شباب (جنينة رسلان) يشجّرون ما أتت عليه الحرائق

الوحدة: 26- 10- 2020

 

حين اشتعلت الحرائق في الساحل السوري وقفت الدموع على حافة المقل، بكت الأنفس، وتناجت الأرواح بحسرة الخسارة.

بعد كمّ الشهداء على التراب السوري مجتمعاً ومن كافة الأطياف والمدن والتي تعد الخسارة الأكبر، تأتي الحرائق لتحتل الدرجة الثانية في قيمة الخسارة.

 نجزم أن الجميع حزن والغالبية شاركت بالإطفاء والإعانة، البعض فند المشكلة وتراتبية المسؤوليات، آخرون طرحوا الحلول ولكن…

قلة قليلة هي التي تركت الكلام وساحات العراك الوهمي ورمت خلفها صياح النائحين بلا جدوى وهبوا إلى (العمل).

حولوا صفحات التواصل الاجتماعي إلى ميدان دعوة و ساحات (الفيسبوك) الوهمية إلى بادرة  عمل جدي، لم ينشغلوا بإلقاء اللوم وتوزيع (العتب) بانتظار مساعدات حكومية، لم يستكينوا لفقر الحال وعوز الحاجة أو يقفوا متفرجين غاضبين، لم يتسولوا الدعم من (مسؤول ما)، هم تواصلوا ثم تلاقوا وبسرعة قرروا إطلاق مبادرتهم (رح تبقى خضرا) وباشروا فعلياً يوم 23/10/2020، دعوا على صفحاتهم كل من يملك غراساً لوضعها في مبنى البلدية، الأهالي استجابوا كل حسب استطاعته، لدرجة أن أحدهم تبرع بغرسة واحدة – وله عظيم الشكر- في أربعة أيام فقط جمعوا 2000 غرسة من الصنوبر المثمر- البلوط- السنديان- الغار- البطم- إضافة لغراس القطلب لغرسه على الأطراف ليشكل حزاماً نارياً يمنع انتشار الحرائق مستقبلاً بعد استشارة مهندسين زراعيين لتكون كل النتائج محصنة بالعلم.

ذهبوا شباناً وشابات وتوجهوا نحو الحراج، بجانب كل شجرة محترقة زرعوا غرسة جديدة، لم يهيلوا عليها التراب بقدر ما وضعوا معها من أرواحهم وعشقهم، الأروع من ذلك أنهم مستمرون في حملتهم هذه حتى يعاد تشجير كل المساحات المحترقة.

شباب ومتطوعو قرية (جنينة رسلان) الذين قاموا بهذا العمل بدءاً من صاحب الفكرة عمار محمد – ضابط متقاعد- إلى الدكتور سهيل خضر- الدكتورة رانيا حسن- عضوي مجلس شعب- إلى رئيس البلدية الأستاذ محمود خضر مع كل كوادر وعمال بلديته، وصولاً إلى سائق السيارة الذي شارك بإيصالهم، إلى كل من شارك بمجهوده أو تبرع بمعول وأداة حفر، أنتم أكبر بكثير من أن نصفكم، من أن نعطيكم ما تستحقون فعلاً، لأن استحقاقكم أن تكونوا نبراساً يقتدي به أهالي جميع القرى في إصلاح الأضرار وتحمل المسؤولية ولكن الأجمل: كان في حبكم للأرض.

بخجل نقف أمامكم لتواضع ما فعلنا وعظمة ما فعلتم، ففي الصلاة يقال (حي على خير العمل) وأروع ما في عملكم أنه كان صلاة .. لأمنا سورية.

كنان وقاف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار