الجامع المنصوري الكبير… عندما لا يخبرك التاريخ بكل شيء!

الوحدة: 10-1-2021

 


 

 

 لم يستطع الباحثون والمؤرخون بعد فك شيفرة المواقع الأثرية, وما تتضمنه من تاريخ يتوغل في عمق تاريخ آخر فيتشابك معه أو يشير إليه أو ينفيه.

 قد يمضي على الأثر عمر ألف وألفين وثلاثة آلاف عام… يريد باحثو نفض الغبار عنها وإعادة ترتيب التاريخ من خلال ما ينطق به هذا الحجر الصامت، يقال وبعض العلم عند مدير آثار اللاذقية الدكتور إبراهيم خيربيك أن في الجامع المنصوري الكبير سبع لوحات على جدرانه الداخلية والخارجية عليها كتابات فيما لو قرئت تاريخياً فإنها ستشكّل فتحاً قيّماً أثرياً لدارسي تاريخ ساحل الشام ويجسم جسماً قال حرفياً خلافاً بين المؤرخين حول الآثار الممتدة في جبلة وانتهاءً بطرابلس.

وكعادتها (جبلة) تدهش الباحثين فهي تجسّد التاريخ الذي لم يخلع بعد عباءة العهد المملوكي رغم العهد العثماني الذي لم تثبت بصماته الخلبية في حجارتها الأثرية.

من 472-493 هجري حتى يومنا هذا حكايات وأقاصيص, يقال أن الجامع مبني من قبل قاضي جبلة واسمه أبي محمد عبد الله بن منصور التنوخي، قد يكون مبنياً على أنقاض كنيسة بيزنطية, فالتاريخ ليس كيمياء ولا رياضيات والمعادلات فيه صعبة الحل.

 دكتور خيربيك يقول: إن تسمية الجامع بالكبير تذكرنا دفعة واحدة بالعديد من الجوامع الكبرى في المدن السورية فجميعها على حد تعبيره ومن دون استثناء سبق لها أن كانت كاتدرائيات أو كنائس كبرى في المدن المعنية وقبل أن تكون هذه الكاتدرائيات كانت تقوم فيها معابد وثنية قبل المسيحية وهذا الكلام ينطبق على المسجد الأموي الكبير بدمشق والجامع الكبير في حلب الشهباء وعلى الجامع الكبير في حمص والجامع الكبير بحماة ومثله في معرّة النعمان.

يؤسس خيربيك لفكرة من قوله : (إن لم تتوفر الأدلة على قيام الكنيسة الكبرى وقبله على هذا الموقع في جبلة فإن عدة أمور تؤيد هذا الاحتمال وتجعله قائماً إلى حين إثباته أو نقضه بالأدلة ” ولكن كيف سيفعل خيربيك ذلك؟ يقول الرجل) إنه من المؤكد وقوع هذا المكان عند تقاطع أو تصالب الشارع الرئيسي أوالكاردو مع الشارع المعترض الرئيس أو الديكومانوس, وهذا الموقع الهام يرشحه بقوة لأن يكون موقع المعبد الوثني في الدورين السلوقي والروماني قبل الدور البيزنطي حين تحول إلى الكاتدرائية الكبرى, وتالياً فإن الشكل الطولاني لحرم الجامع وتوجيهه باتجاه شرق غرب علماً بأن كافة الجوامع الكبرى التي ذكرناها منذ قليل تشترك في هذه التوجيه مع ( المنصوري).

هذه المقدمات تفضي إلى نتائج من جانبه يقول أنها على عكس ما يذهب إليه البعض فهو يعتقد أن هذا المسجد هو أقدم من جامع السلطان إبراهيم للأسباب المذكورة سابقاً, وما دفع أولئك للاعتقاد بأن جامع السلطان إبراهيم هو الأقدم مقارنتهم أقدم كتابة على هذا الجامع والمؤرخة عام 1095, لكن منطق الأمور لا يشترط بالضرورة أن يكون أية من هاتين الكتابتين معاصرة للإنشاء الأول لأي من هذين الجامعين وبالتالي فإنه لا يمكننا اعتمادها كأساس موثوق بعكس أقدمية أحدها على الآخر.

أمر آخر يؤيد أقدمية الجامع المنصوري على جامع السلطان هو الظن بأن الفاتح المسلم قام بتحويل الكنيسة إلى الجامع الكبير عشية الفتح بغية تأمين مكان يصلي به المسلمون وترك الكنائس الأخرى ليمارس سكان البلد الموجودين قبل الفتح شعائرهم الدينية جبرياً على مبدأ التسامح الديني الذي انتهجه الفاتح في بقية المدن التي فتحها مثل دمشق وحمص وحماة ومعرة النعمان وحلب وغيرها.

 ومن المعتقد أن الحي الشمالي حمل في قيود السجل المدني الرسمية

” مجلة الصليب” حول الكنائس ومن بينها الكنيسة التي تحمل اسم محلة الجامع في قيود السجل المدني ذاتها كما هو معروف لدى الجميع اليوم وفي اللاذقية حصل شيء من هذا القبيل حيث ما زال حي الصليبة الذي يضم دار المطرانية القديمة اليوم مؤيداً لما قيل

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار