الوحدة: 17-3-2021
هيام سلمان أول تشكيلية سورية اعتمدت اللوحة القماشية منذ ما يقارب الثلاثة عقود, وأدخلت عليها كثيراً من إبداعاتها اللامحدودة, لتتخطى اليوم مع وصول أعمالها الفنية إلى اليابان حاجز المحلية, ولتكون نموذجاً حياً للمرأة السورية المبدعة القادرة على تحدي كل شيء عندما تملك الإرادة الخلاقة. عن كيفية تحول لوحاتها القماشية إلى شالات قماشية في اليابان؟ تضعنا هيام سلمان في التفاصيل فتقول:
كانت البداية من زيارة سابقة, قبل اندلاع الحرب على سورية, لصديق من اليابان تعرف على أعمالي الفنية واقتنى بعضها.
إنه البروفيسور /هيروكي آ أوياما/ رئيس قسم الدراسات الشرقية بجامعة طوكيو, الذي أراد مع مجموعة من المهتمين بالشأن السوري دعم السوريين, واقترح على السيدة /يوكي ياسودا/ مشاهدة أعمالي الفنية عبر صفحتي على الفيسبوك , وتواصلا معي, لتحويل لوحة غروب الشمس إلى شال ووافقت على الفور.
خلال الأسبوع نفسه تفاجأت بطلبهم مني لوحة الغروب الثانية, ولوحة المرأة الزرقاء ليصبحوا ثلاث لوحات. بعدها تابعت مع السيدة /يوكي ياسودا/ مؤسسة مشروع /يدي/ YDY// كل التفاصيل حول القماش والمشغل والألوان حتى الانتهاء من صنع الشالات.
اللوحات التي تم اختيارها من أجل الشالات هي لوحات من بقايا الأقمشة , وقد عبرت السيدة /يوكي/ عن إعجابها الشديد باللوحات, وتأثرها بها لتختار لوحتين جديدتين إضافة إلى الثلاث لوحات الأوائل لتحويلهما إلى شالات أيضاً بسبب الإقبال الكبير على الفن السوري.
وتتابع الفنانة سلمان حديثها عن موضوع الشالات فتقول:
أعتقد أن مشروع /يدي/ هو بمثابة جسر ثقافي بين البلدين من خلال التسويق للشالات كتعريف عن الفن السوري التشكيلي.
وعن مواضيع اللوحات القماشية التي تم اختيارها تجيب: تم اختيار لوحتين رسمتهما من غروب رأس البسيط, والمرأة الزرقاء التي تروي حكايتي عن شعري الأزرق ودور الشائعات والأقاويل والضجة الإعلامية الكبيرة التي أثيرت حول لون شعري المتمثلة (بالغراب) والإنجازات التي تمّ تجاهلها ممثلة بالشجرة التي تتوارى في الزاوية العليا للوحة.
وعن مشاعرها بهذا الإنجاز التشكيلي في مسيرتها تضيف الفنانة سلمان: أعتقد أننا في سورية ورغم كل سنوات الحرب الظالمة والحصار الاقتصادي الخانق, نرسل رسالة للجميع أننا كسوريون شعب يحبّ الحياة…. ونكافح لنستمر… ولا زلنا نرسم ونلّون لنزيح السواد عن قلوبنا.
وأنا ممتنة على هذه الفرصة الكبيرة التي أعتبرها بوّابة لتعبر لوحاتي إلى اليابان وتلقى الاهتمام.
وأرجو أن يستطيع السوريون الاستفادة من تجربة الشعب الياباني الذي تعرض لأسوأ كارثة نووية /قنبلة هيروشيما/ واستطاع أن ينهض بقوة ليصبح كما يسميه السوريون / كوكب اليابان/ بتقدمه وريادته في جميع المجالات, وهذا ما أرجوه لبلدي الحبيب سورية.
لمن لا يعرف , هيام سلمان هي تشكيلية من اللاذقية وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين. أول من ابتكر اللوحة التشكيلية القماشية أعمالها مقتناة من قبل العديد من المؤسسات والجهات الرسمية والدولية وضمن مقتنيات خاصة في مختلف بلدان العالم وآخرها اليابان عضو مؤسس لجمعية أرسم حلمي الفنية ورئيس مجلس إدارتها لمدة /9/ سنوات لها معارض عديدة جماعية مع الاتحادات التشكيلية في سورية ومعارض وزارة الثقافة, وزارة الدفاع, مهرجان المحبة.
وأخرى خاصة في صالات خان أسعد باشا بدمشق والخانجي حلب والحكمية في اللاذقية, معارض ثنائية مع زوجها النحّات المعروف ماهر علاء الدين, ومشاركات في ملتقيات خارجية منها ملتقى مورتسبورغ الدولي ألمانيا درزدن .
مهى الشريقي