وقـــــال البحــــــر.. نحن وشعوب العالم

العـــــدد 9305

الثلاثــــــاء 5 آذار 2019

 

فشل الإرهاب العالمي وفشلت الدول الإقليمية والغربية التي دعمته وما زالت في هزيمة الدولة السورية والقضاء عليها وكسر إرادتها وقرارها المستقل بفضل صمود شعبها وبسالة وعقيدة جيشها وحكمة وشجاعة قائدها ووفاء ودعم حلفائها وأصدقائها الحقيقيين، لكن فشلهم هذا لم يكن بلا ثمن بل على العكس، كان الثمن الذي دفعناه كمجتمع ودولة كبيراً (شهداء، جرحى، مفقودين، مهجرين، تدمير مدن وبنى تحتية وإنجازات تحققت على مدى عدة عقود، تخريب الكثير من العقول والنفوس . . إلخ)
وهنا يمكننا القول أن كل من دعم الإرهابيين في بلدنا تحت حجج مختلفة يتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن معظم ما لحق بنا من قتل وخراب ودمار، وتأتي أميركا ودول أوروبا الغربية التي تتشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان في مقدمة الداعمين لهؤلاء الإرهابيين (المعتدلين) منهم والمتطرفين على حد سواء في ظل غياب الدور الذي يفترض أن تقوم به شعوبها في الضغط على قادتها ومنعهم من اتخاذ قرارات تخالف شرعة الأمم المتحدة وقوانين بلدانهم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية التي اعتمدتها في دساتيرها.
السؤال الذي يفرض نفسه في ضوء ما تقدم وغيره هل يمكن التعويل على شعوب الدول الغربية خاصة (العظمى) في التأثير على قادتهم وعلى مؤسساتهم الدستورية ومنعهم من الآن وصاعداً من دعم الإرهاب في بلدنا وغيره؟ ومن ثمّ ماهي الطرق الواجب اتباعها وآليات العمل الواجب القيام بها من قبلنا (رسمياً وأهلياً) لتحقيق ذلك في الحاضر والمستقبل؟
نعتقد أن الصمود الأسطوري للدولة السورية والانتصارات التي تحققها تباعاً على الإرهابيين ومشغليهم وداعميهم، إضافة للحركات الاحتجاجية التي تشهدها فرنسا ضد سياسة ماكرون وحكومته، تشكل الأرضية المناسبة لتحركاتنا وخطواتنا نحو الرأي العام الغربي الذي لعبت به وسائل اعلامه وإعلام غيره وأبعدته عن حقيقة ما جرى ويجري في بلدنا وسط غيابنا شبه التام عنه لأسباب مختلفة.
وضمن هذا الإطار نثمّن عالياً الخطوات التي قام بها فريق (سورية العالم) داخل فرنسا خلال العام الماضي وبداية هذا العام سواء لجهة تواصله مع الكثير من المفكرين والمثقفين والإعلامين والسياسيين الفرنسيين عبر اللقاءات المباشرة والندوات الحوارية ومن خلال عرض فيلم (سورية أسطورة صمود) الذي أعده وأخرجه رئيس الفريق الرحالة والكاتب عدنان عزام، أم لجهة التحضيرات والمتابعات التي تمت مع المنظمة العالمية لسيادة الشعوب والتي أدت لكتابة وتوقيع رسالة من قبل نحو ستة آلاف من المفكرين والمثقفين الغربيين يعتبرون فيها دمشق عاصمة الصمود والسيادة الوطنية في العالم، فهذه الخطوات المهمة يمكن أن تكون البداية الفعلية لإحداث الاختراق المطلوب في الرأي العام الغربي تجاه قضايانا الوطنية والقومية المختلفة والمنطلق لفتح المزيد من الخطوط مع شعوب العالم مستفيدين من مرتكزات قوتنا العديدة ومن امكانات مغتربينا الكبيرة، والذي يمكن أن يؤدي لإحداث اختراق مماثل في عقلية متخذ القرار في الغرب..
وضمن هذا الإطار أيضاً تأتي زيارة الوفد الشعبي الفرنسي هذه الأيام لسورية فهذه الزيارة وتداعياتها اللاحقة سوف تساهم -كما نعتقد- شيئاً فشيئاً في تسريع الاختراق المطلوب وفي توثيق العلاقات مع الشعوب الأوربية لما فيه المصلحة المشتركة ومصلحة شرعة الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.

هيثم يحيى محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار