على صخـــرةٍ يؤلمهــا بــردُ هــواءٍ مالــح..

العـــــدد 9308

 الأحـــــــــــــد 10 آذار 2019

 

 


في منتصفِ بحرٍ يعمّ بالضبابِ ويبدأ رذاذ الموجِ يرطبُ شعري وأوراقي
يزدادُ بردُ الملحِ تغلغلاً في عيوني، يحرقُ وجهي من حرارةِ ملحٍ غاضب
تنفجرُ موجةٌ بقربي لتصنعَ من أمواجِ ذاكَ المجنونِ إعصاراً، يقذفني نحوهُ
ويغلغلُ كلّ شيءٍ معي وبملحهِ ويطيرُ بي بين أمواجهِ ويعلو يعلو بتروّ،
بتروّي إحساس إنسانٍ بالانتحارِ
بدأ تفكيري في رمي نفسهِ من على حافةِ موجةٍ تصعدُ بي إلى السماءِ بدوران
فأستسلم لأغمضَ وأسلم جسدي لغضبِ مياهٍ لا روحَ فيها، ولا تعرفُ أيّ إنسانية
يا ليتَ تلكَ الموجة تعلمُ أن روحي بينَ ثناياها،تتعشق وتندمجُ بملحِ الحياةِ الموجودِ في كلِ ذرة..
أصبحتُ أرى الصخورَ أصغر، وأرى السماءَ أقرب، وينتهي بي مطافُ موجةٍ غرتني بطرقها الغريبة على رأسِ إعصارٍ، لا رحمةَ فيه في وسطِ بحرٍ يدفعني بقوةٍ في الهواء الذي بين مياهِ الملحِ وغيومٍ أشبه بكستناء، أفتحُ عيني بتمزقٍ يعميها غيمةٌ تمحي كلّ شيءٍ أمامي لحظة، وتعودُ ألوانُ الكونِ المركزة وأسقط بسرعةٍ مثلَ سقوطِ طائرةٍ قد نفذَ منها الوقود، وها أنا أسقطُ من علوّ كبير، كبيرٍ جداً بعد ما نفدت مني كلماتي، يسرعُ نظري بسرعةِ برقٍ، بنظرٍ ثاقب يثقبُ مجال المجرة، في نظرٍ لا بدايةَ لهُ ولا نهاية له، كلّ الأشياءِ متماثلة، الأشياءُ بدأت بالغباشة، حتى المتماثلة لأرتطمَ كقنبلةٍ في جدارِ بحرٍ هائجٍ بهدوءٍ لعين ليغيبَ سمعِي وبصري بتغلغلِ في ملحِ البحر
ملح يتلاشَى معَ ملحِ ذاكَ البحر، أحشائي تندمجُ معَ أحشائه وروحي تبدأ بالتلاشي كغذاء سمكةٍ لم تأكل منذ مدة، وتطفو روحي على جدارِ ذاكَ البحر وتليها جثتي على سطحِ ذبذباتِ البحرِ الداكن الأزرق، زرقة داكن مخيف، عيوني ترى روحي تلامسُ سابعَ سماء وأطرافي لم تخضع لإرادتي، حاولتُ كثيراً ولكنها لم تخضع.. ربما خانتني.. وبدأ يجرني شيءٌ ما من طرفِ جثةِ، بسرعةٍ كبيرة كزورقٍ يسابقُ هواءه أطرافي التي لم تخضع لإرادتي، تصنعُ شرخاً في مياه بدون إرادتِي وبدون وعي ليرميني على رملٍ أسخنَ من رملِ النارِ. . وآخر شيءٍ رأيته أن قلبي يبتسمُ بهدوءِ.. نورس مذبوح يسلمُ روحهُ لسماءٍ غريبةِ الأطوارِ.

زياد عنان البب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار