الوحدة: 11- 1- 2021
إما أن توافقني الرأي, أو إنك تناصبني العداء… عجزنا عن بناء حوار صحي وصحيح, يقودنا إلى الكثير من المشاكل والنرفزات التي يمكننا أن نستبدلها بـ (حوار) هدفه البحث عن نقاط التلاقي بدل الانزلاق إلى مفردات الخلاف..
الاختلاف حالة طبيعية, ولا يصح أن يتحوّل إلى منصة خلاف… جميل أن نختلف فنكمل بعضنا البعض, والأجمل أن نجعل من الخلاف اختلافاً..
ضمن الأسرة الواحدة قد لا يسود لون واحد, وهذا اختلاف, لكنها تعيش ضمن ضوابط وقواعد محددة, وبالتالي من النادر أن يحضر الخلاف بين قوام ومكونات الأسرة… هذا الأمر يمكن سحبه على كل علاقاتنا, وخاصة في أماكن العمل, والتي نتواجد فيها ضمن عدد كبير من الناس لم نخترهم بإرادتنا ولا يمكننا مغادرتهم أو دفعهم إلى مغادرتنا, فنحن وهم محكومون بساعات عمل ويجب أن نقضيها معاً…
ما الذي يقوّم اعوجاج هذه العلاقة, وهل يستطيع الجميع أن يعطيها ما تستحق من احترام؟
هناك عدة نقاط قد تشكل مقدمات للخلاف والتوتر والتشنج في مكان العمل منها ما يتعلق بالشخص نفسه ومنها, ما يتعلق بمن حوله, وتبرز شخصية (المدير) كنقطة انطلاق لمواقف وأحكام وتقييمات, فإن كان هذا المدير (جيداً) عرف كيف يضع نفسه خارج هذه الإشكاليات, وهذا يتطلب منه أن يكون على مسافة واحدة من الجميع, لكن عدداً من المديرين يعتقدون أن استمرارهم مرتبط بإضعاف من حولهم, وبالتالي يسعون إلى كل ما يعزز الخلاف بين الآخرين, ليبقى هو(المدير) القاضي بينهم وبالتالي سهولة قيادتهم بما يخدم مصلحته الشخصية والتي قد تتعارض مع مصلحة العمل…
هناك قاعدة لا ينتبه إليها كثيرون, وهي أن أي مدير لن يستمر بصفته (مدير) إلا لأجل قصير أما صفة(زميل العمل) فقد تستمر عقوداً والمشكلة في عدم قراءتنا لهذه الحقيقة جيداً فنعبر إلى رضا المدير ولو على حساب زملائنا, ولا نفكر في العواقب جيداً بعد رحيل هذا المدير!
شئنا أم أبينا نحن زملاء العمل, سنبقى مع بعضنا سواء اتفقنا أم لن نتفق, وليس سهلاً أن تترك عملك وتجد عملاً جديداً بسبب شخص لا تتفق معه, لذلك فمن الأسهل أن تضيق المسافات التي تفصلك عن زملائك عبر حوار جوهره الاحترام المتبادل, والوعي التام بحتمية وجودك وإياه في هذا المكان لوقت طويل كل يوم…
اتفقت ضرّتان على الزوج المشترك, فكان يتعرض لكافة أنواع العقوبات من كلتيهما إذا ما أزعج أياً منهما, إلى أن بات يسعى لنيل رضى كل منهما…
الالتقاء ولو على كلمة قوة, والخلاف ولو على كسرة خبز هزيمة, فهل يسعى أحدنا إلى هزيمة نفسه بملء إرادته؟
غياث طراف