الوحدة 17-12-2020
بعد انتشار أدوات ووسائل تعليمية وتثقيفية حديثة بأساليبها وإمكانياتها التقنية المتطورة في زمن وكيفية نقل المعلومات وبرمجتها بسرعة في عقل المتلقي، يطرح الأهل دوماً السؤال الآتي: كيف أجذِب طفلي إلى أن يكونَ الكتاب صديقاً عزيزاً لديه في سبيل العودة بأطفالهم لعهد الكتاب الورقي، بعد أن طغَت وسائل التكنولوجيا الحديثة على حياتنا المعاصرة؟
وعلى الرغم من قلة الدراسات والأبحاث التي تتعمق في هذا المجال، إلا أنه وفي كتابه (طفلٌ يقرأ) يضع الأستاذ الدكتور عبدالكريم بكار أفكاراً عمليَّة لتشجيع الأطفال على القراءة ويقدم وصفاتٍ حياتيةً من تجارِب الحياة لتشجيع أطفالنا على التآلُف مع الكتاب منذ الصِّغر، ويقول: إن لممارسة القراءة عَلاقةٌ بالتفوُق الدراسي، فالنُّبوغ والإبداع لا يعتمدان في الأساس على دراسة المناهج الدِّراسية، بل على تفتُّح مدارك الطفل من خلال القراءة الخارجيَّة والبحث والاطِّلاع، فالأطفال الذين لا ينجذبون للقراءة، غالباً ما تكون درجاتهم ضعيفةً، حتى لو درسوا في أفضل المدارس، والمطلوبُ من الأهل أن يجعلوا حبَّ أطفالهم للقراءة واحداً من أهم أهدافهم التربوية، فكلما بكَّرْنا بتعويد الطفل على القراءة، كان ذلك أفضل لكن في بعض الأحيان تتأخر استجابة الأطفال لرغبتنا، ومع ذلك يجب اليقين بأنَّ قطار الإقبال على القراءة لا يفوت، ويضيف الباحث: لا بدَّ أن يتسمَ ما يقرؤه الطفل بصفتينِ أساسيتين: المتعة والفائدة، لذا يجب أن يكون لدينا في الأساس بيئةٌ قارئة يتأثَّر بها الطفل، والمكتبة المنزلية مهمَّة جداً لجذب الأطفال إلى القراءة، مع الحرص على عدم الاستهتار بذلك الرُّكنِ، أو جعله أشبه بالديكور، فالكتاب لا يؤدِّي دوره في المنزل إلا إذا فُتحَ ونَهلنا من معينِه.
ويرى الكاتب أنَّ الأسرة هي المسؤول الأوَّل عن جذب الطفل إلى القراءة، غيرَ أنَّ المَدرسة تضْطَلع بالجُهد الأكبر المُلزِم من توجيه الطفل نحوَ أهمية القراءة والكتَاب، ولا بدَّ أن يكون بينهم جُهد تكاملي، بشرط تخلِّي المدارس عن الأسلوب العقيم الذي تلتزم به في التعليم، والذي يقوم على الحفظ والتلقين.
وقدَّم الكاتب عدَّة نقاط أوليَّة تحوي الكثير من النصائح والتجارِب من أجل تحفيز الأطفال على القراءة، ومن أهمها: الاهتمام ومشاركة الأطفال في القراءة لترسيخها كعادة وجعل الكتاب أجمل هدية. وكذلك اختيار الكتاب الجيد ففي عصر الألوان والتكنولوجيا المترفة، لا بدَّ من اختيار الكتاب الجيد، ليس فقط في مضمونِه، وإنما في شكلِه وإمكانيَّاته، فالطفلُ يميل إلى الكتاب الأنيق والملون والأهم من ذلك كله هو تعويد الطفل على اختيار كتبه بنفسه ليكوّن اتجاهاته وميوله ويشق طريقه بثقة نحو المستقبل.
فدوى مقوص