في مواجهة التطبيع… في ندوة سياسية

الوحدة 20-10-2020  

 

أقام فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية ندوة بعنوان: (في مواجهة التطبيع) شارك فيها كل من الأساتذة: عدنان بيلونة وعبد الوهاب زيتون، وأدار الندوة د. صلاح الدين يونس رئيس فرع اتحاد الكتاب، وذلك في صالة الجولان بمقر الفرع، في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء في الندوة من محاور وأفكار والبداية مع..

الكاتب عدنان بيلونة: عرف المحاضر بيلونة التطبيع (لغوياً- سياسياً) للوصول إلى ما تريده إسرائيل من عرب اليوم بالأخص السوريين والفلسطينيين إذ يقال: دعا إلى تطبيع العلاقات مع العدو، أي إلى جعلها عادية.

واستعرض وديعة رابين عام (1995) التي سلمت إلى وزير الخارجية الأمريكية الأسبق وارن كريستوفر لتكون وثيقة معتمدة لدى إدارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، والتي تعهد فيها رابين بالانسحاب الكامل من الجولان مقابل السلام إلا أن رؤساء الحكومات الذين توالوا على هذا المنصب بعد مقتل رابين ظلوا ينكرون وجود أية وثيقة فيها تعهد بالانسحاب الكامل من الجولان.

ثم تحدث بيلونة عن المفهوم الإسرائيلي للتطبيع وعن مفهوم الشرق أوسطية المرتبطين ببعضهما عضوياً وجدلياً.

وأكد أن الشرق أوسطية هي فكرة صهيونية المنشأ، إسرائيلية التخطيط والتنظيم ولمصلحة إسرائيل ويهود العالم بالدرجة الأولى والدول الغربية بالدرجة الثانية، وعلى حساب الوطن والمواطن العربي، وقد تبنتها الولايات المتحدة وتسوقها للدول الأوربية وحملت العديد من الدول العربية على الموافقة عليها.

وقد خططت الصهيونية منذ نشأتها للسيطرة على المنطقة العربية، ولا يزال هدفها الأساسي كأيديولوجية وحركة منظمة عالمية حيث وضعت مخططاً لتحقيقه على مرحلتين: المرحلة الأولى: تهجير اليهود إلى فلسطين العربية وترحيل معظم سكانها العرب، وتحقيق التوسع والاستيطان بالعنف والإرهاب والمجازر الجماعية.

المرحلة الثانية: الانطلاق من الأمر الواقع الناتج عن استخدام القوة بتسخير الدبلوماسية والمفاوضات المباشرة لفرض الاعتراف بها، وهيمنتها الاقتصادية على الوطن العربي.

وبدأت المخططات الصهيونية تتحقق بتوقيع اتفاقيتي كامب ديفيد علم (1978)، ومعاهدة الصلح المصرية الإسرائيلية (1979) واتفاق أوسلو مع الفلسطينيين (1993) واتفاق وادي عربة مع الأردنيين (1994) وأخذ بعض المتصهينين العرب ينادي علناً بعد حرب الخليج الثانية بانتهاء القومية العربية والنظام العربي، ويرحبون ويسوقون للنظام الإقليمي الشرق أوسطي وبلغت الذروة مع ما يسمى الربيع العربي (2010).

فالنظام الرسمي العربي الحالي يواجه مخاطر قيام هذا النظام الإقليمي الجديد الذي كانت تعارضه سورية بشدة حيث انضوت ضمن محور مقاوم كانت سورية وما زالت تدرك نتائج ومخاطر هذا المشروع الأمريكي الصهيوني على الأمن القومي

 العربي وعلى أمنها الخاص لهذا كانت المؤامرة كبيرة عليها،  ودفعت أثمان باهظة، وتحدث المحاضر عن التطبيع من وجهة نظر إسرائيل: شكل من أشكال الغزو والسيطرة دون اللجوء إلى استخدام القوة العسكرية باعتباره أسلوباً للهيمنة على شركاء أو فرقاء ضعاف بموجب اتفاقات ومعاهدات وضمانات دولية مجحفة، فالتطبيع الاقتصادي يتيح لإسرائيل إلغاء المقاطعة الاقتصادية، وإنشاء المشاريع المشتركة، وهذا يحقق لها نتائج اقتصادية هائلة وفي هذا السياق كان هناك أربعة مؤتمرات اقتصادية عقدت في ظل ما كان يسمى مباحثات السلام. يوفر هذا التطبيع لإسرائيل إمكانية الحصول على الخامات العربية بأرخص الأسعار لا سيما البترول العربي، كما يسمح بتغلغل الاستثمارات الإسرائيلية لغزو الأسواق العربية بالسلع الإسرائيلية، أما التطبيع على الصعيد الاجتماعي فهو يؤمن لإسرائيل وفرة اليد العاملة العربية الرخيصة، وعلى الصعيد الثقافي فإن التطبيع يسمح بغزو الفكر الصهيوني للمنطقة العربية، والتسلل إلى عقل الإنسان العربي، وترسيخ الأفكار والنظريات المتعلقة بمفهوم الشرق أوسطية، وشدد بيلونة على إرادة إسرائيل بتطويع العرب لخدمتها وليس التطبيع معهم، وعلى مخاطر هذا التطبيع، اختتم حديثه قائلاً: إن النظام الشرق أوسطي المطروح، والذي التطبيع أحد أهم مكوناته وسيرورته الآن هو نظام متعدد الطوائف والأعراق، تقوده ما يسمى دولة إسرائيل التي لم تحدد حتى الآن حدودها، والسبب أطماعها الصهيونية، وهي الكيان العنصري المتعدد الأعراق على حساب العروبة، والوحدة العربية والنظام العربي.

 الكاتب: عبد الوهاب زيتون

أوضح المحاضر زيتون أن الكيان الصهيوني هو حالة طارئة مثله مثل مملكة يبت، وسيبقى مرفوضاً جسماً غريباً مهما طال الزمن وأن الجامعة العربية عام (1948) دعت إلى مقاطعته وعزله ثم تحدث عن الحروب المستمرة من أجل دمجه في الجسم العربي، وعن المعاهدات التي تمت كمعاهدة سلام كامب ديفيد مع مصر (1979) ومع منظمة التحرير ومع الأردن بغرض فرض التطبيع على مراحل على العرب أولاً دون تغيير في طبيعة العدو، استسلام مهين تحت مظلة عملية السلام الفاشلة بامتياز: فالسلام مسألة توازن قوى وهم في حالة انعدام توازن، كما تحدث عن قمة الدار البيضاء في المغرب للتعاون الإقليمي بين دول الشرق أوسط وشمال إفريقيا 1992 وتسويق مشروع الشرق أوسط الجديد تكون إسرائيل فيه دولة إقليمية عظمى قادرة على فرض ما تشاء وما تريد في المنطقة على أساس تفوقها العسكري وهذا ما تخطط له إسرائيل وتحدث أيضاً عن مؤتمر مدريد وعن عربات التطبيع ذات الوتيرة العالية على مستوى دبلوماسية رسمية- اتفاقيات  سلام إلى ممثليات وبعثات في كل مكان، وشرح  أشكال التطبيع: الإعلامي (مثل فضائية الجزيرة) والفكري في تغيير المناهج التربوية بإشراف أمريكي دولي، والتطبيع الاقتصادي (اتفاقيات…) والاجتماعي كالزواج من اليهوديات وشبكات التجسس ونشر الإيدز، اختتم زيتون محاضرته بالحديث عن أغراض التطبيع: كسر الحاجز النفسي بين العرب والصهاينة وإنهاء المقاطعة العربية إلى قلبها على العرب أنفسهم اليوم، وتصفية القضية الفلسطينية (صفقة القرن) وتصفية الصراع العربي الصهيوني إلى أزمات عربية وطرح مفاهيم جديدة: الشرق أوسطية بديل عن الوطن العربي والأمن الإقليمي بديل عن القومي العربي.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار