الوحدة: 19- 10- 2020
أقام فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية ظهرية ثقافية أدبية للسادة الأدباء أعضاء اتحاد الكتاب العرب من طرطوس وهم: عدنان محمد، هيثم علي، محمود حبيب، محي الدين محمد وهو رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس.. بالإضافة للدكتور وفيق سليطين وذلك في صالة الجولان بمقر فرع الاتحاد.
قدّمت الظهرية السيدة الشاعرة مناة الخير التي رحّبت بالضيوف المشاركين الذين قدّموا بدورهم نتاجاً أدبياً تنوع بين الشعر والقصة وكانت البداية مع الأديب عدنان محمد الذي ترجم حوالي خمسين عملاً عن اللغة الفرنسية، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب لديه ثلاث مجموعات قصصية هي: السباق (حقل من ريح)، (على مقام العشق) هذا وقد شارك بقصة في هذا النشاط حملت عنوان: (الساعة العاشرة) وهي قصة حب حزينة وموجعة تدور أحداثها في الكورنيش البحري بطرطوس وقد اخترنا المقطع التالي منها: “ينظر الشاب إلى حيث كان يحمل ساعته في معصمه ثم يقول: ما بك يا عم راجح؟ لمَ تستعجلي؟ بقي خمس دقائق وتأتي حبيبتي الساعة العاشرة.
لا أظن أنك تمانع أن أحتفي بها احتفاء يليق بعظمتها، وأن أعيشها على طريقتي.. خذوا الساعات كلها، خذوا الزمن كله، واتركوا لي الساعة العاشرة، يحتوي زياد رأسه بيديه. يغمض عينيه. يفتح بوابات الذكرى على مصاريعها، ويطلق دموعه من محابسها ينهض عن كرسيه، يجتاز الكورنيش إلى الرصيف المقابل، يلج من الباب الحديدي الأسود حيث يرين الصمت الأمدي الثقيل. طريقه يعرفها عن ظهر قلب. ها قد مرّ شهران وهو يسلكها كل اثنين وجمعة، يضع الوردة على القبر، يفتح يديه ثم يقرأ الفاتحة.
المشاركة الثانية في هذا النشاط للشاعر هيثم علي وهوعضو اتحاد الكتاب العرب في طرطوس لديه أربع مجموعات شعرية هي: (وتبقين النورس البحري)، (عندما يهمس الجلنار)، (للنبع الذي ما يزال)، (حافياً كان البيلسان) ومجموعة أخرى قيد الطبع، حاز العديد من الجوائز داخل القطر وخارجه، شارك بقصائد وطنية وجدانية هي: (مرايا الياسمين)، (لم يتركوا صوراً وغابوا) ومن (مرايا الياسمين) اخترنا المقطع الآتي:
برقٌ ولا مطر على عطش الجهات
كأنما نضبت ضروع الغيم فوق مواجد الشرفات
والشرفات وجد
وأصابع الوقت الصغيرة ما تزال تطرز
الكلمات بالعبق المسافر تحت أجنحة الغمام
قصائد صوفية اللحظات.. واللحظات برد
تشتاق أغنية للحنٍ قادمٍ
أما الشاعر محمود حبيب وهو عضو اتحاد الكتاب العرب لديه خمس مجموعات شعرية هي: (الرحيل في ذاكرة التراب)، (من حديقة تشرين)، (للحبّ والوطن)، (حصاد السنين العجاف)، (من كرومك خمرتي) وقد شارك بقصائد توزعت بين الهم الوطني والوجدانيات والغزل وقد تغنى باللاذقية في قصيدة رائعة اخترنا منها:
اللاذقيّة أسرح في مغانيها هي الحضارة في أبهى تجلّيها
أعارها الله من أخلاقهِ شيماً فقارب الله يرسو في شواطيها
و يا بلاداً من الآلام طالعةً لها عليّ حقوقاً جئت أقضيها
وقد أتت مشاركة الأديب محي الدين محمد وهو رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في طرطوس بقصائد رائعة هي: (ربان السفين)، (والمبتدا سور)، (قران العجائب) وهو عضو جمعية الشعر صدر له أحد عشر كتاباً في الشعر والنقد والمقالة نذكر منها: امرأة من النسيان، قيامة الرؤية، نشيد الزيت المر، طريق المرايا، أدراج حافيه.. وفي النقد: حضارة النص المعاصر ومن (قران العجائب) اخترنا ما يلي:
مساءُ يديكَ
سليل الطوالع كشفاً
يضاهي حرير السواترْ
أراك تهندس عمري
وحيداً تلامس جرحي
فأنسى رياحي الحزينة
سيأتي زمانٌ أخيرٌ
على جسد الماء
تصفو بشائر
سيأتي زمان وليد
ليحكي الطّواف الأسير
قرانَ العجائب
وختام الظهرية الأدبية كانت مع الشاعر الدكتور وفيق سليطين الأستاذ في النقد، أستاذ في كلية الآداب بجامعة تشرين، وهو عضو اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية، لديه ثلاثة عشر مجموعة شعرية نذكر منها: (عناقيد الزبد)، (العتبات في سماء الهديل)، إضافة إلى العديد من الدراسات والأعمال النقدية منها: (غواية الاستعادة)، (النص القديم في أفق القراءة المعاصرة)، (الشعر الصوفي)، (التناص الصوفي في الشعر الحديث) وقد ألقى في هذا النشاط قصيدة على النهج التقليدي القديم بعنوان: (في موقف الخروج) تدور في محورها الأساسي حول نقد الواقع العربي القائم بما انتهى إليه من هزائم وانكسارات ومحاولة التعبير عن المآل الجديد من خلال الفن واقتطفنا منها الأبيات التالية:
لا، لن أعوجَ على الأطلال أنتحبُ ولن أكفكفَ دمعاً بات ينسكبُ
ولن أردَّ غراباً عن خرائبها ولن أقول لميٍّ: أينَها الرُّحبُ؟
أسير قدّام نفسي تاركاً زمني يمور في رغوهِ الهاني وينقلبُ
لا أستعير يداً منه ولا قلماً أقتصُّ مني ما يستوجب الاربُ
جعلت نفسي له قلباً وباصرةً حتى عماني وأودى بالذي يجبُ
وقلتُ يا نارُ كوني في يديه هدى يكاد يزهر من نعمائها الحطبُ
ندى كمال سلوم