أخطاء قاتلة وأطباء مزيفون… لهذه الأسباب ابتعدي عن عمليات التجميل

الوحدة : 21-3-2021

ربما لا تخلو مجلة أو صحيفة من واحد من تلك الإعلانات التي تروج لعمليات تجميلية تتراوح بين شفط الدهون من البطن وشد تجاعيد الوجه والتخلص من خسف الوجنتين، وحتى تكبير أو تصغير الثديين أو الشفتين، وما إلى ذلك من عمليات يمكن أن يكون مجرد ذكرها خدشاً للحياء.

وعلى ضوء هذه الهجمة التسويقية والإعلانية الشرسة التي تخفي في باطنها جشعاً مادياً وطريقة للكسب السريع من قبل مستثمرين وجدوا ضالتهم في صحة الناس للمتاجرة بها.

ربما تدغدغ تلك العروض المغرية قلوب فئة من النساء يحلمن باكتساب ملامح أنثوية صارخة تتسق مع معايير جمالية ربما لا تنسجم إلا مع فترة زمنية معينة، تماماً مثل صرعات الموضة في عالم الأزياء والمكياج والديكور.

وتزداد فداحة المشكلة على نطاق واسع من العالم، عندما نجد محطات تلفزيونية لا هم َ لها سوى محاولة إقناع الناس بحلم مستحيل، خاصة عندما تقوم تلك المؤسسات بإعداد برامج من حلقات متسلسلة على مدى أشهر، وربما سنوات، بهدف الترويج لموضة تغيير الملامح والسمات البدنية وصنع المستحيل في الجسد.

 ومع أن مثل تلك البرامج تمكنت من استقطاب قاعدة جماهيرية من المشاهدين، إلا أن القائمين عليها لم يتطرقوا عن عمد إلى مسائل شائكة، لو كشف النقاب عنها لتقوضت أركان تلك الصناعة من أسسها ولأطاحت عروش إمبراطوريات عالمية تعتمد كلياً على هذا المجال، ولتسجيل حقيقة قبل الاستطراد في سرد مثالب الجراحة التجميلية، يجب الاعتراف بأن هذا الفرع الطبي انطلق أساساً من أهداف نبيلة وقدًم خدمات جليلة للملايين على مر العصور للتخلص من عاهات بدنية ناجمة عن الكوارث الطبيعية والحروب والحوادث اليومية القاتلة والتشوهات الخلقية.

ولكن هل تطرق أولئك الأطباء ومعدو تلك البرامج إلى مساوئ تلك العمليات العبثية؟ وهل أكدوا لأولئك (الضحايا) أن تلك اللمسات الجمالية المصطنعة لن تلازمهم إلى الأبد؟ وهل استعرضوا معهم تلك القائمة الطويلة من المخاطر والسلبيات التي قد تنجم عن خوض مغامرة غير محسوبة؟ وهل يمكن لأي طبيب من هؤلاء أن يضمن رضا كافة (الزبائن) عن النتائج بعد انتهاء العملية؟

وفي الوقت الذي يظن فيه بعض الناس أن كثرة مزاولة هذه العمليات تقلل من الأخطاء الطبية، إلا أن تلك الحقائق القائمة على الأرقام والإحصاءات تعطي انطباعاً خاطئاً بين الناس بأن عمليات التجميل باتت تمثل حلولاً سريعة لرغبات غريبة نابعة من هواجس مرضية، ويزداد الطين بلًة عندما تطرح معلومات لا تمت للواقع بصلة إزاء الحقائق المتعلقة بالإجراءات الجراحية الشديدة والتي سنكتفي بسرد بعض منها.

الصدمة بعد العملية

لا يضمن لك طبيب التجميل الشعور بالرضا التام بعد انتهاء العملية ويقول أطباء النفس إن عمليات تكبير الصدر التي تجري على نطاق واسع في العالم، لن تزيد ثقة المرأة بنفسها لأنها تدرك يقيناً أن هذه الصفة بعيدة عن الواقع.

وتبين أن النسوة اللواتي خالجتهن توقعات غير واقعية أصبن بحالة من الاكتئاب وعدم الرضا إزاء النتائج النهائية التي ظهرت على أجسامهن، وتتمثل المشكلة هنا في أن أغلبية النساء يعتقدن أن إجراء التغيير على الجسم سيؤدي إلى إحداث نقلة نوعية في حياتهن.

وحتى لو كانت المرأة مقتنعة تماماً من أنها تخضع لهذه العملية لإرضاء ذاتها، وليس لجذب الاهتمام نحوها من قبل زوجها أو زملائها في العمل، إلا أن حشوات الملح أو السليكون أو التخلص من بعض كيلوغرامات من الدهون وشد عضلات البطن لن تؤدي حتماً إلى زيادة ثقتها بنفسها.

التعقيدات الجراحية

مع أن عمليات التجميل لا تشتمل على نقل أعضاء من أجسام غريبة، لكنها تبقى خاضعة لإجراءات طبية صارمة، مثل التخدير والقطع وخياطة الجرح والتعامل مع الأجهزة المعقدة، مثل مراقبة النبض والضغط والتنفس وعمل سائر أعضاء الجسم.

ولا يضمن الطبيب مهما برع في هذا المجال عدم حدوث تعقيدات فيما لو أبدى المريض رد فعل عكسياً نحو التخدير، وقد يكون الطبيب مرخصاً للقيام بالتخدير إلا أن العملية قد تؤدي إلى الوفاة لو ظهرت أي مشكلة غير متوقعة في أثناء الجراحة.

فترة النقاهة

على الرغم مما نسمعه ونشاهده، إلا أن الطبيب لن يتمكن من تحويلك إلى ملكة جمال بين عشية وضحاها، لأن الجراحة تخلف جروحاً تحتاج إلى تغطية أو ندوباً لا تشفى تماماً قبل فترة طويلة ولا يمكن الحكم على نتائج  هذه العمليات إلا بعد ستة أشهر من إجرائها.

نتائج غير مضمونة

قبل إجراء عملية تكبير الثديين يطلب الطبيب من المرأة التوقيع على وثيقة تشتمل على قائمة من المحاذير والصعوبات، مثل تجنب حمل الأشياء الثقيلة، وألا ترفع ذراعيها بحدة فوق مستوى الكتفين لأن من شأن هذه الحركات أن تزيح الحشوات عن مكانهما، أو أن تؤدي إلى تصلبهما، لذا قد تحتاج إلى عملية أخرى تصحيحية

لذلك يكون لزاماً على المرأة التزام قواعد حياتية صارمة للاستفادة من تلك النتائج لفترة طويلة حتى لا تضطر إلى الخضوع للتجربة الجراحية المؤلمة من جديد.

زيف الأطباء

في كثير من  الدول تجري عمليات التجميل على أيدي أطباء غير متخصصين ولكنهم ركبوا الموجة عندما أدركوا حجم الإيرادات المالية الهائلة التي ستملأ جيوبهم من الباحثين عن وهم الجمال أو الشباب الأبدي، وتسرد وسائل الإعلام قصصاً مفزعة عن أناس أصيبوا بتشوهات دائمة نتيجة الأخطاء الفادحة التي يرتكبها هؤلاء الأطباء.

التكاليف وإدمان العمليات

وإذا تغاضى الشخص عن جميع المشكلات التي وردت، ينبغي معرفة أن عمليات التجميل مكلفة للغاية، بل تتفوق في تكاليفها على العمليات الجراحية المعقدة وذلك لاحتمال إعادة نفس العملية مرات عديدة حتى يحصل على الصورة المثالية التي رسمها لنفسه في مخيلته.

لمي معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار