جامع السلطان…

الوحدة: 13-12-2020

يقع جامع السلطان في الشمال الشرقي من المدينة القديمة ويشكل الحد الشمالي الشرقي لها، وهو مبني من الحجر الرملي ويحتوي  على ست قباب متفاوتة الأحجام وأكثر الكتابات الموجودة داخل المسجد تشير إلى استكمال بنائه في العصر المملوكي ومن ثم في العصر العثماني وفي عهد القائد الخالد حافظ الأسد، أعيد بناء مئذنته بعد أن هدمتها صاعقة عام 1974 كما أعيد ترميم الجامع مع إضافة بعض غرف الخدمات عام 1984.

ويعد الجامع علامة فارقة تميز مدينة جبلة كما تميز  قلعة حلب مدينة الشهباء، والسلطان إبراهيم بن أدهم بن منصور بن يزيد بن جابر بن ثعلبة و في وصف الجامع يقول مدير آثار اللاذقية د. إبراهيم خيربيك:  يأخذ الجامع شكل مستطيل باتجاه شرق غرب وتبلغ أبعاده 95×75 متراً تقريباً، ويقع المقام في الجهة الجنوبية الشرقية للجامع ضمن غرفة لها قبة ومحراب ويحوي المصلى على منبر ومحراب مبنيين من الرخام مزينين بالزخارف الهندسية إضافة لنوافذ صغيرة مزينة بالزجاج المعشق.

أما النصوص والكتابات المذكورة على جدران الجامع فهي موزعة على عدّة لوحات حيث توجد اللوحة الأولى على الحائط الخارجي وكتب عليها بيتان من الشعر تشكلان التاريخ الحرفي لبناء الغرفة والذي يعود إلى  1024- 1025 أي قبل الحروب الصليبية وليس في النص إشارة إلى اسم الباني أو المشرف والتي حملت اسم وقف السلطان ابراهيم وقد ازدادت مع مرور الزمان بما قدم من هبات أضيفت إلى الأملاك الأصلية مع العلم أنه في أوائل الخمسينات عندما جرت تصفية الوقف بيعت الأملاك بالمزاد العلني أو بالتراضي إلى أشخاص عديدين فاستحالت أملاكاً خاصة للشارين ويقول عرف شفوي بأن أم إبراهيم غادرت جبلة بعد وفاة ولدها واستقر بها المقام في اللاذقية حيث حمل حياً في اللاذقية مع عين ماء اسمها .

 أما منزل أم إبراهيم فيقال أنه أصبح مقر التكية التي بنيت قرب ضريحها زمن السلطان عبد العزيز وبناء هذه التكية كان جميلاً لكن للأسف لا يوجد صورة له أو دراسة عنه , ولم يبق منه سوى بقايا جدران والنبع المنوه به ويحمل اسمها، يقع 600 متر شمال القبر والتكية وتقع اللوحة الثانية في الجدار الشرقي المفتوح ويدل تاريخها على بناء إيوان الجامع في العصر المملوكي خلال حكم السلطان الناصر عماد الدين اسماعيل .

 والنص المكتوب على اللوحة الثالثة الواقع على العمود الغربي يدلل على إنشاء بركة ماء كان قد تحدث عنها ابن بطوطة عندما  زار جبلة أما التاريخ فقام بقراءته العالم والرحالة فان يرشم عام 1895 عندما زار الجامع وهو سنة 1350 – 1351 مما يدلل على العصر المملوكي .

 فيما نقش على اللوحة الرابعة على الجدار الشمالي يشير إلى مطلع العصر العثماني كذلك الأمر بالنسبة للوحات الخامسة والسادسة والسابعة .

 ويعود لجامع السلطان إبراهيم ملكية أراض مترامية أطلق عليها وقف السلطان إبراهيم والرواية المتداولة في جبلة حول منشأ هذه الأملاك يذكرها لنا الدكتور خيربيك : عندما تخلى إبراهيم عن ملكه وخرجت أمه تبحث عنه في  محاولة منها لإرجاعه إلى بلخ حملت معها مالاً كثيراً وبعد بحث طويل وجدته في جبلة وفي القصيدة الموضوعة باللغة العامية نقرأ حواراً مؤثراً وطويلاً بين الأم والأبن وكان أن وافته المنية  أثناء إقامة والداته في المدينة ورغبة منها أن تخلد اسم ابنها أشترت أراضي مترامية وقفتها للمقام الذي نهض عند الضريح وذلك على حد قول أهالي جبلة .

خديجة معلا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار