بناء القدرات في مجال الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة في دورة تدريبية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP
الوحدة: 19- 10- 2020
أقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي / UNDP / بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية والبيئة, في محافظة اللاذقية, دورة تدريبية في مجال ( بناء القدرات لإدارة النفايات الصلبة) ضمن برنامج دورات تدريبية متكاملة تتم بشكل متتالي, بدأت في دمشق للمنطقة الجنوبية, لتنقل إلى محافظة اللاذقية, بحضور /20/ متدرباً من محافظات (حمص, حماه, طرطوس, اللاذقية) من (مديريات النظافة , الخدمات الفنية, إدارة النفايات الصلبة) ومشاركة محاضرين مدربين (د. هيثم شاهين, د. موفق شيخ علي, م. رياض القابقلي, م. أمير البخاري, د. حسين جنيدي) والجهة المنفذة وهي شركة الأرض للتنمية المتطورة للموارد وهي شركة استشارية (قطاع خاص) في سورية قال مدير الشركة الدكتور موفق الشيخ علي: الفئة المستهدفة في هذه الدورات من المهندسين الشباب الذين أثرت عليهم ظروف الأزمة, وانعكست بالحاجة إلى ترميم المعلومات في مجال عملهم والاطلاع على التجارب العالمية الحديثة. ليتحقق لهم ذلك في هذه الدورة من خلال مدربين, دكاترة جامعة ومهندسين لديهم معارف وخبرات أكاديمية, وعملية تطبيقية لنقل تقانات حديثة, وأفكار ذات عائدية اقتصادية أفضل بإدارة النفايات الصلبة, وطرح المنعكسات البيئية والصحية على المجتمع المحلي. وتهدف الدورة إلى إيصال رسائل لكل مهندس مشارك في مجال اختصاصه وعمله تساعده على تركيب صورة متكاملة عن إدارة متكاملة للنفايات الصلبة من خلال تجزئة المشكلة وإيجاد حلول لكل جزء, وهذا أفضل من النظر إلى المشكلة الكبيرة بشكل عام والوقوف أمام التحديات والصعوبات دون علاج , والعمل على إيجاد حلول وقائية وعلاجية.
شارك الدكتور هيثم شاهين
كمدرب في الدورة, ولفت إلى أن الغاية من الدورة هي : رفع كفاءة المهندسين العاملين في مجال إدارة النفايات الصلبة, ومناقشة الواقع الحالي لمنظومة إدارة النفايات واقتراح الحلول لتطويرها .
وبشكل آخر, كان هدف الدورة الإجابة على الأسئلة التالية:
– من أين نبدأ بتطوير المخطط التوجيهي ؟
– ماهي العناصر التي يجب إضافتها للمخطط التوجيهي, والتي تفرضها الظروف الحالية والناتجة عن فترة الحرب على سورية؟
– تعتبر المطامر العشوائية, المنتشرة حول المدن, أحد أهم عوائق تطوير منظومة إدارة النفايات, ماهي رؤيتكم لحل هذه المشكلة؟
– ماهي طريقة المعالجة أو التقنية التي تقترحونها, لمعالجة النفايات البلدية الصلبة الناتجة عن المدن السورية, آخذين بالاعتبار الواقع الحالي؟
– كيف تنظرون إلى مشاركة القطاع الخاص, والمؤسسات والجمعيات الاجتماعية في مسألة إدارة ومعالجة النفايات؟
وأضاف: وبناء عليه فإن الفكرة الأساسية: يجب وضع حلول لمشاكل المكبات العشوائية, المنتشرة على أطراف المدن, وحول المناطق وهذه المكبات تتوسع يوماً بعد يوم. وقد وضعنا حلولاً لمعالجة المكبات العشوائية في محافظة طرطوس, والتي بلغت 62 مكباً, حيث قامت محافظة طرطوس بتشكيل فريق عمل ودراسة برئاستي من جامعتي تشرين والبعث, ومن مديرية النفايات الصلبة. ونتمنى أن تنحو محافظة اللاذقية منحى مشابهاً.
لأنه لا يمكن وضع استراتيجية مستقبلية لإدارة النفايات, دون الأخذ بالاعتبار ما ذكر سابقاً.
ولابد من إشراك القطاع الخاص, وخصوصاً في مرحلتي جمع ونقل النفايات, لأنها مكلفة وبحاجة إلى التشاركية.
المهندس الاستشاري أمير البخاري, شارك بالندوة كمدرب لديه تراكم خبرة نظرية وعملية من خلال عمله مدير دائرة النظافة دمشق لأكثر من 12 عاماً, انتهت في 2004, ليعمل لاحقاً خبير بإدارة النفايات الصلبة في وزارة الإدارة المحلية. ولفت إلى أنه بعد دراسة المخطط التوجيهي لإدارة النفايات الصلبة في عام 2004 تم إقراره واعتماده, وفي عام 2006 تم إدراجه بالموازنة العامة لمدة 10 سنوات للتنفيذ وتخصيص أكثر من ملياري ليرة سورية لتأسيس البنية التحتية للنفايات الصلبة وقال : كنا متقدمين بخطوات مقبولة في هذا المجال مع وجود فروقات بين المحافظات في محاور( جمع , ترحيل, فرز, طمر) مع معالجة نفايات طبية, لكن ظروف الأزمة والحرب على سورية أدت إلى تدهور وتراجع في هذا القطاع ورداً على سؤال أين أصحاب القرار من هذه الدورة التدريبة؟
أوضح : تم إقامة دورة أولى في دمشق خاصة بأصحاب القرار, حيث تم تعريفهم بإدارة النفايات الصلبة, وتوظيفهم بإعداد دراسات حول تطوير إدارة النفايات الصلبة في سورية, من خلال تقسيمهم إلى ثلاث مجموعات ( بحث تطوير المخطط التوجيهي من ناحية التقينا موضوع تطوير التشريعات, تطوير النظام الإداري) لكن هناك إشكالية تبعية مديريات إدارة النفايات الصلبة إلى مديريات الخدمات الفنية بالمحافظات, فيما يفترض أن تكون هيئة مستقلة أو مرتبطة بالمحافظة. وبالعودة للدورة الأولى الخاصة بأصحاب القرار سيتم جمعهم لاحقاً للنقاش وتقديم تقارير ورفعها للسيد الوزير. وبالنسبة لمشاركته كمدرب قال : تأتي أهمية هذه الدورة في توضيح طرق وآليات العمل المتطورة التي تناسب واقعنا في سورية, ودورنا كمدربين أن نتعامل مع الواقع ونطرح ما يناسب الواقع وتطويره. بعد تراجع كبير في محور جمع النفايات بسبب تدهور عدد الآليات ووجود آليات قديمة مع محدودية الصيانة لها: نعمل على جزئيات يمكن تحسينها وتطويرها وتنفيذها.
صارت إدارة النفايات الصلبة ضمن الاهتمامات وليس الأولويات , والمخطط التوجيهي في مرحلة سُبات .
قدم م. البخاري محاضرات عن المخطط التوجيهي للنفايات الصلبة في سورية وعن جمع النفايات بالإضافة إلى الفرز مع نظرة للواقع أمام شباب مهندسين يعملون في مجال النفايات الصلبة تشمل:( تعليم وتصميم وتشغيل ونماذج عالمية مع إدارة العمل من خلال: ( طرق , آليات, تصميم , تنفيذ إدارة ) وهو من المشجعين لإقامة دورات تدريبية عالية المستوى مع استمرارية التواصل بين المشاركين وتبادل الخبرات والاجتماع للتداول شهرياً على مستوى الوزارة, كمركز للمحافظات واعتمد في المحاضرات على أسلوب المشاركة والتفاعل بمناقشة المعلومات المقدمة, مع عرض تجارب وتمارين أسئلة وأجوبة .
قال د. م علي عبيبو رئيس دائرة النفايات الصلبة في محافظة حماه عن مشاركته بالدورة: أكاديمياً لدينا خلفية علمية ومعلومات, لكن بالورشة تم الإطلاع على تجارب المحافظات في مجال الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة, لأن المخطط التوجيهي لإدارة النفايات الصلبة أخذ بعين الاعتبار واقع كل محافظة على حدة وأولويات مراحل تنفيذ مشاريع النفايات الصلبة حسب توفر الاعتمادات والسيولة ومشاركة القطاع الخاص كمستثمرين في هذا المجال واطلعنا على تشريعات وقوانين ناظمة للعمل بالنفايات الصلبة في سورية ومدى تطبيقها على الواقع, واستفدنا من خبرة المحاضرين وكفاءتهم العلمية بغض النظر عن الشهادة الأكاديمية.
المهندس أمير معمو, مهندس دراسات بمديرية إدارة النفايات الصلبة في حمص م. أمير يعمل بمجالين, بين إعداد الدراسات والأساس النظري للمشاريع بالمديرية والإشراف على تنفيذها على أرض الواقع- وبالنسبة لوضع إدارة النفايات الصلبة في حمص؟ قال: قمنا بتأهيل محطات التجميع وترحيل النفايات التي تعرضت للتخريب بالأزمة, وصيانة الحاويات والآليات لنقلها بطريقة تحافظ على البيئة.. حيث تم تأهيل 14 محطة تجميع من أصل 19 , بوجود 117 مكباً عشوائياً في حمص تم إغلاق 80 مكباً منها, ولدينا مطمران صحيان بالقصير والفرقلس وهو الأضخم على مستوى سورية.
وهذا الواقع مقبول ضمن الإمكانيات المتاحة رغم عدم توفر آليات أو كوادر وصعوبة التعاقد على مشاريع مع القطاع الخاص وفي الدورة التدريبية تم النقاش في مواضيع نتعامل معها يومياً.
مع تثبيت المعلومة الأكاديمية كمهندس بتخصص دقيق تم تقديمها بطريقة علمية واضحة مع أسلوب التفاعل والنقاش, بالإضافة إلى أنني تعرفت على تجارب المحافظات المشاركة. ولنحقق جدوى أكبر من الدورة آمل أن يتم إعطاء هامش أكبر للمشاركين بمحافظاتهم لنشر ما تم تحصيله في هذه الدورة والاستفادة من طاقات الشباب الموجودة بمواقع العمل ووضعهم في مواقع قرار بعد اكتساب خبرات ومعارف تناسب اختصاصهم وتخدم البلد.
المهندسة لينا حبق, تعمل في مديرية إدارة النفايات الصلبة في طرطوس رأت أن الدورة ممتازة والفائدة شاملة في مجال الاختصاص تضم جميع محاور إدارة النفايات الصلبة. وتجربة طرطوس بهذا المجال وضمن الإمكانيات المتاحة جيدة, رغم حاجتها إلى دعم بالآليات والعمال. ومحاور الورشة تنعكس مستقبلاً بشكل جيد على إدارة النفايات الصلبة, ويمكن الاستفادة منها في إعادة دراسة وتحليل الواقع السكاني ( التجمعات السكانية) ووضع حلول مناسبة لطريقة جمع النفايات ونقلها إلى مواقع المحطات البديلة, وبيان حاجة كل وحدة إدارية من ( الحوايا, الآليات – العمال – )وتوزيعهم بما يتناسب مع الواقع, وأعطت فرصة لدراسة محطات انتقالية.
أشار المهندس عمار القصيري مدير إدارة النفايات الصلبة باللاذقية إلى أن الهدف الأساسي من الدورة هو تعزيز قدرات المتدربين العاملين في مجال إدارة النفايات الصلبة, بما يحقق أكبر كفاءة ممكنة في العمل وفي المهام الموكلة للارتقاء بمستوى الخدمات الخاصة بموضوع النظافة على وجه الخصوص إلى أعلى حد ممكن لتحقيق التعاون المثمر والفعال ما بين الإدارة والمواطن في هذا المجال والدورة إيجابية وهادفة جداً من ناحية كفاءة المدربين وأسلوب عرض وشرح المحاور الرئيسية المطلوبة وتعزيز فهمها من خلال الأمثلة والتجارب العالمية, ودعمها بمقاطع فيديو مصورة. إضافة إلى اعتماد مبدأ الحوار والمناقشة والمشاركة مع المتدربين أعطى طابعاً إيجابياً جداً لإغناء المواضيع والاستفادة من تجارب المشاركين المتدربين المحلية كلاً في قطاع عمله وتقديم المقترحات التي تتناسب مع الواقع الراهن وفق الإمكانيات المتاحة.
ومع نهاية الدورة نلاحظ زيادة خبرة وكفاءة المتدربين تدريجياً للوصول إلى مستوى جيد جداً يمكّن في المرحلة القادمة من وضع الخطط اللازمة والمناسبة لتفعيل عمل الجهات المعنية في هذا المجال واتخاذ القرارات وأضاف م. القصيري كتجربة شخصية كمدير في موقع المسؤولية والمشاركة في اتخاذ القرار بعد تقديم المقترحات , أعتبر هذه الدورة مثمرة جداً في مجال جمع معلومات إضافية وتشكيل قاعدة بيانات أوسع لتكون معطيات أساسية لمقترحات المرحلة القادمة, تزامناً مع برنامج إعادة إعمار سورية والارتقاء بالمجالات كافة ومنها الخدمية, وخصوصاً النظافة التي هي ضمن قطاع صحي بيئي خدمي. ودعمها يؤدي للحفاظ على البيئة مع استثمارها اقتصادياً.
وداد إبراهيم