الوحدة 5-11-2020
بعد الأضرار الجسيمة التي طالت غاباتنا الجميلة والحرائق التي التهمت المساحات الخضراء في وطننا ، فإن دورنا يتعاظم كمجتمع مدني من أجل أخذ دور فاعل في الحفاظ على البيئة ونشر ثقافة حمايتها وذلك من خلال تعويد الفرد على السلوكيات الإيجابية التي تبدأ من البيت منذ الصغر، فلم تعد عبارة ” بيئة خضراء” مجرد لون , بل أصبحت رمزاً للأرض ولحياتنا ونظامنا اليومي , وهذا ما يحتم علينا اعتماد الطرق التي من شأنها أن تؤثر على بيئتنا من حولنا خاصة بعد تعرض البنية التحتية لها للتخريب الممنهج .. والذي انعكس سلباً على الموارد البيئية وأدى إلى أضرار كبيرة في حدائقنا ومساحاتنا الخضراء ومحمياتنا الطبيعية ، ولهذه الأسباب فإن الحاجة اليوم ماسة وضرورية لاستثمار اليوم الوطني للبيئة في سورية – الأول من شهر تشرين الثاني من كل عام – ليتم من خلاله التأكيد على أهمية الحفاظ على البيئة والعمل التشاركي بين القطاعات والمجتمعات الأهلية وترسيخ المفاهيم البيئية . فعلى الصعيد العالمي، تحظى البيئة باهتمام كبير ولايمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام تحدياتها على كافة الأصعدة وعلينا البدء من منازلنا ولو بأبسط الأمور كتعويد أطفالنا الحفاظ على الأشجار والورود في الحدائق وتعليمهم طرق زراعة النباتات والعناية بها، وكذلك احترام قواعد النظافة في الشوارع والأماكن العامة فهذا يساعدهم على فهم دور الطبيعة في تنظيف البيئة والحفاظ عليها. ولأن الطبيعة تعد مصدراً هاماً جداً لتعليم الطفل والتأثير فيه لذلك علينا أن نرشدهم إلى ضرورة الاعتناء بالبيئة والتوفير في استخدام الكهرباء والماء.. فالهدر من أسوء الأمور التي تضر بالبيئة. وعلينا كأهل أن نعلم أطفالنا أن النظافة العامة ليست فقط النظافة الشخصية ونظافة الثياب، وإنما هي أيضاً نظافة المكان الذي يتواجدون فيه أينما كانوا، وكذلك تعريفهم معنى الملكية العامة للشارع أو الحديقة.. وهذا ما يساهم في تحفيز الأطفال على أن يكونوا أفراداً فاعلين في الحفاظ على بيئتهم ودعم جميع المبادرات التي تحقق هذه الغاية . وغالباً ما تحرص الجهات الرسمية في سورية على الاستفادة من الفعاليات التي تقام في هذا اليوم لخلق سلوك بيئي سليم خاصة عند الطفل لما له من أثر هام يشمل محيط واسع لجيل المستقبل وكذلك غرس القيم الخضراء في سن مبكرة وتشجيعهم على المشاركة في هذه الفعاليات والتي هي مفتاح التغيير على المدى الطويل لتنمية قدراتهم في نبذ العادات والسلوكيات البيئية السيئة . ففي ظل تدهور الواقع البيئي ، من الواجب علينا عدم الاكتفاء بنقده أو طرح الحلول النظرية التي لاتثمر شيئاً ، فللأسرة أولاً ثم المدرسة دور كبير في توعية أفراد المجتمع ككل – وخاصة الأطفال – وتعليمهم حسن التكيف مع الحياة بالأسلوب الأمثل والصحيح الذي يحقق جيل يافع يمتلك الشعور بالمسؤولية تجاه قضايا البيئة ومشاكلها وبهذا نحرص على ألا تكون التربية البيئية مجرد معلومات تدرس مشكلات البيئة كالتلوث وغيره … ولكنها تتسع في مفهومها حتى تصبح أسلوباً تربوياً وتعليمياً يتمثل في تحقيق مجموعة من الأهداف العامة تُغرس في سلوكنا وتنعكس على محيطنا وتثمر في مستقبلنا.
فدوى مقوص