الوحدة 18-2-2021
أقام المركز الثقافي العربي في قرية بكراما محاضرة تربوية بعنوان (الأهداف التربوية) ألقتها الآنسة ندى حمود تحدثت في بدايتها عن وجود خلط بين المعلمين حول تعريف الهدف التربوي حيث أننا عندما نسأل المعلمين عن الأهداف التي يودون تحقيقها من تدريسهم لمختلف المواد كالعلوم والرياضيات واللغة العربية وغيرها فأننا نحصل على إجابات عامة وغامضة وتختلف من معلم إلى آخر فهناك من يتصور أهدافاً عامة وهناك من يذكر أهدافاً خاصة وهناك من يذكر أهدافاً دون أن يدرك كيف يعمل على تحقيقها، وبما أن التعليم يستهدف إحداث تغيرات سلوكية مرغوبة لدى المتعلمين كان لابد من تحديد هذه التغيرات في شكل عبارات تصنف تلك السلوكيات التي يرغب المجتمع في ظهورها لدى أبنائه نتيجة مرورهم بالخبرات التعليمية خلال مراحل التعليم المختلفة وعادة ما تعرف هذه العبارات بالأهداف التربوية أو الغايات، ويعرف الهدف أنه النتيجة النهائية لتعليم ناجح وفعال، وهو عبارة تصف التغيرات السلوكية التي نسعى لتحقيقها في شخصيات التلاميذ نتيجة مرورهم بخبرات تعليمية متنوعة.
وأشارت إلى أنه لأهمية تحديد الأهداف فوائد عديدة منها أنها تساعد على اختيار الخبرات التربوية أو المحتوى الدراسي للمنهج وتساعد أيضاً على تحديد الأنشطة التعليمية الصفية واللاصفية والتي هي جزء من المنهج المدرسي كما أنها تسهم في تحديد طرق وأساليب واستراتيجيات التدريس الملائمة وتسهم أيضاً في تحديد أساليب التقويم و أدواته المناسبة كما وأن تحديدها يؤدي إلى تحقيق تعلم أفضل لأن جهود المعلم والمتعلم ستتركز حول تحقيق الأهداف المقصودة بدلاً من أن تتبعثر وتوجه لتحقيق نتائج غير مرغوب فيها وتساعد أيضا في توجيه المعلمين إلى النتاجات النهائية التي يسعى التعليم لتحقيقها وجعل التعليم أكثر إنسانية.
وأشارت المحاضرة إلى مصادر اشتقاق الأهداف التربوية وحددتها ضمن مجتمعنا بطبيعة الدين الإسلامي ومنهجه الشامل للإنسان والكون والحياة و بالتراث العربي والقضايا المعاصرة، أيضاً بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية ومطالب التنمية واتجاهات العصر والتطورات العلمية والتربوية وحاجات المتعلم وخصائصه إضافة إلى طبيعة العلم والمواد الدراسية وما يرتبط بها من مصادر للمعرفة.
وأشارت إلى مستويات الأهداف التربوية التي تصنف إلى أهداف تربوية عامة (الغايات) والتي تمثل الأهداف العامة للمنهج وهي النهايات أو النتائج الكبرى المقصودة التي ترمي عملية التربية إلى تحقيقها لدى المتعلمين وتكون غالباً على شكل فقرات شاملة وتحتاج إلى فترة زمنية طويلة مثل بناء الإنسان الصالح وتنمية الفكر العلمي والقدرة على حل المشكلات ويعتقد أن للأهداف العامة فائدة قصوى رغم عموميتها حيث تعتبر الركيزة الأساسية للنشاط التعليمي بكامله، أما الأهداف التربوية المتوسطة العمومية (الأعراض) وتمثل أهداف الوحدات الدراسية ويصنف هذا المستوى بأنه متوسط من حيث التعميم والتخصيص ويمكن أن تعتبر أهدافاً ترتبط بالمراحل الدراسية وبالمواد الدراسية، والقسم الثالث أهداف خاصة أو سلوكية (الاجرائية) وتمثل أهداف الدرس وهي الأهداف التي يقوم المعلم بتحديدها من المحتوى الدراسي من أجل تنفيذها خلال الحصة الدراسية حيث تظهر أثارها في سلوك التلاميذ نتيجة مرورهم بخبرات التعلم وتفاعلهم في المواقف التدريسية.
وتكمن أهمية تحديد الأهداف السلوكية في كونها تحقق عدة فوائد منها تسهيل عملية التعليم والتعلم، وضوح الأهداف يساعد المعلم على اختيار وتحديد الأنشطة والوسائل التعليمية المناسبة، كما أن التعريف الإجرائي للأهداف يمكن المعلمين من تقويم أفضل لنشاطهم التعليمي وتوجيه عملية وضع وصياغة أسئلة الاختبارات، أيضاً توجيه تعلم التلاميذ وتسهل عليهم معرفتها والتعامل معها والتحمس لتحقيقها ويؤدي كل ذلك إلى تعلم أفضل، أما فيما يخص الأهداف السلوكية أو الإجرائية فقد أشارت إلى أن صياغة الأهداف السلوكية تتطلب القيام بعدة خطوات أهمها التحديد والتعريف للسلوك أو الأداء المتوقع قيام التلميذ به بعد عملية التعلم والذي يعتبر دليلاً على تحقيق الهدف وتحليل هذا السلوك إلى سلسلة من الأداءات والأعمال التي يمكن ملاحظتها، ووصف كل عمل أو أداء بفعل سلوكي واضح لا يحتمل أكثر من معنى مع وصف الظروف أو الشروط الواجب توافرها في سباق الأداء السلوكي وتحديد مستوى الأداء المطلوب أو معيار الأداء المقبول وقد يتحدد السلوك بأشكال متعددة منها نسبة مئوية من الإجابات الصحيحة أو هامش معين للخطأ المسموح به أو المستوى الأقصى.
أما الشروط الواجب توافرها في صياغة الهدف السلوكي أو الإجرائي الجيد فتتمحور في أن يكون محدداً، واضح المعنى، قابلاً للفهم، ولا تحتمل كلماته تأويلات متعددة وأن يركز على سلوك التلميذ لا على سلوك المعلم وأن يصنف نواتج التعليم وليس أنشطة التعليم التي تؤدي إلى هذا النواتج، أن يكون قابلاً للملاحظة والقياس ومناسباً لمستوى التلميذ ويرد فيه الحد الأدنى للأداء ويكون قابلاً للتحقيق من خلال العملية التعليمية وقريباً ما أمكن من الواقع ومن الإمكانات المتوفرة وفي متناول المعلم، وأخيراً أن يكون تعبيراً صادقاً عن فلسفة وأفكار التربية في المجتمع.
وفي نهاية المحاضرة تحدثت عن تصنيف الأهداف التربوية لافتة إلى التصنيفات التي ظهرت في أوائل الخمسينات والتي أكدت على أن الأهداف أساس لتنظيم التربية والتي قسمت الأهداف إلى ثلاثة مجالات يقابل كل مجال منها جانباً من جوانب شخصية الإنسان التي تعمل التربية على بنائها وتكوينها وهذه المجالات هي المجال المعرفي الذي يضمن جميع أشكال النشاط الفكري لدى الإنسان، والمجال الوجداني ويتضمن الاتجاهات والقيم والميول والرغبات، والمجال المهاري الذي يشمل مختلف المهارات الجسمية اليدوية الحركية مثل الخط والرسم واستخدام وتناول الأجهزة.
سناء ديب