السند الحقيقي

الوحدة: 11- 1- 2021

 

تمضي الحياة بأوقاتها عصيبة أغلب الأحيان وتضن علينا بقليل من الفرح، لترهق أرواحنا المتعبة.

هذه هي الحياة قليل من السعادة و كثير من الوجع.

كيف لنا أن نستمر في العيش ببعض من عزيمتنا بلا عون وبلا سند؟

لا يمكن لنا أن نتمالك أقل درجات من القوة والصبر، ونحن على قيد الوحدة، وحدها المحبة تمنحنا بحنيتها إكسير البقاء لنقاوم بكل ما أوتينا من العزم قسوة الأيام وسطوة البشر بوافر الشر الطافح في قلوبهم (إذا المحبة أومت إليكم، فاتبعوها)

ومن أكرم من الوالدين في عطاء الحب والحنان للأنثى، وكم نحتاج هذي المحبة نحن معشر النساء، خاصة في مجتمع شرقي ذكوري؟

لذلك يبقى الأب كلمة السر في حياة ابنته، يحيطها بكنفه الدافئ، ويمنحها القوة، فيشتد عودها لتواجه مر العيش ومواقف الحياة الصلبة بكل العنفوان والقوة.

و قلما نجد امرأة بشخصية متماسكة، واثقة الخطى إلا و خلفها أب غمرها بالحب و الحنان،    و كان السند الحقيقي لها، السند القوي الذي لا يلين و لا يخبو.

تمضي الحياة بحلوها ومرها، ومع كل ألم و وجع تلوح أمام ناظري صورة أبي رحمه الله.

عندها تتجلى أمامي أسمى درجات الأمان والقوة والسكينة الداخلية، وتشتعل في صدري حسرات الفقد و لوعة الغياب.

فلا أصدق من الأب في احتضان كريمته، ولا أجود منه في إنالتها وافر القوة والثقة المتينة بالنفس.

مهما التف حول المرأة الشرقية من ذكور أوفياء في الحياة، لن تجد أبداً أنقى أو أوفى ولا أكرم في محبته و عطائه من الأب عطفاً و رقة و حرصاً.

لروح أبي الغالي الرحمة والمغفرة، ولأرواح آبائكم جميعاً –أحياء أو أمواتاً- دعوات القلب بالرحمة والسلام… محبتي لهم جميعاً.

رنا رئيف عمران

تصفح المزيد..
آخر الأخبار