العدد: 9308
10-3-2019
الحياة بحاجة إلى ارتقاء المرتفعات ولا غنى عن الدرجات والدركات ليتفرق المنخفضون عن المرتفعين، فمن أراد التفوق عليه أولاً أن يتفوق على ذاته، عندها يتسنى للنور أن يهاجم الظلام.
فعندما يود المرء أن يسير في طريق ما لتحقيق غاية وهدف، عليه أن يكون قد أنجز أموراً كثيرة تؤهله لولوج هكذا طريق، وقبل هذا عليه أن يسأل نفسه:
* هل لديه الرغبة وراض عما سيقدم عليه وإمكانياته تساعده على تجاوز ما قد يعترضه من مصاعب؟
* وهل فكّر ملياً وأعاد تفكيره مراراً وتولدت عنده القناعة؟ ومتأكداً أن خطاه ستكون على أرض صلبة.
* وأنه حضّر نفسه جيداً واكتنز علوماً ومعارفاً وخبرة تؤهله اجتياز طريقه بنجاح، وعلى على استعداد لمجابهة الصعاب المحتملة ولديه الإرادة والتصميم.
فالطريق يشق بالرأس ويعبر بالقدم، والسفر توغلٌ في الأدغال والأعماق.
فإذا كان جوابه على تلك الأسئلة بنعم هذا يعني أنه على ثقة بنيل ما وضعه نصب عينيه من أهداف، وإذا كان جوابه يشوبه التردد سيكون الفشل أقرب إليه من النجاح.
فالتفكير يسبق الفعل لا الفعل يسبق التفكير.
وطريق المرء مظلمة إن لم ينيرها بضوء من داخله.
بغير هذا الفكر والاستعداد ولا يمكن بلوغ الهدف المنشود، فالتوكل قد لا يجدي نفعاً دون تحضير مسبق وبذل جهد ليثمر نجاحاً، قالت السلف: من زرع حصد ومن سار على الدرب وصل.
فمن كان سعيه مبنياً على أسس سليمة وقواعد متينة لابد سيحقق مبتغاه، وبغير ذلك قد يفاجأ بمعوقات ويسقط في حفرة تجعله غير قادر على النهوض ومتابعة سيرة ثانية، لكن حذار أن تخور قوى المرء بعد الفشل فالوهم جبل من ثلج الأشياء، والذين يملكون الجرأة على مواجهة الإخفاق هم الذين يقهرون الصعاب وينجحون، لذلك على المرء أن يكون مدركاً أن خطواته على منعرجات الطريق تخدم مقاصده وتؤدي به إلى نهاية سعيدة، فمن يذهب إلى الأعماق لا يبالي بضيق المدى أو اتساعه، بل أن تكون الأرض ثابتة تحت قدميه، ويرافقه الحذر، مثل هذا تكون بصيرته ثاقبة يرى الأمور بجلاء وعلى حقيقتها ويعلم مكنوناتها.
* لهذا أقول يا هذا: أنت تحمل في كنانتك نارك وثلجك وهمك ومسرتك إلى قمة الجبل وعند وصولك إلى الذروة سيطفئ ثلجك نارك وتتغلب على همومك وتكرع كأساً دهاقاً سلسبيلاً يطفي على الآفاق وهج مسرتك كنور صبح منتظر يغمر وجهك، ونسرك يعقد حلقات طيران، ما هذا إلا لأنك تشع ألقاً كالذهب الذي أخذ قيمته لكونه نادر.
نديم طالب ديب