قال: أحبّها قبل أن تولد وأفكر فيها!

الوحدة 3-11-2020 

 

بنت أم صبي, سؤال لطالما شغل بال الأهل والأقارب وفتح قريحتهم على المفضل بينهما وهو صبيّ يحمل اسم العائلة وهويتها، لكن الأم التي تحمل فلذة كبدها في أحشائها تطبطب عليها وتقول: أريدها بنتاً، ليسكت الجميع والصمت يجول بين العيون.

سمر سعد، أم لطفلتين، أشارت إلى أنها مرتاحة مع ابنتيها الصغيرتين، ولطالما أرادت أن يكون مولودها الأول بنتاً لتساندها وتخفف عنها، وقد تحقق مناها ومسعاها، لتأتي الأخرى أيضاً وتصعب الأمر فقد أرادت أن يكون لها ابن يحمي أخته ويساندها ولن يكون بعدهما ولا غيرهما فقد تأتي بنتاً ثالثة وتكون (كارثة)، وتربية الأولاد صعبة وهي موظفة ولا ترجع للبيت قبل الثالثة ظهراً، كما أن المعيشة ضيقة وليس لها حيلة فيها بعد ارتفاع تكاليفها التي تقضي على الراتب من أول يومين، وهي لا تفكر أبداً بالولد وتكفيها صغيرتاها اللتان لا تحتاجان عندما تكبران لتأمين بيت زوجية ولا تكاليف مثل الصبي الذي واجب عليه تأمين المسكن وتجهيزاته وتكاليف العروس والزفاف وغيرها الكثير، وهي لا تملك في الدنيا لا مال ولا بيوت أو صكوك، وليس لها رصيد غير هاتين الطفلتين الجميلتين.

السيد ماهر حيدر، لديه ولدان، أكد أنه كان ينتظرها بفارغ الصبر ليسميها (فرح)، لكن الله لم يرزقه بما يشتهي ويفرح قلبه، وكلما أراد أن يفتح الحديث مع زوجته عن لوعته وخوفه من سني العمر وهي تزهق وتضيع دون أن يحقق مراده في هذه الدنيا، تصده وتقول: لا نقدر على تكاليفها كما أني متعبة ومرهقة من الشغل ولا وقت لدي (للواع والويع) بعد كل هذه السنين فقد كبر الولدان ويكفينا ما ينتظرنا لتأمين مستقبلهما، ويقول: أما أنا أريد صغيرتي لأدلعها وألعب معها وأمسك بيدها الصغيرة وأجوب بها المدينة والحديقة وأراها تكبر أمام عينيي بكل حلاها وحلاوة الحياة، لا أعلم بكل هذه القسوة من زوجتي، لا تريد فتاة مثلها في بيتي، وأنا أريدها وأفكر بها حتى قبل أن أتزوج.

المهندسة تاج قالت: كنت محور اهتمام العائلة كلها، الأب والأم وحتى الأخ الذي كان يبدي استياءه عند كل مشكلة وتفضيلي عليه، ووالدي رحمه الله كان يناديني (تاج راسي) ويردد على مسمعي أنه لن يرضى بأي زوج لي حتى لو أتاه بلبن العصفور، وعندما أحببت زوجي وأبلغت والدي بأمره وأنه قادم لخطبتي ظننته للحظة بعد تجمده في مكانه أنه في جلطة، وحين تمّ الأمر بصعوبة وقد شدد عليه وتشدد سلمه يدي وأوصاه بي، أما وقد حملت بابنتي فقد كاد يطير من شدة فرحته، وعندما أتت إلى الدنيا كان أول من حملها في حضنه وهو ما قهر زوجي الذي كان بدوره يحلم بها، لكن والدي سرعان ما شعر بحاله فأعطاه الطفلة وقال: خذها سيأتي يوماً من يغافلك ويأخذها منك، كان يتردد على بيتي دون أمي كل يوم أداوم فيه بوظيفتي ليحملها ويلاعبها ويعتني بها إلى أن أعود ولا يدع فرصة تفلت منه،  وابنتي بالصف الرابع اليوم ومتعلقة به جداً حتى أنها تشعر بغيرة والدها الذي تحيطه بيديها لترضيه، لا أفكر بإنجاب غيرها في هذا الزمن الصعب، ولا أعلم لما الرجال يحبون بناتهم كل هذا الحب.

الشاب إسماعيل بدر، صف عاشر قال: أخاف على أختي لما أسمعه وأراه من رفاقي، لهذا يجدني الجميع أني أظلمها حين أبدي رأيي بملابسها أو أصيح بها عند أي تصرف لا يعجبني، مع أني أحبّها وأغار عليها وأحاول أن أكون صديقها ونخرج معاً في بعض الأحيان إلى بيت الأقارب والأعمام لكني لا أحب أن تكون معي وسط الأصدقاء الذين يستهزئون ويطلقون العنان لألسنتهم المقززة، أخاف عليها من كل لفظ أو نظرة وأحبها أن تكون في البيت بأمان، خاصة أن أختي جميلة والكل معجب بها صبيان وبنات ويتحدثون بها في طلوعها وغروبها، أحبها فهي أختي الوحيدة وواجبي أن أحميها كما أوصاني والدي رحمه الله وتوصيني والدتي بها على الدوام (دير بالك على أختك).

هدى سلوم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار