المسرّحون الجدد يستحقون العودة إلى وظائفهم

الوحدة 3-1-2021

سعت مؤسسات الدولة بشكل جدي خلال الأسابيع الماضية إلى استيعاب المسرحين من خدمة العلم في سوق العمل، وشكلت السرعة في إصدار قوائم المقبولين لخوض المسابقات الوظيفية شعوراً مريحاً لأصحاب الحاجة، فقلما رأينا مثل هذه الجدية في مناسبات مشابهة، مما يدلل بشكل أو بآخر على تقدير واضح لتضحيات هؤلاء الشبان الذين بذلوا زهرة شبابهم للدفاع عن أرض بلادهم، على أمل أن تتابع الجهات المعنية بنفس الزخم حتى النهاية، لأن المستهدفين يستحقون أكثر من ذلك، فقد كُتبت لهم الحياة بعدما كانوا مشاريع شهادة على درب حياة إخوتهم وذويهم.

في المنحى ذاته، لا بد أن نفتح باباً مهماً يصب في خدمة هذا التوجه، وينصف أناساً خاضوا التجربة ذاتها، والتحقوا بصفوف الخدمة الاحتياطية بشكل متأخر، مما أفقد بعضهم وظيفته، وبات بلا عمل مستقبلي عندما يصدر قرار تسريحه.

هذه الفئة تخلفت في وقت سابق عن الدعوة الاحتياطية لأسباب مختلفة، ولظروف لا نعرفها، فكان مصيرهم الفصل من العمل كعقوبة على تقصيرهم في أداء الواجب، ولكنهم في وقت لاحق عادوا إلى الطريق الصحيح، ولبوا الدعوة المنوطة بهم، وخاضوا معارك الشرف على أكملها، فمنهم من استشهد، ومنهم من جُرح، ومنهم من بقي على قيد الحياة، ومازالوا على رأس عملهم في قطعهم العسكرية.

هؤلاء، يجب إعادة النظر في مستقبلهم، وعلى مؤسسات الدولة أن تنصفهم عندما يعودون إلى الحياة المدنية، فمنهم من شُمّل بقرار التسريح الأخير، وبعد أسابيع قليلة سيعودون إلى عائلاتهم، ولكن من دون وظائف يعتاشون منها، لأن قرار فصلهم من العمل مازال سارياً رغم التحاقهم المتأخر بالخدمة، و من البديهي في مكان ما أن يعود هؤلاء إلى عملهم بشفاعة تنفيذ ما طلب منهم لجهة خدمة بلادهم، فقرار تسريحهم يماثل العفو عن مدة تأخرهم السابقة، ويجب أن يكون قرار إعادتهم الى أعمالهم أمراً (أوتوماتيكياً)، لأن سبب الفصل قد انتفى، وأصبحوا أصحاب حق من جديد في سوق العمل.

يرجو هؤلاء أن يُنظر الى وضعهم بعين الرأفة، ويمنون النفس بأن تكون الجهات التي عملوا بها قبل الالتحاق بالخدمة منفتحة عليهم، وسلسة في استقبال طلبات الاسترحام منهم، فهم لا يحتاجون إلى مسابقات جديدة، وتعيينات مستجدة، بل إلى قرار واضح من الحكومة بعودتهم الى أشغالهم فور انتهاء المهمة التي أنيطت بهم، وأن تكون شهادة تأدية الخدمة وثيقة عبور غير مشروط إلى عملهم السابق.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار