(البحث عن الزمن المفقود) في الدوري السوري

الوحدة:9-3-2021

 

في كرة القدم، ليس عندنا وحسب، وإنما في كل أرجاء المعمورة، قال فيروس كورونا كلمته، وأرجع مستوى اللعبة عقوداً إلى الوراء، وجرّدها من أهم مقومات نجاحها وتطورها وهو الجمهور المحبّ والداعم، وكنتيجة لهذا الأمر حرمها من أهم مصادر دخلها، وخاصة في دورينا، حيث كانت تشكل عائدات وربوع المباريات المصدر الأهم لميزانيات الفرق.

وبناء على ما تقدم فإنه من الطبيعي أن يتراجع المردود الفني، بالتزامن مع رحيل أبرز اللاعبين المحليين إلى الدوريات العربية ولو مع فرق الدرجة الثانية سعياً وراء أي مبلغ سيكون أفضل مما يتقاضاه محلياً..

إدارات الأندية المحلية تصل حدّ التسّول في بعض الأحيان، وتقف في أحيان أخرى عاجزة عن حلّ أي مشكلة مادية تواجهها، وعاجزة عن تحفيز لاعبيها بالقدر الكافي على عكس أندية أخرى وجدت من يبقى صناديقها عامرة من خلال دعم لامحدود، وهو ما جعل المنافسة غير متكافئة..

الوقوف على هذه التفاصيل يفرض على جماهير الأندية أن تتحلى بالصبر على نتائج فرقها، وألا تتخلى عنها، فتكون هي والظروف عليها..

أندية كثيرة كان بإمكانها أن تكون في مواقع أفضل لو توفر لها الدعم المادي الكافي (الساحل، جبلة، الحرية، الفتوة..) لكن هذا هو الواقع، والنتائج التي تسجلها هذه الفرق نتيجة طبيعية لتواضع إمكانياتها، فلا تجلدوها ولا تقسو عليها، ولو كان الأمر بيدها لتعاقدت مع أفضل اللاعبين وحصدت أفضل النتائج.

سقى الله أياماً كان فيها معدل الحضور الجماهيري لا يقّل عن (10) آلاف متفرج في المباراة الواحدة، لكنه (كورونا) الذي شلّ كل شيء، وضمناً كرة القدم، وأشد قسوة على الفرق (الفقيرة) بالأساس!

البحث عن حلول (مؤثرة) لا يصل في معظم الأحيان إلى النتائج المرجوة، ومع هذا فإن التلطّي وراء هذه الظروف يعتبر تقاعساً موصوفاً، وكل ما علينا هو المحاولة المستمرة.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار