اجتياز قلق الامتحانات.. مسؤولية مشتركة

الوحدة 23-12-2020

في كل عام دراسي ، يتكرر السيناريو الخاص بأزمة الامتحانات وأوقاتها العصيبة على الطالب والأهل على حد سواء ، فالامتحانات تعدُّ من الخبرات الحياتية السلبية التي يكتسبها الطالب تراكمياً، وقد ساهم في صنعها عدة عوامل متداخلة أهمها البيت والمدرسة وحتى الإعلام بوسائله المختلفة . ومن المعلوم أن الصورة الذهنية المرسومة لدى الطلاب عن الاختبارات باعتبارها مصدراً للقلق لا يمكن إزالتها بسهولة .. فما السر في حالة الاستنفار التي نراها لدى معظم الأسر أيام الامتحانات ؟ . تؤكد الدراسات التربوية على أن تعزيز ثقة الطلاب في قدرتهم على اجتياز الامتحانات مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة وتوجه هذه الدراسات إلى ضرورة التعامل مع أيام الامتحانات بهدوء وضبط نفس؛ تجنُّباً للتأثيرات السلبية للتوترات التي تلازم فترة الامتحانات عادة. وتشير هذه الدراسات إلى أنَّ المبالغة في الخوف من الرسوب في الاختبارات يؤدي لزيادة القلق لدى الطالب وأسرته؛ مما يُفقد الجميع التركيز على ما ينفع خلال هذه الفترة المهمة، والتي تبلور مجهود الطالب على مدار أيام دراسته. وتوصي هذه الدراسات بأنَّ الحلَّ لتجنُّب هذه الظروف الضاغطة هو الاهتمام بالتحضير الجيد للاختبار منذ بداية العام. وتبين الدراسات بأنَّ القلق سلاح ذو حدين؛ فهو يدعم الطالب ويحفزه ، لكن في نفس الوقت فإن زيادته تضر الطالب وتهدر مجهوده؛ لذلك يجب على المعلم أن يسعى لتطبيق طرق تدريس جديدة ومبتكرة تساهم في ترغيب طلابه في الدراسة والتفوق. وتحذَّر الدراسات من الأثر السلبي للضغوط التي يمارسها الوالدين بالشدة والعصبية على الطالب، والتشديد على ضرورة التفوق، فقد تكون نتيجته سلبية وتوثر على رغبة الطالب في الدراسة وتقلل من التركيز في الاختبارات وزيادة القلق من الامتحان؛ حيث إنَّ توفير المناخ الجيد بالكلمة الطيبة واستخدام عبارات التعزيز والتحفيز سيعود بنتائج إيجابية على تحصيل الطالب، مما يولد لديه دافعية نحو المثابرة والجد والاجتهاد في دراسته. و يتجلّى العامل النفسي في الخوف من الفشل في الامتحان وفقدان امتيازات مكتسبة نتيجة ذلك، كما يتجلّى في الخوف من عدم التفوق على الأقران. فثقافة الاختبارات التي تحمل دلالات سلبية تؤثر في المتعلم، وتذهب به إلى الاضطراب النفسي والقلق. لذا عليه أن يتعامل مع المادة المطلوبة للدراسة كمادة يستطيع أن يسيطر عليها، ويكتسب منها معلومات ويجتاز الاختبار فيها، كما يجب أن يعي الطالب أن ليلة الامتحان مخصصة لمراجعة المادة الدراسية وليس لدراستها، ومن المهم التوجه للامتحان بعد تناول الطعام، والاهتمام بأخذ الأدوات المطلوبة للامتحان مع الاستعداد نفسيا للإقرار بأنَّ هناك فروقاً فردية بينه وبين أقرانه الطلاب، فإذا كان زميله يتفوق في قدرة عقلية، فربما يتفوق عليه هو أو يتميز في قدرات أو نواحٍ أخرى. وتشير نتائج هذه الدراسات إلى وجود أساليب تربوية ونفسية من شأنها أن تحد من الخوف ورهبة الامتحانات كتدريب الطلاب على كيفية أداء الامتحانات وعدم التحدث عنها على أنها عقاب للطلاب والتأكيد على أن الامتحان ما هو إلا وسيلة لقياس المستوى التحصيلي وليس غاية في حد ذاته، والعمل على إيضاح الجانب الإيجابي من اجتيازه ؛ حيث لا يربط الامتحان بالرسوب فقط، وفي ذلك حافز نفسي للتخفيف من رهبة الامتحان. بقي للقول : إن الرغبة في النجاح مع الإرادة القوية هما أول خطوات النجاح. ومن هنا فإن العقبات التي تواجهنا في حياتنا يمكن أن تكون درجات في سلم النجاح والتقدم . لذلك لا بدّ من المحاولة والمثابرة للتغلب على الفشل وتحويله الى نجاح .

 ونحن الآن نقف في نقطة مفصلية من العام الدراسي, أي قبل الامتحان الفصلي بأيام قليلة, ومن الواجب منذ الآن وضع خطة محددة للدراسة , مع التحذير من تأجيل الأمور وترك إنجازها حتى اللحظة الأخيرة, فالوقت المتأخر لا يكون أبداً كافياً لمراجعة الأخطاء وسد أي نوع من الثغرات ، فلا أحد ينتظر لحظات النجاح والتفوق ولكن بالعمل والجهد نستطيع أن نصنع هذه اللحظات… مع أطيب تمنياتنا لكافة تلامذتنا وطلابنا بالنجاح والتفوق في امتحاناتهم الفصلية.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار