسة من جهات الهيمنة، المستهدفة شراً لبلادنا، لن  تستطيع أن تقف حجر عثرة في وجه الاستحقاق الرئاسي، لأنه خيار إرادة شعبنا الحر، وستسقط كل الرهانات الخاسرة، متحطمة على صخرة صموده المقاوم، لأن هدفنا الأسمى والأغلى، هو إعلاء شأن الوطن، وتعزيز صلابته ومنعته وقوته، لذلك، سنكرس كل جهودنا وطاقتنا من أجل ترسيخ الانتخابات الديمقراطية، وذلك من خلال مشاركتنا جميعاً بممارسة حقنا في أداء دورنا الوطني بهذا الاستحقاق الدستوري المفصلي البالغ الأهمية، ولاسيما إن سورية تؤثر وتتأثر بما يجري على أرضها، وعلى محيطها في الوطن العربي، لأنها تشكل جزءاً منه، والشعب العربي السوري بدوره، يشكل هو الآخر جزءاً لا يتجزأً من الأمة العربية متناغماً ومنسجماً وفاعلاً ومتفاعلاً معها.

 وإذا كانت سورية توصف في الأدبيات القومية بأنها قلب العروبة النابض، ومركز الاستقطاب والجذب المحوري لكل مشروع ناهض فيها وحدوياً وتضامنياً من حيث المنطلق والهدف، وهذا كله يدل على نضج الوعي القومي والتقدمي في سورية التاريخ والحضارة.

ثمة كلمة أخيرة،  أحب أن تصل لكل مواطن عربي سوري شريف وفي ومخلص للوطن، وتكمن بأن يحدد خياراته الوجدانية والوطنية بانتخاب المرشح الرئاسي،  ممن هو أوفى وأخلص للوطن،  وشرب معنا من نبع الوطنية والقومية،  ويتنفس من رضى الله ورضى الشعب، وكل الحب للشعب العربي السوري العظيم، الذي سيحسن الاختيار في الاستحقاق الوطني الكبير، والمتمثل بالانتخابات الرئاسية للبلاد في موعدها المحدد، والذي سيكون موعداً لمهرجان الفرح الوطني المشهود.

الحسن سلطانة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار