هل لنا بسندويشة زعتر بزيت الزيتون ؟

الوحدة: 9- 11- 2020

 

 زادت علينا تكاليف المعيشة والحياة بأضعاف، لنصحو كل يوم على همّ جديد، ونسأل ستر الحال، نحسب ونعد الأيام التي ندفعها ونتدافع فيها لينتهي الشهر بعجز ودين، وإن استحال علينا تدبير أمور الأولاد للمدارس ورقعنا لها القمصان ، فكيف لنا بتأمين زيت محرّك المطبخ وعجلة الطبخ والغذاء من زيت الزيتون الذي كنا نخزنه بالبراميل والخابيات ونكبه على الأكل وصحون الطعام لتغوص الأصابع فيه والأكمام، جاء اليوم ليترفع عنا ويصبح من الكماليات ولنرفعه في خزانات المطبخ بأكواب، رحم الله تلك الأيام وسقانا زيتاً وزيتوناً .

السيدة مها رقية _ موظفة أشارت أنه لا يمكنها الاستغناء عن زيت الزيتون و لا تستطيع أن تأكل تلك الزيوت التي يقال أنها زيت ذرا خفيف، فقد فعلت ذلك يوماً وأصيبت بتلبك المعدة ومرضت لتبقى أياماً بألم وأوجاع، قالت : كان لدينا أرض فيها أشجار زيتون ونجني رزقها كل عام مع بعض العمال الذين يأخذون ما يكفيهم من (المرصوص والعطون) وحتى زيت الزيتون الذي كان سعره ببلاش، وكنت أخزنه بالبراميل لكن الأولاد كبروا وأصبحوا بالجامعة والمواصلات ضعيفة ومتعبة فما كان من زوجي إلا أن يبيع الأرض ويشتري بيتاً بالمدينة، عندها بدأت المعاناة بتدبير زيت الزيتون للبيت فمرة نشتريه من الأقارب وسنة نشتغل معهم ونأخذ ما يكاد يسد حاجتنا، ولكن هذه السنة استحالت علينا فلا يوجد زيتون والمحصول قليل والزيت باشتعال فقد وصل سعر الكيلو ل7000 ليرة، كنت أشتري في العام 5بيدونات واليوم من المستحيل أن أشتري غير بيدون وبصعوبة من المنحة التي حصلت عليها وأضيف عليها منحة زوجي أيضاً لتيسير ذلك، وكل من سألتهم من زملائي في العمل قالوا نفس الشيء، بمنحة أزواجهم ومنحتهم يتم تأمين زيت يقتر على الأيام وأيضاً بالتنقيط .

السيد سامر عاقل قال : اليوم سعر بيدون زيت الزيتون ب100 ألف ليرة وبعضهم يبيعونه ب120ألف ليرة، وإن فكرنا مع المزارعين وأصحاب الرزق نقول : معهم حق أن يرفعوا السعر، فالسوق يعجّ بأنواع مختلفة من زيت الذرا وغيرها غير معروف مصدرها ومنشأها وطعمها زقوم وسعرها ب3800 ليرة وما فوق، فهل يعقل أن توازي سعر زيت الزيتون الذي يصرف عليه المزارع بالملايين (فلاحة، ورش مبيدات وسماد) والذي بات تأمينها ببوسة يد ورجاء ؟ ناهيك عن التعب والشقاء .

السيدة ريما ديب أشارت أنها لم تعد تستطيع أن تشتري زيت زيتون وهي غير موظفة وزوجها يعمل أجيراً في محل بهارات وحبوب، ويأتي للبيت ومعه علبة زيت ذرا ويقول (خليها تكفيك لآخر الشهر، المعلم يكتر خيرو أعطاني إياها )وأنا أحافظ عليها وأقتر على الطبخ وحتى أن الطبخة لم يعد لها طعم وكأنها مسلوقة بالماء، ولا تشبع جوعاً، لكن ما يؤلمني ويعصر قلبي أن صغيرتي تطلب مني سندوشة زعتر بزيت.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار