العدد: 9307
7-3-2019
يقول الخير: (أكدت وزارة الخارجية الروسية أن تجاهل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للمعلومات التي قدمتها روسيا وسورية حول فبركة استخدام السلاح الكيميائي في دوما يثير القلق).
ونقلت وكالة سبوتنيك عن الخارجية الروسية قولها في بيان أن (الاستنتاجات التي قدمتها بعثة التحقيق في استخدام السلاح الكيميائي في سورية بشأن وقوع هجوم مزعوم في دوما هدفها الوحيد تبرير العدوان الأميركي البريطاني الفرنسي في نيسان الماضي على دولة ذات سيادة في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة)!
من الطبيعي أن نلمس من روسيا (الصديق والحليف) هذا الموقف الصادق والمواجه لما ينثره الغرب من أكاذيب يصدّقها ويجبر أتباعه على تصديقها، ومثل هذه الأمور لم تعد مقلقة بالنسبة للمواطن السوري لأنه اعتاد عليها وبات يعرف حتى كيف يتندّر عليها، ولكن السؤال هو: لماذا ترضخ جميع المؤسسات الدولية والتي يفترض أنّها على مسافة واحدة من الجميع إلى مثل هذه الابتزازات السياسية والاقتصادية والميدانية، وكيف تقبل دول سيادية أن تركب الكذب سفينة وقراراً وإلى متى سيستمر ذلك؟
لا يختلف اثنان في العالم على أن أمريكا هي (الشيطان الأكبر)، فهل يكفي رجم الشيطان لحلّ الأزمات الدولية؟
ظهرت أنظمة وحركات ولقاءات كثيرة مناهضة للسياسة الأمريكية على مدار الزمان وعلى اختلاف الجغرافيات لكن ماذا أنتجت وإلى أين وصلت؟
أمريكا تمتلك (المال) العالمي، ويدور في فلكها العديد من (محدثي النعمة) ما يعزز قوتها المالية والاقتصادية بشكل جعلها قادرة على التحكّم بمقدرات الشعوب، وهذه حقيقة لا يستطيع أحد أن ينكرها، لكن مواجهتها ليست مستحيلة على صعوبتها، أما إن كنّا ننتظر قدوم أي إدارة أمريكية (ملائكية) فإن انتظارنا سيستمر إلى ما لا نهاية!
يسأل مواطن عادي: هل يمكننا أن نواجه أمريكا؟
الجواب نعم شرط أن نعطي أنفسنا حقّ قدرها وألا نواجهها بالدعاء والأمنيات، نواجهها بـ (جرزة بقدونس)، إذا ما أُنتجت بوقتها الصحيح وبشروطها السليمة.. نواجهها بـ (مدرسة) بعد أن نصلح نوافذها ونرمم مقاعدها، ونواجهها بإرادة لا تستطيع وسائل التواصل الاجتماعي أن تلوّنها حسب المزاج!
بالتأكيد لا نعطي دروساً بـ (الوطنية) ولكن وكما نهضت اليابان من تحت قنابل واشنطن ولحقت بها أو (سبقتها) فلن نتصدّى لأمريكا وأتباعها إلا بهذه الطريقة، وما نملكه من طاقات بشرية ومن غنى طبيعي واقتصادي يجعلنا قادرين ونتحرر حينها من مثل هذه الفبركات وإلى الأبد.