الوحدة: 2- 2- 2021
الضغوط النفسية سبب رئيس لتسارع النبض، قد يشعر أحدنا فجأة بأن دقات قلبه تتسارع بازدياد ملحوظ أو بسرعة أكثر من المعتاد الأمر الذي يثير عادة مشاعر عميقة بالقلق، وهي مشاعر طبيعية في مثل هذه الحالة لأن أيّ تغير يطرأ على الإيقاع القلبي، يعني حدوث تغير في نمط معيشة الشخص، ما يخرجه عن طور الحياة المعتادة. ويأتي هذا الارتباك عادة بسبب وجود أزمة صحية أو نفسية إذ يشعر المصاب على حين غرة وكأن ضربات قلبه تتسارع بطريقة تثير إرباكاً شاملاً لنظام الجسم بأجمعه ويمكن لتسارع نبض القلب أن يختلط في ذهن المصاب مع نوعين من المشاعر المتعلقة بنفس الموضوع ففي بعض الأحيان لاينبض القلب بسرعة ولكن بقوة وهذه ظاهرة معزولة تتصل عموماً برد فعل طبيعي للجهاز العصبي تحت تأثير حالة عاطفية شديدة وقد يشعر أشخاص آخرون بأن قلوبهم تنبض بضربات قوية من دون وجود سبب ظاهر وقد يتعلق الأمر باضطراب حميد في عضلة القلب نتيجة تقلص العضلة القلبية ضمن إيقاع مضطرب وقد يثير النبض المتسارع الشكوك حول وجود اضطراب في عمل الإيقاع القلبي وبدرجات خطورة متفاوتة ما يتطلب استشارة طبيب الأمراض القلبية الذي يسارع عادة إلى تحديد الأسباب الحقيقية ويحاول استكشاف حقيقة هذا التسارع ، وما إذا كان يرتبط بوجود مرض قلبي من عدمه ، مثل عجز الشرايين التاجية أو العضلة القلبية ذاتها أو وجود مرض في الصمامات. ولاستكمال التشخيص الكامل للوضع ، يعمد الطبيب إلى توجيه عدد من الأسئلة للتعرف إلى حالة المريض العامة وتاريخه العائلي وفيما إذا كان يعاني أوجاعاً في مناطق معينة أو ضغطاً في القفص الصدري. ثم يحاول الطبيب إجراء فحص سريري للتعرف إلى إمكان الإصابة بعجز العضلة القلبية أو وجود اضطراب في دقات القلب ثم تأتي بعد ذلك مرحلة الفحوص التكميلية وأولها التخطيط الكهربائي للقلب وهو تسجيل دقيق للنشاط الكهربائي ويعد أول أشكال الفحوصات التي تخص الإصابة القلبية بيد أن من عيوب هذا الفحص أنه غالباً ما لايقدم دليلاً على وجود إصابة خارج فترة الأزمة وهو أمر لايكتفي به طبيب الأمراض القلبية لأن النتيجة السالبة لا تعني مطلقاً الجزم بسلامة إيقاع النبض القلبي لذا غالباً ما يطلب الطبيب الخضوع لفحص جديد أكثر تقدماً مثل تسجيل نبضات القلب على مدى 24 ساعة ،أو إجراء فحص (الإيكو غرافي ) وفحص الجهد ،حيث تم إجراء تخطيط القلب في أثناء أداء الشخص المعني لجهد عضلي متواصل مثل السير على حزام ناقل أو الدراجة الثابتة وما إن يتم تشخيص المرض القلبي حتى تبدأ المرحلة العميقة للعلاج تحت إشراف طبي مباشر ، ويحسب خطة بعيدة المدى يضعها الطبيب المختص إن الضغوطات النفسية والقلق الدائم يمكن أن تكون من الأسباب الرئيسية لتسارع ضربات القلب ( الحميدة ) بمعنى أن جذوره الظاهرة لا تعدو أن تكون سيكولوجية ومن هنا فإن اعتماد النشاطات الجسدية المنتظمة والألعاب الرياضية يمكن أن يعيد إلى النفس استقرارها ويزيل من مجرى الدم كثافة إفراز الأدرنالين الذي يشتد عند حدوث حالات القلق كما أن الابتعاد عن مواطن القلق والتوتر وعواملها يعد أمراً ضرورياً لإعادة التوازن إلى ضربات القلب مع ضرورة الامتناع عن الإكثار من القهوة والشاي ومختلف المنبهات الأخرى وأخذ قسط طويل من النوم وتجنب الأدوية التي تتسبب في تقلص العضلات والأرق.
لمي معروف