وجهة نظر علمية بيئية حول مواعيد قطاف الزيتون والطرق الآمنة للتخلص من مياه الجفت

الوحدة 20-10-2020  

 

وفق منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو) فإن الأيام المثلى لقطاف الزيتون في حوض البحر المتوسط هي أيام /٢٠ – ٢١ – ٢٢/ تشرين الثاني نظراً لارتفاع كميات قطرات الزيت في الثمار وبلوغها الذروة هذا ما به أفادنا الباحث البيئي محمد إبراهيم، مشيراُ إلى عدم تفضيل القطاف المبكر في شهري أيلول وتشرين الأول، بسبب زيادة نسب الهكسان والبوليفينولات والكلوروفيل في مكونات الثمرة، وربما في الزيت (حسب نوعية المصافي وأعطالها والتلاعب بها لسرقة الزيت)، مما يسبب تغيراً في لون وطعم الزيت وسرعة عطبه وتدهور نوعيته وزيادة أسيده.

وللعلم (والحديث للباحث إبراهيم) فإن عمليات فرز الزيت في حبة الزيتون تبدأ منذ شهر آب بكميات قليلة جداً حيث تأخذ بالتجمع في بؤر وجيوب متناهية الصغر، ويوماً بعد يوم تكبر كلما تقدمت أيام الأشهر من شهر أيلول ومن ثم شهر تشرين الأول.

موضحاً أنه كلما تقدّم الزمن على تجمع الزيت في البؤر والجيوب، صار فرز الزيت في الثمرة وكذلك الأمر في المعصرة أكثر سهولة، ويرتبط ذلك بظروف مناخية ملائمة من أمطار أو رطوبة وحرارة.

الهكسان أخطر مادة في ماء الجفت!

بيّن الباحث إبراهيم أن ثمرة الزيتون يخرج منها بعد عصرها سائل بني مائل إلى الأسود يشبه النفط، إنه ماء الجفت (اللقلاقة بالعامية) وهو سائل داكن حامضي التركيب، يشكّل ٤٠ % من وزن الثمرة، ذو تركيز عالٍ من الملوحة، مُرّ الطعم يحتوي موادَ عضوية ومعدنية وأملاح وفوسفور ومنغنيز وآزوت وبوتاسيوم ومواد فينولية تعيق نشاط الكائنات الحية وتؤذيها، ما يمنع وجود أحياء في ماء الجفت باستثناء بكتريا واحدة.

إن طناً واحداً من الزيتون ينتج ما يتراوح من  (٨٠٠ إلى  ٩٠٠) لتر من ماء الجفت، فإذا كان إنتاج سورية مليون طن من الزيتون، فإن الزيتون يطرح حوالي (٨٠٠)  ألف طن من ماء الجفت.

وأشار الباحث إبراهيم إلى اختلاف الرؤى ونتائج دراسات وتجارب في دول حوض البحر المتوسط للإفادة من ماء الجفت وكيفية التخلص منه.

فمياه الجفت تصل إلى المياه السطحية والجوفية عبر أودية الأنهار ومع مجاري الصرف الصحي غير المعالجة، وتسبب حالات تسمم في بعض المناطق والنواحي، نظراً لوجود طبقات جيولوجية وفوالق صخرية متصدعة مع حت كلسي نشيط في سورية وحوض البحر المتوسط.

لعل مادة الهكسان أخطر مادة ضارة بالإنسان في ثمرة الزيتون، غالباً ما توجد في العرجون، يتم التخلص منها عبر تقطير زيت العرجون مع الضغط الهائل على العرجون وإضافة مكونات نفطية كالكيروسين أو البنزين، وغالباً تستخدم زيوت العرجون في إنتاج الصابون وبعض مساحيق التجميل، مؤكداً على عدم طرح ماء الجفت  إلى الصرف الصحي إلاّ بعد تجميعه في برك أو أحواض حتى تترسب المواد الداخلة في الجفت، فليس هناك طريقة علمية معتمدة عالمياً للتخلص من الجفت، لاسيما أن بعض مكوناته مثل البوليفينولات صعبة وبطيئة التحلل، والنسبة المسموح بها وفق المواصفات والمقاييس والمكاييل السورية 0,5 ميكرو غرام/ اللتر.

وتساعد الأمطار والمياه العادية على سرعة تحرّك وانزلاق الجفت، وتظهر مكوناته تحت أشعة الشمس، وأيّ تلامس مع ماء الجفت يسبب مشاكل صحية نحن في غنى عنها.

ونصح الباحث البيئي إبراهيم بعدم طرح ماء الجفت في أراضٍ زراعية، لأن امتصاص التربة مكوناته مرّة واحدة يشكل خطورة على التربة وكذلك على الأشجار المثمرة والمحاصيل الغذائية عند إضافته لأكثر من مرة، مذكراً بتوجيهات الهيئة العامة للبحوث الزراعية في سورية التي تقتضي على ضرورة إبعاد مصبات ماء الجفت عن مراكز السكن وينابيع المياه ما يزيد عن مسافة (١٠٠٠) متر، ومنوهاً أخيراً بأهمية الإفادة من العرجون في التدفئة للمنازل والدواجن بدل طرحه كحمأة في الأراضي بجوار مراكز استخلاص زيت العرجون.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار