تبّت يدا أبي لهب..

الوحدة: 27-10-2020

نتمنى ألا يتكرر المشهد، ونأمل أن يقف الجميع بوجه العابثين، وألا نسمح لأحد – ولو عن غير قصد – أن يمد يده الآثمة إلى أي غصن أخضر في بلدنا الجميلة..

الخسارة كانت في جميع الاتجاهات، ولكن ولأنه لا يوجد ما هو مطلق، فهناك فسحة جميلة في مشهد الحرائق الذي طغى مطلع هذا الشهر، وهي ذلك الإيمان الكبير بعد الله بالأرض هذا الإيمان الذي دفع الأهالي إلى مواجهة النار ولو بـ(سطل ماء) فالمهم أنهم لم يكتفوا بـ (الفرجة) أو بـ (النواح)..

كانوا يعلمون أنهم لن يستطيعوا إخماد النار بهذه الطريقة، لكنهم نجحوا على الأقل بمنعها من الوصول إلى منازلهم، وساعدوا فرق الإطفاء وفق قدرة كلّ منهم..

انتهت موجة الحرائق إلى حدّ كبير، والأخبار المكتوبة بألسنة النار تحوّلت إلى أرشيف يجب أن نعود إليه بين الحين والآخر لنتذكّر عبره ودروسه، ولنفكّر مليون مرة كيف نتجنّب تكراره..

كرّرنا الحديث كثيراً عن ضرورة تطوير شبكة طرق النار، ودعمها بمناهل المياه، وزيادة أسطول سيارات الإطفاء في محافظتي اللاذقية وطرطوس، ولو على حسابنا نحن المواطنين إذ لن يمانع أي مواطن من اقتطاع (100) ليرة سورية شهرياً من راتبه لتوفير عدد إضافي من الإطفائيات، وأن تتوضع هذه السيارات قريباً من الغابات لا في مراكز المدن بحيث يكون الوصول إلى الحريق خلال دقائق، حيث تسهل السيطرة عليه قبل أن يستفحل..

في السياق ذاته، وجّهت وزارة الزراعة إلى عقد لقاءات مع المتضررين والأخوة المزارعين لشرح آليات التعامل مع الأشجار المحروقة بحيث تعود للإنتاج بأيسر السبل وأسرعها، وهو أمر مهم، لكن الأهم هو متابعة الإجراءات الوقائية لمنع الحريق وليس التعامل مع نتائجه على أهمية الشق الثاني من هذا القول..

الحرائق كانت حدثاً، والآن يجب أن تبقى درساً، وحرام أن نخسر كل سنة مثل هذه المساحات الخضراء..

ميسم زيزفون

تصفح المزيد..
آخر الأخبار