الموروث الريفي في الساحل

الوحدة 5-11-2020  

 

(أهلا بالجونا هلق شو عوقكون لهلق بمجمع الأستاذ حيدر اتنعشر قنديل معلق) من أغاني الأهل وأبناء الريف التي حفظتها ذاكرة الباحثة فريال سليمة شويكي ودونت العديد منها ومن الموروث الريفي بالساحل السوري في كتبها مثل (الزمن السعيد)التي يدرس في الجامعات الألمانية، ولا يذكرها أو يعرف بكتبها أهلها وأبناء بلدها، وهي اليوم أتت ضيفة ومحاضرة في ملتقى القنديل وكانت قد أوجزت الحديث الذي استفاض ونوسع لأكثر من ساعة بأسئلة السادة الحضور، قدمت فيها بعض المعارف والحكايات وشرحت بعض التفاصيل التي عاشها ابن الريف وشغلته وأتعبته بكل جزئياتها وبكل حب ومن بيت عائلتها الذي كان موقعه في مكان جامعة تشرين اليوم (كليات الهندسة) حيث استضاف القادمين من لبنان والريف الشمالي وغيرهم من الضيوف الكرام الذي كانوا يتحادثون ويغنون عن الفقر والجهل والإقطاع والمستعمر، هذا الكم من الأحاديث المتراكم في ذاك المنزل يعشعش بذاكرتها كما قالت والذي يعبر عن اهتمام أهل الريف بالقادم إليهم : أهلاً وسهلا ًيا ضيوف لو عرفناكون جايين لحتى دبحنالكون الخاروف .وأشارت إلى أنها زارت بلاداً عدة مثل أمريكا وفي رحلتها أشار لهم الدليل على بعض الحجارة والخيم ليعبر لهم عن حضارتهم وكانت شيئاً لا يذكر، وبلادنا تعج بخطوات الأقدمين التي تشهد بعظمتهم . ونوهت الباحثة فريال إلى أن التراث السوري الساحلي وأغانيه هي التاريخ وهي الكلمة الصادقة التي تعبر عن حياة الناس وأجوائهم وحالاتهم في الحب والظلم والمستعمر وحتى المنشآت الجديدة، وقالت : ابن الريف وفي للأرض وغنّى لها وأنتج أغاني الحب والدلعونا وهي راقية جداً ومن تراكم تراث حضارات متعاقبة . كانت تسليات الناس وأحاديثهم بسيطة وأغنية واحدة تغني حياة الأطفال وثقافتهم وتوسع دائرة معارفهم عن الحياة والطبيعة والأحوال والأعمال، وحتى الزغاريد وهي من صناعة النساء وأقوالهن ومن أقدر من المرأة والأم أن تقول قولاً جميلاً في ابنتها العروس؟ كن شاعرات ولم يسجلهن التاريخ . الباحثة فريال قالت بأنها جمعت أكثر من 46 أغنية عن الروزانا والمشمر والدلعونا و.. وتساءلت عن سبب الحزن فيها، حيث ألمت بهم هجرات ومستعمر وإقطاع وتفاح قدم من قبرص : وسلامة عينك الرمداني .. خدها تفاح القبرص .. وريقها دبس البيلاني تحدثت عن الأنوال وخياطة المرأة لأهل بيتها لباسهم من الإبرة وحتى الخيطان .. الحديث يطول مع عشاق التاريخ والتراث وقصص الأجداد وأغانيهم، ولم يبق غير وقت قصير للشعر، حيث قدم السيد حيدر نعيسة_ مدير ملتقى القنديل السادة الشعراء المشاركين بالأمسية الذين أطلوا علينا ببعض القصائد الوطنية والوجدانية التي تخللها النثر والمقالة والأدب.

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار