الوحدة: 11- 1- 2021
لقد أصبح استقراء الغيب بشتى أنواعه تقليداً معروفاً, يشترك فيه المنجمون والفلكيون ومالكو الحدس والشعوذة بالذات وقراءة المستقبل.
ويقيناً ما كانت أساطير السحر والشعوذة والتنبؤ وتفسير الأحلام لتقوم لها قائمة لولا ذلك الميل القوي لوعي الإنسان لبناء عالم يجعل من ذاته محوره.
أما لبنة البناء فهي رغباته وآماله ومخاوفه، وفي واقعنا العربي نرى العديد من الناس يذهبون إلى البصارة وقارئة الفنجان والكف والورق, ويفتحون المندل لمعرفة المستقبل، بينما يعتقد قسم آخر أن هذه الأشياء بعيدة عن العلم والحقيقة العلمية المبنية على أسس واضحة.
ويقول أحد علماء النفس: (لا توجد إلا وسيلتان للمعرفة التي مصدرها الحس, ثم ما يشيده العقل على معطيات الحواس, وما عدا ذلك فهو تصوف) ومن جهة ثانية يقال: كذب المنجمون ولو صدقوا.
إن عيب التنجيم هو في استغلاله وتعهده إعلامياً وتجارياً، إن كل ما يكتبه المنجمون, أو يعبرون عنه بالكلمة يُقدر على أساسين: أساس منطق الذهن ومنطق العاطفة، حتى إذا دخلنا محيط العلم وجدنا الحجة, وتكون خالصة والسيادة لمنطق الواقع.
صحيح أننا دخلنا الألفية الثالثة, ومع عصر التطور والإنترنت وغزو الفضاء إلا أن التنجيم لا يزال يحظى باهتمام قسم لا بأس به من الناس الذين يتلهفون لمعرفة المجهول, وما يحمله لهما المستقبل.
بقي للقول: إن دراسة الطالع والأبراج هي ذات قيمة في علم النفس التحليلي لأنها تلقي الضوء على اللاشعور الجماعي.
رفيدة يونس أحمد