علامـــــات الترقيــــم في اللغــــة الـــعربية

العدد: 9307

7-3-2019

في الكتيب الصادر منذ أيام عن وزارة الثقافة – الهيئة العامة السورية للكتاب، بعنوان: (علامات الترقيم في اللغة العربية) ضمن سلسلة (قضايا لغوية) اختيار حسام الدين خضور، نلقي الضوء على أغلب جوانب ما جاء فيه، ولمن يريد المزيد والشرح مع الأمثلة العودة إليه أو إلى كتب اللغة ذات الصلة.
يقول: لعلامات الترقيم علاقة بالنصوص، وهذه (النصوص) تتكون من حروف، وكلمات، وأشباه جمل، وعبارات، وجُمل، وفقر.
وعلامات الترقيم هي رموز متفق عليها توضع في النص المكتوب لتنظيمه وتيسير قراءته وفهمه، وهي ليست حروفاً، ولا تنطق، ومعظمها مشترك بين اللغات المكتوبة جميعاً، ومن الاستعمالات الشائعة لعلامات الترقيم في اللغة العربية: الفصل بين أجزاء الكلام والمعاني، وتحديد مواقع الوقوف في النص، والاقتباس النصّي، وإظهار التعجب أو الاستفهام، وتحديد علاقة الجمل بعضها ببعض.
ثم يتطرق الكتيب بعد هذا التقديم في عدد من الصفحات إلى ذكر لمحة تاريخية عن نشأة علامات الترقيم وبعض الذين كان لهم دوراً في رسم بعضها، مع ذكر بعض الأماكن الجغرافية التي ظهرت فيها.
دخلت علامات الترقيم إلى اللغة العربية في العقد الثاني من القرن الماضي، عام 1912 على يد العلامة أحمد زكي باشا، اللغوي والمترجم المصري، وأقرها مجمع اللغة العربية بمصر عام 1933، ومنها انتشرت إلى باقي الدول العربية، واقتصرت على عشر علامات في البداية، هي:

– الفاصلة: (،)
– الفاصلة المنقوطة: (؛)
– النقطة: (.)
– النقطتان المتعامدتان الرّأسيّتان : (:)
– النقاط الثلاث الأفقية: (. . .)
– علامة الاستفهام :(؟)
– علامة التعجب: (!)
– القوسان: ()
– علامتا التنصيص: (« »)
– علامة الحذف: (…)
وغير ذلك من علامات ترقيم أضيفت لاحقاً، فضلاً عن إشارات وعلامات أخرى كثيرة تستعمل في برمجة الشابكة.
يمكن إجمال أهمية علامات الترقيم في النقاط الآتية:
– تسهل الفهم على القارئ، وتحسن إدراكه للمعاني، وتفسر المقاصد، وتوضح التراكيب في أثناء القراءة.
– تعرّفنا مواقع فصل الجمل، وتقسيم العبارات، والوقوف على المواضع التي يجب السكوت عندها.. فتحسّن الإلقاء وتجوّده.
– تسهّل القراءة، فتجّنب القارئ هدر الوقت بين تردد النظر، واشتغال الذهن بتفهم عبارات كان من أيسر الأمور إدراك معانيها لو كانت تقاسيمها وأجزاؤها مفصولة أو موصولة بعلامات تبين أغراضها، وتوضح مراميها.
– هي في تصوّر الكاتب مثل الحركات اليدوية، والانفعالات النفسية، والنبرات التي يستعملها المتحدث في أثناء كلامه، ليضيف إليه دقة التعبير وصدق الدلالة.
– تنظيم الموضوع، وتحمل نطقه، وتحسن عرضه.
لعلامات الترقيم استعمالات، أكتفي فيما يأتي بعرضها من دون أمثلة على ذلك، كيلا يطول الشرح والحديث، والرجوع إلى المصدر أغنى وأثرى.
– الفاصلة (،) وتسمّى (الشَّولة)، والفاصلة في النص العربي تكتب هكذا (،) وليس تلك المستعملة في النص اللاتيني التي تكتب معقوفة، تكتب الفاصلة بعد الكلمة التي تسبقها مباشرة بلا فراغ ومواضع استعمالها كثيرة.
– الفاصلة المنقوطة (؛) تكتب بعد الكلمة التي تسبقها مباشرة ولا يترك فراغ بينهما، وتوضع بين الجمل التي بينها قوة في الترابط أو ترابطها غير لازم، ولها مواضع عدة.
– النقطة (.) تكتب بعد الكلمة التي تسبقها مباشرة ولا يترك فراغ بينهما، وتسمى (الوقفة)، ويوقف عندها وقفة تامة، ولها مواضع عديدة.
– النقطتان الرأسيتان (:) تكتبان بعد الكلمة التي تسبقهما مباشرة ولا يترك فراغ بينهما، وتسميان علامة التوضيح، أو نقطتي التفسير والبيان، أي إنّ هذه العلامة تستعمل في سياق التوضيح ولها أكثر من موضع.
– المعترضة (-) وتسمى أيضاً (الشرطة أو الوصلة) وتستعمل في مواضع مختلفة.
– علامة الاستفهام (؟) تكتب بعد الكلمة التي تسبقها مباشرة، ولا يترك فراغ بينهما، وتستعمل بعد الجملة الاستفهامية، سواء أكانت أداة الاستفهام مذكورة في الجملة، أم محذوفة.
– علامة التعجب (!) وتسمى أيضاً علامة التأثر، وعلامة الانفعال، تكتب بعد الكلمة التي تسبقها مباشرة، ولا يترك فراغ بينهما، وتوضع بعد الجمل التي تعبر عن الانفعالات النفسية مواضعها متنوعة.
– علامة الحذف (…) وتسمى أيضاً (نقط الاختصار) أو (نقط الإضمار) وهي ثلاث فقط (لا أقل ولا أكثر) وتستعمل بعد الكلمة التي سبقتها مباشرة في بعض الحالات.
– علامة التنصيص (« ») علامة التنصيص يطلق عليها (التضبيب) و(الاقتباس) أو (المزدوجتان)، وتستعمل في المواضع الآتية:
توضع بينها العبارات المقتبسة بنصها من كلام الآخرين، والموضوعة في سياق كلام الناقل، تمييزاً لكلام المقتبس من كلام الناقل.
توضع بينها العبارات والمصطلحات التي تأتي بعد القول كالسؤال، والتسمية، والجواب، والنداء، وما إلى ذلك.
– القوسان الهلاليتان () ويسميان (الهلالين) وتوضع بينهما الجمل والألفاظ التي ليست من الأركان الأساسية في الكلام، والألفاظ والعناوين والأسماء التي يراد جذب الانتباه، مواضعها كثيرة.
يقدّم هذا الكتيب علامات الترقيم ومواضع استعمالها من جهة، ويفتح نافذة على الرموز التي أتت بها الشبكة العنكبوتية من جهة أخرى، فقد شهدت العقود الأخيرة ابتكار علامات جديدة في الكتابة الالكترونية، يجب الوقوف عليها وتعلمها لضرورة الحاجة إليها.

بسام نوفل هيفا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار