الشاعرة نعمى سليمان:الطبيعـــة هي الأم والأرض الخصــــبة للقصـــيدة

العـــــدد 9308

 الأحـــــــــــــد 10 آذار 2019


الشعر خلق وجداني يسمو بالذائقة الإنسانية صوب عوالم رفيعة، من خلاله نستطيع أن ننقل الواقع بلغة سلسة عالية دون أن نهبط به لمسارات لا تليق بالشعر لطالما كان الشعر إشغالاً للعقل والروح، والتأمل لتفجير ينابيع الإبداع والأحاسيس وتراكض الحروف لوصف الجميل والممتع، وأنا لا أتفق مع الرأي الذي يقول: إن الشعر حالياً هو الشعر الحياتي اليومي، بهذه الكلمات بدأنا لقاءنا مع الشاعرة نعمى سليمان، وكان الحوار الآتي:

 

البداية الشعرية
قديمة على الورق كعلاقة الطفل بأمه يلاحقها وتشاغله، كنت أخربش ما طاب لي، بدأت بجمل شعرية قصيرة وما زالت في أرشيفي وتوسعت بعدها لتغدو قصيدة، ربما كثرة القرارات فتحت عوالم الحياة في الكلمة لديّ وحلَّقت القصيدة .
ماذا تكتبين؟
أكتب شعر النثر، فهذا النوع جعلني أسافر في اللامحدود وأُحمّل القصيدة شتى الأفكار، فحين تقرأين أدونيس والماغوط تتجلى لديك الكلمة بأسمى الصور وهما أبدعا بالنثر، فالحالة هي الضابط والإيقاع داخلي يخرج بشكل متفرد.
مصدر الإلهام
ملهمي وأستاذي أبي الذي رحل وحملني عشق الكلمة، علّمني أن الحب طاقة كبيرة تتسع للحيالة، وعلّمني أن الكلمة هي نبض الحق والجمال وعلمني أن الوقت إله، فجعلت قصيدتي موسومة بعناصر كانت في روحي.
أنا مولودة في بيئة ريفية فيها من الحب والجمال ما يكفي لأن أتماهى معها حتى القصيدة، فالطبيعة هي الأمّ والأرض الخصبة للقصائد فكانت الماء وكانت الريح والأرض عناصر بنيت عليها في القصائد وحملت هذه العناصر الكثير مما أريد.
في هيكل النون


أما عن الدواوين منذ عام 2015 اتجهت للطباعة بعد أن تمّت مناقشة بعض قصائد لي وهي بعنوان (قصائد في هيكل النون) في ملتقى بانياس الأدبي الذي تحول لجمعية ثقافية وفيها تعرفت على أروع الأصدقاء كالفنان ناظم حمدان مؤسس ومدير دار دال للطباعة والنشر لكن ظروفاً حالت دون أن أطبع في ذلك العام، وتمت الطباعة في 2018 في دار دال حيث البوصلة والقلب أخذني.
أما الجوائز التي حصلت عليها: المرتبة الأولى في عاديات سلمية عن فئة قصيدة النثر ومنها كانت الانطلاقة الحقيقية فحملتني مسؤولية في اختيار وارتقاء كلمتي، وكان صبري يزيد فحصلت على المرتبة الثانية من أرض الماغوط.
مشاركات
وعن المشاركات قالت: شاركت في بلدي في العديد من المهرجانات والمراكز الثقافية في بانياس وجبلة وعين الشرقية ومصياف وشاركت في عاديات سلمية، وتم استدعائي مع مجموعة من الشعراء لديوان مشترك لمدرسة النهضة العربية في مصر.
أعمل الآن على كتابة ديوان آخر ولكن سأعطي نفسي فترة بين الديوان والآخر.
طموحاتي مستمرة وتحقيق النجاح يدفعني للمتابعة، من خلال هذا اللقاء أوجه الشكر لمن كان له الفضل في علوّ كلمتي للمدينة العاشقة للحياة حيث حققت أحلامي وهي الأجمل والأحب السلمية وأدباؤها والأب الغالي مهتدي مصطفى غالب فقد كان نبضاً للقصيدة وعيناً تنير الدروب، والمنبر الثقافي الداعم للأدباء والشعراء صحيفة الوحدة.
أختم: أي شاعر لم ينقل ما حدث في بلده الذي منيّ بالسواد لفترة فهو غير جدير بأن يكون كاتباً أو شاعراً، الكثير من قصائدي تحمل الوجع السوري، تحمل فقد الأمهات وأنين المدن، تحمل آمال الشباب وخوف التلاميذ، تحمل الحب الذي نتوق لنعيشه، والأزمة جعلتني أكتب أكثر ولم أتوقف عن أي نشاط أدبي وأتشوق للمضي قدماً فمساحة الضوء كبيرة.

معينة أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار