البطالة ترفع نسبة العاطلين (عن الزواج)

الوحدة 17-4-2021

لا يعيش الحب إلى جانب الجوع … قول مأثور للدلالة على ضرورة توافر القدرة المادية للشاب في حال إقدامه على الزواج بفتاة أحلامه، فهل هناك علاقة بين ازدياد معدلات البطالة وتأخر الشباب في دخول  (القفص الذهبي)، وهل الحب كفيل بإنجاح زواج بين (عصفورين) ولو على الخبز والزيتون؟

وجود علاقة مباشرة بين البطالة وتأخر الشباب في الإقدام على الزواج قاعدة اجتماعية عامة، لأن تأسيس عائلة هو مشروع يلزم من يقدم عليه بأن يكون قادراً على تأمين تكاليفه.

ويمكن استثناء المجتمعات الريفية الفقيرة من هذه القاعدة، لأن هذه المجتمعات تعتمد أساساً على الزراعة والصناعات الحرفية البسيطة كمورد لمعيشة أبنائها، وتالياً ينضوي أبناؤها ضمن بنية عائلية صرفة لا تجعل من الزواج حالة انفصالية مستقلة عن الأهل، فجميع أبناء العائلة يعملون في الزراعة ويسكنون في أغلب الأحيان منزلاً واحداً مقسماً إلى غرف.

أما في المجتمعات المدنية فالزواج يشكل حالة استقلالية عن الأهل والشاب في حال إقدامه على الزواج عليه أن يؤمن مصاريف عائلته بنفسه وتالياً إذا كان عاطلاً عن العمل لا يمكنه أن يتزوج.

إن تأثير البطالة في إقدام الشباب على الزواج فهو كبير جداً، لأن العاطل عن العمل لا يجرؤ على مجرد التفكير بالزواج، وهنا قد تطرأ مشكلة جديدة تتمثل في تردد من يبلغون سناً متقدمة نسبياً في تأسيس عائلة وإن كانت لديهم القدرة المادية والجسدية على ذلك والسبب في ذلك يعود إلى اتباعهم نمط عيش معيناً يصعب عليهم تغييره بسهولة.

وخلافاً لما هو شائع في عالمنا العربي فإن الشباب في  أوروبا يقدمون على الزواج في سن مبكرة وذلك يعود لمناخ الحرية السائد في الغرب على مستوى الترابط الاجتماعي.

 لايزال الزواج المشروع الأساسي في حياة كل امرأة و رجل، والتأخر في الزواج ليس مرتبطاً برغبة لدى الشباب بالعيش بحرية مطلقة قد يحدها الزواج، إنما مرتبط بشكل أساسي بتكاليف الحياة العصرية، إذ قلّ أن تجد شخصين ينويان الزواج ولا يشترطان لذلك اقتناء منزلاً لائقاً بأثاث عصري ولا حاجة بنا هنا إلى ذكر ما يترتب على ذلك من تكلفة باهظة.

إن انكباب الشباب على تحصيل العلم يساهم أيضاً في تأخير عمر الزواج لأن الدراسة الجامعية تستغرق سنوات لينخرط الشاب بعدها في ميادين العمل وفي هذه الحال يحتاج إلي وقت طويل من العمل المستمر ليدخر بعض المال قد لا يمكنه من شراء شقة وتأمين تكاليف الزواج…

 ارتدادات هذا الوضع له آثار كبيرة على مسألة الزواج، وللبطالة تأثيرها السلبي أيضاً، إذ أن هناك الكثيرات مخطوبات لشبان منذ أكثر من سنتين لكن أوضاعهم المادية تحول دون ذلك وخصوصاً أن أغلبيتهم يعملون بشكل متقطع أو موسمي ولا يجدون عملاً ثابتاً يؤمن لهم دخلاً جيداً يسمح بشراء منزل والقيام بالواجبات العائلية مع العلم أن الفتيات في زمننا الحاضر يعملن في مجالات شتى ما يساهم في تأمين دخل إضافي للأسرة، ومع ذلك فإن الوضع الاقتصادي يبقى العائق الأبرز أمام إقدام الشباب على الزواج..

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار