التحفيز التعليمي يمنح نتائج مذهلة مقارنة بأسلوب الترهيب والعقاب

الوحدة 20-10-2020 

 

عندما نسقي البراعم الصغيرة نوراً ومعرفة تنتعش وتتألق هذا هو حال الطالب المتميز والمتفوق.

والأسرة لها الدور الأساسي في عملية التحفيز التعليمي من خلال الحوار والتفاهم والإقناع وتعزيز الثقة بالنفس، وكذلك الحال في المدرسة التي لها دور الكبير في عملية التحفيز.

ينادي الباحثون في الشأن التربوي والاجتماعي بخلق المدرسة الحافزة، من أجل صنع طلاب يتصرفون بعقل منفتح يساعد في الكشف عن المواهب الكامنة وينميها نحو الاختراع والإبداع والابتكار.

سألنا بعض الطلاب المتفوقين في المرحلة الأولى عن مشاعرهم عندما ينالون شهادات الامتياز والتقدير والثناء من قبل إدارة المدرسة، فقد عبروا عن السعادة التي تغمر قلوبهم، حيث قالوا: فرحتنا لا تعوض ولا توصف تكون بسعة الكون عندما ننال شهادات التفوق ونسعى للأفضل للتميز أكثر فأكثر، ونأمل من المعلمين القيام برحلة ترفيهية للاطلاع على المعالم الأثرية للمحافظة.

ماجدة حسن مديرة مدرسة الشامية للمرحلة: الأولى لفتت إلى أن الهدف من التحفيز هو التفوق الدراسي والسعي نحو التميز في مختلف المجالات.

وبالتأكيد يتميز الطالب المجتهد من خلال تقديم الثناء له وكلمات الشكر على مثابرته واجتهاده، كما نقدم له شهادات الامتياز والتقدير لتفوقه وتميزه بين زملائه   

أميرة ميا– تربية وعلم نفس ذكرت أن التحفيز هو التعزيز والتشجيع للشخص، قد يكون نفسياً أو معنوياً، له دور في الحصول على أفضل  النتائج أيضأ حسب طبيعة الشخص، هناك بعض الطلاب لديهم هدف في حياتهم لكنهم ليس لديهم الرؤيا الواضحة لتحقيق أهداف النجاح في المقابل هناك أشخاص ليس لديهم هدف في حياتهم فالنتيجة واحدة.

والتحفيز له عدة أشكال منها التعزيز اللفظي أن يقوم به المعلم بتوجيه الكلمات الإيجابية كالثناء والشكر أو التصفيق للطالب، لاسيما في المرحلة التعليمية الأولى تجاه عمل معين يتعلق بالدراسة أو بعلاقته مع محيطه أو مشاركته في الدرس. 

وحول النصائح والإرشادات أهمها:

– معرفة الطالب ما يريد أي (تحديد أهدافه).

– الرؤية الواضحة لتحقيق أهداف النجاح  أي (ماهي الأساليب والطرائق للوصول إلى الهدف).

– العمل الدائم والدؤوب المستمر لتحقيق ما نصبو إليه.

– تهيئة البيئة المناسبة لتحقيق أهداف النجاح.

في النهاية بقدر ما يكون التحفيز داخلي يكون  أفضل.

الدكتورة دلال عمار، اختصاص إرشاد نفسي رئيسة دائرة البحوث والدراسات في مديرية تربية اللاذقية أكدت على أن التحفيز يعتبر أحد أهم عوامل إيجاد الدافعية نحو التقدم في أي بيئة وخاصة البيئة التربوية حيث يأتي التحفيز الإيجابي بنتائج مذهلة مقارنة بأسلوب الترهيب والعقاب.

ومن هنا كانت عناية التربويين بتوسيع مجاله لما له من آثار نفسية ممتدة تتخطى حيز المكان الذي يمارس فيه والزمان الشاهد على تلك الممارسة.

ويعرف التحفيز تربوياً إلى أنه: إكساب الأفراد مستوى الثقة بالنفس وذلك للوصول إلى مستوى قدراتهم وهو وصول الأفراد إلى حالة الشغف والتلهف والسرور بأعمالهم ومحاولة بالعمالة مرحلة القيام بكامل العمل دون تذمر أو شكوى.

ويتداخل كل من محيط المدرسة والفاعلين فيها، خاصة طرفي المعلم والمتعلم، في تشكيل عناصر الدافعية والتحفيز، لا تقع مسؤولية التحفيز التربوي على المعلم وحده وإنما تمتد لتشمل البيئة المدرسية من قرارات إدارية وخطط وسياسات ونظرة عامة تجاه العملية التعليمية والتربوية، حيث تشكل البيئة المدرسية منظومة متكاملة ومنسجمة إذا اختل فيها عنصر تأثرت به سائر العناصر بدءاً من المبنى المدرسي الذي يجب أن يشكل فضاءً مرحبا للتلميذ يوفر له كل مستلزمات الأنشطة التربوية ويتيح له مجال فسيح للاندماج في الوسط التربوي، مروراً بالتقليص من حدة التقويمات والامتحانات التي تشكل الهاجس الأكبر وأحيانا المعرفة لمهارات وإبداع الطالب.

ولتحريك الدوافع الداخلية لدى المتعلم ودفعه الإنجاز والإبداع لابد أولاً من احترام خصائصه الجسمية والنفسية والفكرية والمعرفية لديه، ومراعاة التدرج من بداية الأسبوع لنهايته بما يتيح للمتعلم الاستعمال الأمثل لإمكاناته الجسمية والذهنية.

ومن الضروري أيضا توفير بيئة تعليمية آمنة ومحفزة من خلال جعل البيئة المدرسية أكثر أمان وسلامة وعدالة، والسعي إلى تخليصها من مظاهر العنف الجسدي والمعنوي والنفسي كافة، وبناء علاقات صحية سليمة بين مختلف أطراف العملية التعليمية التعلمية، وإيجاد بيئة مدرسية محفزة تطلق طاقات التلاميذ ومذاهبهم وتصقلها وتنميها وتيسر ممارسة المتعلمين لمهاراتهم وهواياتهم الرياضية والثقافية والاجتماعية ورعاية حقوق الطفل وتحميها، وتنمي لديهم القيم التربوية والإنسانية وتعزز التزامهم بها.

إن دور المعلم يبقى هو الأساس في عملية التحفيز، حيث كل عمل متميز يستحق الإشادة والتشجيع ولا تكفي العلامات والدرجات المتقدمة وكلمة (ممتاز وجيد) كافية وحدها محفزات، وإنما يجب أن تترافق بمجموعة من المكافآت التشجيعية بتخصيص مساحة على الحائط لإبراز الأعمال المتميزة، أو إبلاغ أولياء الأمور بالتقدم الرائع لأبنائهم، وكذلك الجوائز الأسبوعية والمسابقات تعمل على جعل الطلاب في حالة حماس دائم.

وينصح دائماً بالتركيز على المجهود المبذول أكثر من الصفات الشخصية والذكاء لأن ذلك سيدفع الطلاب حتى الأذكياء منهم إلى الاستمرار في العمل وبذل الجهد بشكل أفضل، وذلك بدلاً من التركيز على ذكائهم فقط.

من المهم مراجعة طرائق التدريس وتطويرها بما يؤدي إلى مشاركة أوسع للطالب ومنحهم فرصة الإبداع والتفوق.

والمهم دائماً جعل العملية التعليمية أكثر متعة وإثارة للاهتمام وأكثر جاذبية للطالب،

وللتنويه في الوسائل والمعينات التي تستحث إمكانات الطالب وتساعده على التفوق والإبداع.

مريم صالحة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار