الحبّ و الزواج

الوحدة 18-3-2021

 هناك مقولة يرددها البعض تقول: ينتهي الحب عند الزواج لا يمكن لي أن أجادل أو حتى أناقش هكذا قضية إشكالية لسبب بسيط إنني ما زلت عزباء. بينما تجد كثيرين يدخلون في حوارات حامية الوطيس حول هذي القضية. كان هذا السؤال مسار فضول حذر دائم في رأسي. لأن المرأة في الغالب تعد الحب حجر أمان و راحة بال و لا تعدّه مصلحة أو غاية نفعية. و جاء الجواب الحاسم فجأة، و من حيث لا و لم أحتسب. جاء صدفة من صديق وفي، غال على قلبي. فقد دخلت زوجته في حالة مرضية حرجة و كانت مهددة بخطر شديد. ما لفت انتباهي و بشدة الحالة النفسية العصيبة التي دخل فيها صديقي حزناً و خوفاً على زوجته، تلك المرأة التي تزوجها بعد قصة حب جميلة. كان مكسور القلب و الخاطر، لم تفارقه العبرات طيلة فترة الخطر. كان يسر لي بأنه لا يتخيل الحياة وحيداً من دونها، و هي حبيبة القلب و الروح. سكن الحب إليهما سنين ليست بقليلة. عاشت معه بكل الحب و الإخلاص تلك السنوات بحلوها و مرها، منّت عليهما الأقدار بعائلة جميلة، و غمرتهم بلطائف الحنان و الفرح. وقفت أمام دموع عينيه و حرقة قلبة كثيراً. هو ذا الحب ما زال متقداً في قلب هذا الصديق الجميل. لم يخبُ بعد الزواج بالرغم من كل تلك السنين. لقد أتاني الخبر اليقين بعد هذي الحادثة بلا موعد و لا ميقات ليكرّس في رأسي قناعات أعتد بها كثيراً. لا يمكن للعادة أو للزواج أو لأي سبب آخر أن ينهي الحب أو يسلبه لهفته تحت أي ظرف. الزواج يجعل العشاق أكثر التصاقاً بالواقع بحكم تفاصيل الحياة و همومها. لكن الحب يبقى و يبقى الحنان نبع لهفة لا ينضب. عندما ينتهي الحب بالزواج فأكاد أجزم بأن ذلك لم يك بأي حال حباً حقيقياً صافياً. ربما هو أقرب ما يكون للفضول العاطفي أو النزوة. و شتان ما بين حاجة الجسد و حاجة الروح. الحب الحقيقي لم ينته عند صديقي الوفي بعد زواجه من حبيبته، بل زاد لهفة و شوقاً. أصبح مثل قدر جميل محتوم لا يحيد. وحده الحبّ كالفرح يزين أيامنا و يبقينا على قيد الأمل بغد أجمل. يمنحنا الطاقة الإيجابية للتغلب على أوجاع الحياة و ضنك العيش.. لنمضي مع الحياة بحلوها و مرها. الحب الطاهر لنا و لكم و لكل الأنقياء في هذا العالم الجميل. و أشكر الله أنه منّ على زوجة صديقي الغالية بالشفاء، فلنشعل شموع الضراعة ليسود الحب و ليهجر الشر صدر هذا الكون.

نور محمد حاتم

 

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار