الفنان أكسم خيربك: كل لوحة بعيدة عن المتلقي تفقد هويتها

الوحدة 3-2-2021

 

البورتريه عنده لغة بصرية يلعب فيها التظليل دوراً مهماً لإبراز التفاصيل حتى الصغيرة منها, يعكس شغفه بترجمة تعابير الوجه خاصة المتفائلة منها.

وبنظره كل لوحة بعيدة عن المتلقي تفقد هويتها, له تجارب نحتية خاصة على الخشب إنه الفنان أكسم خير بك.

 (الوحدة) التقته ومعه كان الحوار الآتي…

– نلاحظ من خلال لوحاتك حضوراً قوياً للوجوه الإنسانية بحالاتها المختلفة، ما السبب؟

منذ صغري تشدني الوجوه الإنسانية، وكنت أحاول أن أعبر عما أشاهده في هذه الوجوه عن طريق الرسم، في لوحاتي لابد من تواجد هذه الوجوه حتى لو رسمت الطبيعة بالنسبة لي تكتمل اللوحة بوجود الوجه الإنساني سواء كان هذا الوجه ضاحكاً أو حزيناً أو متأملاً أو حالماً أو  فتفاصيل الوجه تعني لي الكثير، وهي ركائز للحالات التعبيرية.

– تقصد بذلك أن أعمال البورتريه وليدة الحالة التعبيرية؟ أم أنك تجد نفسك فيها؟

بكل تأكيد أعمال البورتريه تعنيني كإنسان له مخزونه من الحالات الإنسانية والمشاعر والأحاسيس والحالات التعبيرية التي يمر بها، فكل لوحة أرسمها أجد نفسي فيها، وأتفاعل معها إلى أقصى حد، وملامح الوجوه تعبر عما ينتابني في حالات مختلفة.

– أي الوجوه تشدك أكثر للرسم؟ وما الذي يحثك على ذلك؟

تشدني وجوه النساء للرسم فهي رمز للأنوثة والجمال، وكل أنثى لها قدر من الجمال يختلف عن غيرها.

أيضاً أحب رسم الوجوه المتفائلة التي تمدني بحب الحياة بكل أبعادها، بحلوها وبمرها، أحب رسم الوجوه التي تشعر المتلقي بالبهجة والسرور والتأمل.

هاجسي الرسم، فأنا أرسم في كل الأوقات خاصة عندما تستوقفني بعض الوجوه بملامحها اللافتة وبتقاطيعها الجميلة.

هناك وجوه تحمل ملامح التفاؤل تلج إلى قلبي مباشرة فتريني أرسمها مباشرة دون أي تردد، وبأي ظرف كان. فأنا بالرسم قادر على التعبير، وهذه الوجوه بالتحديد تعكس تفاؤلي بالمستقبل وحبي للحياة.

 

– تفضل رسم البورتريه بالرصاص والفحم بعيداً عن الألوان لماذا؟

بنظري إذا كنت تريدني أن تعطي معنى الوجه في اللوحة بطريقة مميزة يجب أن تدمجي بين بياض الورقة وسواد الفحم الذي ترسمين فيه بعيداً عن ضوضاء الألوان.

وأنا أقوم بذلك، بمعنى آخر: أكون قد أعطيت احساسي الداخلي على الصورة مع استغنائي عن الألوان، لأن الموهبة لا تحتاج إلى ألوان لكي تصبح متميزة.

– في هذه الحالة كيف توظف الإضاءة في لوحاتك؟

أهتم بموضوع الإضاءة في اللوحة فأحياناً تكون الإضاءة واضحة صريحة، وأحياناَ يتطلب الأمر الاهتمام بموضوع التظليل بالنسبة للموضوع المراد رسمه.

ويجب أن يكون التظليل مناسباً لهذه الحالة، وكذلك يجب التعامل مع الضوء- أي مصدره- بحذر في أي اتجاه كان، وإلا تفقد اللوحة الفنية الكثير من مصداقيتها ودقتها.

– لهذا السبب تهتم بالتفصيلات البسيطة التي تعطي القوة في التعبير؟

صحيح أنا حريص كل الحرص على التفصيلات البسيطة عندما أرسم لأن هذه التفصيلات تعبر عن الدقة، عن التميز بين لوحة وأخرى وكل تفصيلاتها تعكس المعاني المحددة، وتوصل للمتلقي ما أريد أن أوصله له عبر الرسم وليس عبر الكلام.

– تستمد مواضيع الرسم أو النحت من الواقع، ما أهميته بالنسبة لك؟

بالمطلق الإنسان لا يستطيع أن يعيش خارج الواقع الذي يعيشه، حتى المواضيع المخزونة في الذاكرة مصدرها الواقع، وهذا الواقع يعطيني أفكاراً كثيرة للمواضيع التي أرسمها، كذلك الطبيعة التي أرسمها هي انعكاس للبيئة التي نعيش فيها.

– تقول: كل لوحة بعيدة عن المتلقي تفقد هويتها، كيف تتعامل مع اللوحة؟

غايتي المنشودة في الرسم أن أكون على تواصل مع المتلقي عبر لوحاتي ويجب أن يشاهد المتلقي في اللوحة شيئاً من ذاته أو هواجسه أو أفكاره أو أحلامه أو…

فاللوحة لا أتعامل معها كسطح أبيض فقط، وإنما كصديق أبثه لواعجي وفرحي وحزني وتفاؤلي.

بمعنى آخر: أحاكي اللوحة بكل الحالات التي أمرّ بها، وبهذه الحالة يخرج السطح الأبيض عن مفهومه الأصم.

– لك تجارب نحتية ماذا عنها؟

أحب النحت خاصة على الخشب، لي منحوتات مستمدة من مواضيع إنسانية، النحت يتطلب دقة ومهارة عاليتين. لكنني أحب الرسم أكثر، وأكون قادراً على التعبير أكثر عن طريق الرسم، على الرغم أن الرسم والنحت لا ينفصلان، ويصبان في بوتقة الفن.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار