المهن الحرفية والأجور الكاوية!

الوحدة:23-3-2021

يرافق موجة الغلاء العارمة التي تضرب الأسواق التي لا تحكمها الضوابط والقوانين بجميع ما تحويه من سلع, ارتفاع أجور خدمات المهن الحرفية المختلفة, حيث أطلت علينا جمعية الحلاقين بتسعيرة الأجور الأخيرة ورفع أجور حلاقة الذقن والرأس لمختلف الفئات العمرية، فما بالك بالمزينين النسائيين وأسعارهم الخيالية وخاصة في الأعراس والأفراح والمناسبات واضطرار النسوة لارتياد محالهم قبل الذهاب لحضور مناسباتهم!

في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية القاتمة والحياتية الصعبة التي يعيشها المواطن وسوط الغلاء الذي لا ينفك ينغص عيش الجميع مقابل شح الرواتب وقحط الموارد حتى بات غير قادر على تحمل أية أعباء إضافية, ومهنة الحلاقة من الحرف المرتبطة بالإنسان مثل الخياطة وغيرها.

المظهر الخارجي شكل من أشكال التعبير عن الذات ومهنة الحلاقة موضوع حساس يخص الحياة البشرية لا يمكن الاستغناء عنها أو تأجيلها ولا يخضع للعرض والطلب وهي مطلوبة دوماً وحاجة ماسة للفرد طالما الحياة مستمرة وحتى الوفاة, تتعلق بالفرد والأسرة بجميع أفرادها وميزانيتها الشحيحة, وهي من المهن المرافقة للحياة للظهور بالمظهر الحسن واللائق والمقبول في العمل وأمام المجتمع، للصغار والكبار ومن الجنسين, وبعض المؤسسات الرسمية تطالب أفرادها وتلزمهم بالحلاقة الدورية كالمدارس مثلاً, وهو شيء حسن ومطلوب للحفاظ على الصحة والهندام، فكيف على رب الأسرة أن يتحمل عبء حلاقته, إضافة إلى عدة أولاد شهرياً ودورياً, وتزداد العقدة بالأعراس وأجورها الغالية الكاوية واللاذعة لبيوتات التزيين وورشات التجميل والتصنيع والترقيع التي تبتز المزيد من الأموال.

كار الحلاقة مهنة محلية اجتماعية قديمة بسيطة وقليلة التكلفة المادية و المواد المستخدمة فيها (فوط – محارم- معقمات- صابون- عطورات- مناشف- فراشي) ليست بحاجة إلى استيراد بالعملة الصعبة  أغلبها منتج وطنياً, وفي ظل غياب الرقابة يلجأ بعض الحلاقين إلى استخدام نفس الأدوات لعدة زبائن بدون تنظيف وتعقيم ودون مراعاة الشروط الصحية.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار