الإعـــــلام بين الثقافـــــة والتربيــــــة

العدد: 9308

10-3-2019

لقد قطعت صناعة الإعلام والاتصال في العصر الحديث شوطاً بعيداً في الرقي والتطوّر، ولا سيما بعد التطوّر الكبير الذي طرأ على وسائل الإعلام، من حيث النوع والوظيفة.
فمن الإعلام الشفوي المباشر، إلى الإعلام الطباعي (الصحافة) مع انتشار صناعة الورق، وصولاً إلى الإعلام الإلكتروني في الإذاعة والتلفزيون والسينما، وانتهاء بشبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
فالإعلام أصبح مصدراً مهماً لإحداث أي تغيير اجتماعي، من خلال الدور الكبير الذي يؤديه في تغيير الأفراد واتجاهاتهم، إزاء القضايا الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، ونقل المعارف والأخبار والقيم والمعايير الاجتماعية، بهدف إحداث تأثيرات واضحة في الرأي العام.
بهذا التقديم الموجز لكتاب (الإعلام بين الثقافة والتربية- دراسة إعلامية من منظور وظيفي) الصادر مؤخراً عن وزارة الثقافة- الهيئة العامة السورية للكتاب، لمؤلفه الدكتور عيسى الشماس، وقد جاء في /364/ صفحة من القطع المتوسط.
شملت سبعة فصول، كانت على النحو الآتي:
الفصل الأول- جاء تحت عنوان (الإعلام- طبيعته وأهدافه) تحدَّث عم مفهوم الإعلام وطبيعته وأهميته، وبيَّن العلاقة بين الإعلام والاتصال من جهة، وبين الإعلام والاتصال والتعليم من جهة أخرى ليصل إلى أهداف الإعلام ووظائفه في توعية جماهير المتلقين من الجوانب الاجتماعية والثقافية والتربوية جاء تحت عنوان (نظريات الإعلام وتأثيراتها) فعرض لأربع نظريات للتأثير الإعلامي هي: نظرية التأثير المباشر، نظرية التأثير المعتدل، ونظرية التأثير القوي، فبيّن طبيعة كل نظرية ونماذجها، وتأثيراتها في المتلقين، ليصل إلى التأثير المتبادل بين الإعلام والمتلقي.
الفصل الثاني: جاء تحت عنوان (نظريات الإعلام وتأثيراتها) فعرض لأربع نظريات للتأثير الإعلامي هي: نظرية التأثير المباشر، نظرية التأثر المحدود، ونظرية التأثير المعتدل، ونظرية التأثير القوي، فبين طبيعة كل نظرية ونماذجها، وتأثيراتها في المتلقين.
ليصل إلى التأثير المتبادل بين الإعلام والمتلقي.
الفصل الثالث- جاء تحت عنوان (قضايا الإعلام المعاصر) تحدّث بداية عن التطور الذي حصل على وسائل الإعلام ووظائفها حتى العصر الحاضر، ثم فصّل قضايا الإعلام المعاصر، والمتمثلة في: توظيف التكنولوجيا، مواجهة التبعية الثقافية، ترسيخ القيم الفكرية والتربوية، التعامل مع العولمة، والاهتمام بقضايا الجماهير، ليصل إلى ضرورة العمل الإعلامي التكاملي.
الفصل الرابع- جاء تحت عنوان (الإعلام والثقافة) تحدَّث عن مفهوم الثقافة وطبيعتها، والهوية الثقافية في حياة الفرد والمجتمع، وربط ذلك بالأمن الثقافي والثقافة الأمنية، ليصل إلى دور الإعلام في تحقيق الأمن الثقافي من خلال: تعزيز الذات الثقافية الحضارية من دون انغلاق، والحوار مع الثقافات المعاصرة لإغناء الثقافة المحلية من دون تبعية.
الفصل الخامس- جاء تحت عنوان (الإعلام والتربية) تحدث عن العلاقة بين الإعلام والتربية من خلال مفهوم كلّ منهما، لغوياً وعلمياً، ليصل بهذه العلاقة إلى ما يسمى الإعلام التربوي، فبيّن مفهوم الإعلام التربوي وأهدافه (الاجتماعية والتربوية)، ثم بيّن مرتكزات الإعلام التربوي (الرسالة، الوسيلة، طريقة العرض و الجمهور المتلقي)، ليصل إلى مجالات الإعلام التربوي.
الفصل السادس- جاء تحت عنوان (وسائل الإعلام التقليدية وتأثيراتها الثقافية والتربوية) تحدَّث أولاً عن وسائل الإعلام المطبوعة /المقروءة، فبيّن أهمية الكلمة المطبوعة، ومن ثمَّ تحدث عن الكتاب والصحافة /الجريدة والمجلة والمسرح والسينما والمراكز الثقافية، وبيَّن الأهمية الثقافية والتربوية لكل منها.
الفصل السابع- آخر فصل في الكتاب وعنوانه (وسائل الإعلام الإلكترونية الحديثة وتأثيراتها الثقافية والتربوية) تحدث عن طبيعة وسائل الإعلام الإلكترونية وأهميتها الثقافية والتربوية، ثمَّ تحدث عن طبيعة كل وسيلة بدورها الإعلامي.
فبيّن طبيعة الحاسب /الكمبيوتر/ ووظائفه في التثقيف والتعليم وقراءة الكتب الإلكترونية.
ثم تحدَّث عن مفهوم الإنترنت وطبيعته الإعلامية، وأهميته الثقافية والتربوية من خلال مجالات استخدامه، ليصل إلى ما يسمى ب(مقاهي الإنترنت) وتأثيراتها الثقافية والتربوية (الإيجابية والسلبية) على الناشئة.
نخلص بعد هذا العرض إلى أنَّ هذا الكتاب في مجمله يقدم إطاراً عاماً، مفصلاً ومتكاملاً، عن طبيعة الإعلام بشكليه (القديم والحديث) وتوظيفه كرافد ثقافي وتربوي، إذا ما أحسن صنعه وتقديمه من خلال استثمار التقانة والمعلوماتية، في عصر التفجُّر العلمي والتراكم المعرفي.
كما أكد المؤلف في مضمون الكتاب إلى العلاقة الوثيقة بين الإعلام والثقافة والتربية، لأنَّ كلاً منها يتضمن التعليم والتثقيف والتهذيب وغرس القيم والسلوكيات المرغوبة.
ولذلك فمن الضرورة الاهتمام بتوظيفها بفاعلية إيجابية لتحقيق الأمن الثقافي والتربوي، في ظل العولمة وتأثيراتها السلبية في ثقافة الكبار والصغار، وفي سلوكاتهم ومواقفهم الذاتية والاجتماعية.
جدير بالذكر أنَّ المؤلف الدكتور عيسى الشماس قد أورد المصطلحات العلمية الواردة في معنى الكتاب في الصفحات الأخيرة باللغتين العربية والإنكليزية، ثم عناوين المصادر العربية والأجنبية التي استخدمها المؤلف في بحثه هذا ثم كان فهرس الكتاب وتعريف بالمؤلف في سطور.

بسام نوفل هيفا 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار