الوحدة: 26- 10- 2020
راما قرحالي، شابة مسرحية موهوبة، وراقصة تعبيرية عضو في نقابة الفنانين قسم التمثيل، زادت دراستها للأدب العربي من تمكنها في أداء أدوارها على اختلافها كفراشة تتنقل على خشبة المسرح، اجتهدت وتعبت على مدار سنوات لتحقق جزءاً صغيراً من حلمها الذي بدأت به من عقدين من الزمن.
عن رحلتها وتجربتها حدثتنا فقالت: رحلتي بدأت منذ كان عمري 10 سنوات، كان حب الرقص يسري في دمي فبدأت مع رقص الباليه، ومن ثم انتقلت إلى الرقص التعبيري حيث انضممت إلى فرقة الممثلة سوسن عطّاف للرقص التعبيري التي دعمتني كثيراً وأعطتني حرية الاختيار وحرية التعبير وكانت الدعم الأول لي بالرقص وكنت رقماً هامّاً بفرقتها، بقيت في الفرقة سبع سنوات بعدها جاء دعم والدي كونه ابن الفن المخرج كمال قرحالي وهو المعلم الأول والأخير بمعنى آخر هو عرّابي في الفن، كانت لي فرص كثيرة في تقديم عروضات رقص على مسرح الحمراء بدمشق كما شاركت بمهرجانات الرقص في حلب والشام والرقة والحسكة، تركيبة جسدي ساعدتني كثيراً على ولعي بالرقص التعبيري، بعدها جاءت فترة مشاركاتي في مسرحيات الأطفال، وكما ذكرت سابقاً كنت محظوظة بأني ابنة المخرج كمال قرحالي وكانت الفرص كثيرة في مسرح الطفل / ليلى والذئب/ علاء الدين والمصباح السحري/ علي بابا والأربعين حرامي/ الوحش وغابة الأصدقاء/.
كان عمري آنذاك مناسباً جداً للمشاركة بمسرح الطفل، بعدها جاءت ورشات عمل إعداد ممثل قام بها والدي أو زملاء له، وشاركت في أغلبها كنت أشعر بالخوف والمسؤولية حينها وخاصة عندما أعمل مع والدي، إلا أنني تخطيت حاجز الخوف وانطلقت بأداء أدوار من نوع آخر، وكان لي عملان مسرحيان على شكل غروتيسك مع الأستاذ مجد أحمد وهما / تشوية/ وفيميه/ وهي من أحلى التجارب بالنسبة لي، فالعمل مع الأستاذ مجد ممتع جداً كما كان لي عام 2019 نوع جديد من الأدوار كالسهل الممتنع في /العائلة الحزينة/ مع أ.مجد أحمد ومسرحية / مومينت/ مع أ.هاشم غزال، وآخر تجربة مسرحية /لا تكن أحمقاً مرتين/ مع كمال قرحالي حيث لعبت دور أم هاملت وشكّل هذا الدور تحديّاً كبيراً لي، وعن طموحها المستقبلي تقول راما:
طموحي كبير، لم أحقق بعد عشرين عاماً إلا جزءاً صغيراً جداً منه كانت بمثابة لبنة صغيرة أو خطوة أولى لمشوار مسيرتي الطويل، فأحد أحلامي أن أمزج بين الرقص التعبيري والتمثيل كونهما متلازمان وسأسافر إلى دمشق لأعمل على ذلك الحلم.
وعن سؤال بماذا تنصح الجيل الشاب المحب لخوض التمثيل قالت:
الدراسة الأكاديمية وحدها لا تكفي، والموهبة وحدها لا تكفي، ولكن تبقى الموهبة هي الأهم.
أسماء كثيرة وصلت اليوم إلى الصف الأول بلا دراسة ولا تعب ولا حتى موهبة…كيف؟
هناك لا شك أساليب للوصول كتقديم تنازلات أو وجود واسطة ودعم اليوم صار التمثيل شغلة / مين جاية عبالو يمثل/
بنفس الوقت لا ننكر وجود مواهب هامة حققت النجومية من دون دراسة أكاديمية، إذاً الموضوع يعتمد على الموهبة والشغل عليها بجد وتعب بمسار صحيح على أيدي أصحاب خبرة صادقين.
كثير من المخرجين اليوم يهتمون بشكل الممثلة ويركزون على جمالها كعامل جذب، وأكثر هذا الجمال مجموعة من عمليات التجميل المبالغ فيها على حساب المضمون، أعود لأؤكد ليس الكل فهناك الكثير من المواهب المدفونة وتحتاج لدعم فقط من أجل الظهور على الجمهور ومن خلال تجربتي المتواضعة على مدى عشرين عاماً أنصح الشباب ألّا ييأسوا، بل يجتهدوا في تطوير موهبتهم ويصرّوا على تحقيق حلمهم ولا بدّ أن يصلوا لهذا الطريق الطويل والصعب ولكنه ممتع وعندما يصلون سيكون لطعم النجاح نكهة مميزة تحلّي حياتهم ، والمسرح ضرورة ثقافية يجب استمرارها وضخ دماء جديدة فيه ويجب أن يظل المسرح شامخاً رغم كل الصعاب.
مهى الشريقي