التعليم الريفي

الوحدة 20-12-2020

تجربة منتشرة في المدارس السورية منذ خمسينيات القرن الماضي وتتبع لوزارة التربية ومديرياتها في المحافظات، وقد وصل عدد المدارس التي تطبقه عام 2012 إلى 500 مدرسة تعتمد على تطبيق منهاج التربية الزراعية لصفوف الرابع والخامس والسادس وتطبيق المناهج المعمول بها في مدارس التعليم الأساسي مضافاً إليها مادة التربية الزراعية بدروسها النظرية وتطبيقاتها العملية التي تتناول جميع الموضوعات المتعلقة بزراعة الأشجار المثمرة والحراجية والمحاصيل الزراعية ونباتات الزينة إلى جانب تربية حيوانات المزرعة والصناعات الزراعية الخفيفة، ويتم الإشراف عليها من قبل مديريات التربية في المحافظات من قبل التوجيه التربوي وشعب التعليم الريفي والمهندسين الزراعيين.

تكتسب المدرسة الريفية هذه الصفة عبر توفر حقل ريفي (أرض زراعية) ووجود مصدر مائي في المدرسة بهدف ربط المدرسة بالمجتمع وغرس قيم حب الأرض والوطن في نفوس التلاميذ وتزويدهم بالمعارف، فالعلمية في مجال الزراعة والصناعات الزراعية وتدريب التلاميذ على أساليب استثمار الأرض وتحسين الإنتاج وترشيد استخدام المياه وإكسابهم الخبرة في البيئة الزراعية الريفية والاهتمام بها وأساليب حمايتها وتعزيز مفهوم العمل الجماعي وربط  المدرسة بالمجتمع وتنمية المهارات لكي يصبح ابن الريف مهيأ ثقافياً للاستفادة من أرضه بشكل أفضل.

 تتضمن مناهج التعليم الريفي مفاهيم تربوية تسهم في تطوير البيئة الريفية من خلال التركيز على زراعة الأشجار والمحاصيل الزراعية من خضار ونباتات زينة إلى جانب تربية الحيوانات للاستفادة من خيرات الأرض لتحقيق أفضل النتائج عبر عناوين تناسب العمل والعمر لكل صف، ففي الصف الرابع يتم تعليم الأطفال كيفية تصنيع حقل صغير في المدرسة وفي حديقة المنزل والاعتناء بالتربة وزراعة القمح والعدس وتربية الحمام والدواجن والأرانب والتأكيد على تناول الحليب، وتجفيف النباتات وصناعة المخللات وحفظ المنتجات الزراعية، وفي الصف الخامس تعليمهم كيفية الحفاظ على عضوية التربة والاعتناء بها للحفاظ عليها خصبة معطاءة، وكيفية زراعة البذور والحفاظ على المياه  واستدامتها وزراعة النباتات الزهرية والذرة وعبّاد الشمس، وفي الصف السادس كيفية حماية التربة والعناية بالنباتات والحفاظ على سلامتها والتكاثر الخضري وزراعة البذور والعناية بالزراعات المحمية وطرائق صناعة الألبان والأجبان والعسل وكيفية الاستفادة من القطن والجذر والشوندر السكري.

 لكي نكون فاعلين ومنتجين في المجتمع علينا تطوير التعليم الريفي وتحديث مناهجه وإدخال كلية التربية مواضيع زراعية لتعزيز ثقافة الطالب للنهوض بالبيئة الريفية وسلامة بنية المجتمع وتأمين مستلزماته وتفعيل الإشراف الميداني عليه لتصبح المدرسة الريفية مركزاً إشعاعاً تعليمياً وحضارياً في البيئة المحلية لتنعكس نتائجها إيجاباً على الواقع الزراعي عبر تحسين الإنتاج كماً ونوعاً واستثمار الأرض بالشكل الأمثل والحفاظ على البيئة والاستفادة من حصيلة الإنتاج وتسويق منتجات المدارس الريفية بما يساهم في الدعم المادي للمدارس ذاتياً وتأمين المستلزمات وتطوير وزيادة الإنتاج.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار