الوحدة: 18- 1- 2021
في شكوى وردت لمكتب جريدة الوحدة بطرطوس، تحكي عن قيام عناصر شرطة المرور وسط المدينة بحجز عدد من سائقي سيارات – التاكسي – مع سياراتهم المتشحة باللون الأصفر!
وقد وضعت السيارات في كراج الحجز, ووضع السائقون في غرفة مغلقة لدى مرور طرطوس لتمر الساعات المتتالية ريثما يحالون إلى قاضي النيابة – حسب القانون– من الصباح, وحتى الثامنة والنصف ليلاً، حيث تم الإفراج عنهم، على أن يتم الإفراج عن سياراتهم فيما بعد وكل وحسب مشكلته.
والسبب وجود العديد من المخالفات: أهمها عدم إنجاز معاملة تعديل العدادات ليصار إلى تشغيلها, مع العلم أنه لم يشغل عداد واحد حتى اليوم في طرطوس, وفي أية سيارة عمومي..
وتعديل العدادات معاملة فرضت على السائقين دون الدخول في تفاصيل أخرى لاحقة كتشغيلها!
ثانياً.. عدم حمل شهادة السياقة لأنها محجوزة سلفاً إذ أنها تحتاج لتجديد كل عدة سنوات.. ولفك الحجز, وتجديد الشهادة يحتاج الأمر لأموال قد لا تتوفر في هذه الأيام وإن توفرت، صرفت لحاجات أهم كالطعام مثلاً..
والسؤال: ما الهدف من التجديد كل عدة أعوام طالما أن السائق يعيش, وأسرته من أجرة سيارة يعمل عليها ليلاً ونهاراً ولا يكفيه ما يجنيه بسبب غلاء المعيشة الذي نعيشه هذه الأيام؟
والمؤكد أنه صار بارعاً في السياقة بعد ممارسة العمل لسنوات في أبشع الظروف وأنه لم يمت حتى اليوم في حادث مروري من صنعه, أو من صنع غيره !!
والسؤال .. لماذا يتم حجز السائقين كالمجرمين, وكل العالم يتحدث عن عوامل الحماية, والانتباه من كورونا..
وللعلم كان الحجز في غرفة قذرة .. وتنتشر الروائح الكريهة من حمام مجاور – تواليت-
فإذا كان الموضوع لتربية هؤلاء المخالفين للأنظمة، ومنها عدم ربط الحزام, أو عدم استخدام كمامة, والوقوف رتل ثان و.. و.. وما أكثر الواوات هنا..
فكل السائقين في طرطوس مخالفون على مدى العشر سنوات الماضية على الأقل.. والعديد منهم بحاجة لتأديب.. فنحن من سكانها, ولسنا من سكان القمر ونرى بأم العين لا بالكاميرا الخفية الظاهرة…
فإذا أردتم تربية هؤلاء المجرمين احجزوا سياراتهم .. أداة عيشهم, واتركوهم يعانون شظف العيش ريثما يتم الافراج عنها.. لا تعذبوا أولادهم, وأسرهم معهم بسبب تقصيرهم, أو إهمالهم, أو ضعفهم.. إذ يكفيهم ذل الوقوف ساعات في طوابير للحصول على الأرز, والسكر و .. ربطة الخبز اليومية.. وقد نسينا مازوت التدفئة..
فإذا كانت قوى الشر في العالم تحارب المواطن السوري في لقمة عيشه.. لنكن عوناً وسنداً لبعضنا.. فلا يقوى الشرطي على السائق, ولا السائق المدعوم على الشرطي..
العدالة ما نبتغيها يا مرور طرطوس المتعثر من رداءة الشوارع, والازدحام ورداءة الأنفس, وتراكم الحقد بين البشر.
هي صورة من واقع المرور المرير ننقلها بشفافية عن يوم واحد من أيام حياتنا..
مع تعاطفنا, واحترامنا لشرطي المرور الذي يقف ساعات طوال بين أرتال السيارات, وأصحابها مختلفي الأمزجة, وجاهلي فن القيادة – الذوق – وشروط السياقة الصحيحة دون مخالفات, وتحمل مشاق العمل, وضغوطات الحياة خاصة.. ذلك الشرطي الذي يرفض أن يأخذ ألف ليرة من سائق مخالف, ويعمل بضمير وبأدب.
سعاد سليمان