الإعلام… ومستقبل سورية في مؤتمر للغرفة الفتية الدولية بطرطوس

الوحدة: 18-10-2020

 

 

دور الإعلام في دعم مستقبل سورية كان عنوان المؤتمر الإعلامي الذي أقامته الغرفة الفتية الدولية بطرطوس يوم الخميس الفائت في فندق شاهين, تحت رعاية وزارة الإعلام, وبحضور مجموعة من الإعلاميين السوريين, وطلبة الجامعة الافتراضية.. حيث تم عقد ثلاث جلسات متتالية بدأت في الساعة الثانية عشر ظهراً واستمرت حتى وقت متأخر من اليوم..

 الرئيس المحلي للغرفة ماري الحسن قدمت للمؤتمر بأنه منصة  لتبادل وجهات النظر عبر عدة محاور تتحدث عن دعم الإعلام في الاستجابة الإنسانية, وفي سد الفجوة الرقمية, وتسويق الإعلام, وحشد التمويل لإعادة إعمار سورية.

 وفي كلمة الأستاذ أحمد ضوا معاون وزير الإعلام وممثله في المؤتمر أكد أهمية الإعلام, ودوره, وهو السلطة الرابعة, واليوم السلطة الأولى في كل العالم, فهو يصنع السياسة, ويتجاوز كل السلطات, ويتربع على رأس الرأي العام..

وقال: تسعى وزارة الإعلام ليكون الإعلام صوت المواطن, ويواكب كل تطور, ويقف في وجه الحملات الإعلامية المضللة الموجهة ضد سورية, مؤكداً أهمية المؤتمرات التي تستقطب الشباب, وخاصة الإعلاميين لتعزيز العمل الصحفي، كما تحدث عن الحرب التي تشن على إعلامنا لأهميته, ودوره في صمود سورية.

نائب رئيس القطاع الدولي في الغرفة الفتية سارة خدام تحدثت بدورها عن أهمية التغطية الإعلامية للأحداث التي يتعرض لها الوطن, والإضاءة عليها للوصول إلى العالم كله.

زينة حسن مديرة المشروع عرَفت الإعلام بأنه نافذة يطل منها الجمهور على التاريخ, والمستقبل, وعن وجود 28 شاباً وشابة في المؤتمر الذي هو حلقة ضمن سلسلة مهمتها تطوير ودفع عجلة الإعلام في سورية.

في الجلسة الأولى وتحت عنوان: دور الإعلام في الاستجابة الانسانية في سورية تحدث الأستاذ غانم محمد رئيس تحرير جريدة الوحدة من اللاذقية والأستاذ هيثم محمد رئيس مكتب جريدة الثورة بطرطوس, والدكتور عبد العزيز قبلان من الجامعة الافتراضية وأدار الحوار الأستاذ وسيم السخي، حيث تحدث هيثم محمد عن مبادرات المجتمع الأهلي, ودور الإعلام في الإضاءة عليها,  وعن محافظة طرطوس التي استقبلت السوريين من كل المحافظات خلال الحرب, وعودة الكثيرين منهم اليوم إلى مدنهم, وحياتهم، مؤكداً عدم وجود إحصائيات للهجرة ضمن المدن السورية فحجم الخسائر في سورية, وحسب تقرير لجنة الأمم المتحدة الاسكوا بلغ 350 مليار دولار, ونسبة الفقر وصلت إلى 86 بالمائة بينما بلغت نسبة التدمير للبنى التحتية 40 بالمائة, والوفيات بالحرب 690 ألف شخص مؤكداً وصول 80 بالمائة من الشعب السوري إلى ما تحت خط الفقر, وبالتالي فإن الملايين من السوريين بحاجة لمساعدات, وقد بلغ عدد النازحين في الداخل السوري 6 ونصف مليون مواطن.

الأستاذ غانم محمد أكد أن تسويق هذه الأرقام, والإحصائيات هي تجارة من قبل المنظمات الدولية, تم وضعها لتستفيد من الإعانات البلدان المضيفة للمهجرين, ولتحميل القيادة السورية المسؤولية، مؤكداً الحاجة لأرقام, وإحصائيات سورية صريحة, وصادقة.

 

وتحدث عن معاناة الصحفي, وصعوبات العمل الصحفي,  والمعوقات, والجريمة الالكترونية.. مؤكداً عودة المواطن السوري للشاشة الوطنية ليتابع من خلالها كل جديد..

 كما تحدث عن قدرة الإعلام على تغيير الواقع عبر استعراض الخطأ لتصحيحه كالحديث مثلاً عن الطرق الزراعية, وأهميتها في إطفاء الحرائق, وعن الاستجابة لما يكتب في الصحيفة نظرياً من خلال الردود الرسمية من الجهات المختصة، فالصحافة ليست جهة تنفيذية, هي تعمل على طرح المشاكل, والبحث عن المعلومات بدقة, ونقلها بمصداقية, وبأسلوب جذاب وقال:  يشهد الإعلام اليوم منافسة شديدة, وبالتالي فإن للصحفي دوره, وتأثيره على الجمهور لكن, وبالمقابل هناك معاناة حيث يمكن أن يتسبب فتى بتوقيف رئيس تحرير عبر ما يسمى الجريمة الالكترونية!  مؤكداً ضرورة وضع دراسات لتحسين الأداء..

الدكتور عبد العزيز قبلان من الجامعة الافتراضية تحدث عن الكوارث التي لا يتم توثيقها بدقة خلال حدوثها, وعن العقوبات – قيصر- والانطلاق لإعادة الاعمار مؤكدا أن الإعلام لا يولَد أرقاماً, هو يعلن الارقام, ويعطي المعلومات, والتفاصيل.. متحدثاً عن عدم وجود إعلام حر في العالم حيث يتم تناول نفس الحدث بأطر مختلفة كل من زاويته, أما الثقة فتولد من نقل المعلومة الصحيحة بأسلوب جذاب إذ يمكن جذب المواطن لا تغيير فكره..

وقال: التأثير مهمة, والواجب وضع دراسات لتحسين الأداء.. وما ينقص الإعلام السوري أن يؤيد ما يقال بأرقام, وحقائق, وبحوث, ودراسات لذلك يجب تفعيل مديرية البحوث في الوزارة لمعرفة مستوى الأداء وتحسينه.

في الجلسة الثانية كان الحديث عن دور الإعلام في سد الفجوة الرقمية في المنطقة العربية تحدث فيها المهندس إيهاب حيدر من المركز الاذاعي والتلفزيوني بطرطوس, واستعرض الواقع عن الخدمات الرقمية, والتقنيات, وضرورة التشبيك بين المؤسسات لردم الفجوة توفيرا للجهد, والوقت, والتنقل.. وقدم مثالاً –  البطاقة الذكية- اليوم, كما تحدث عن أهمية نشر المعلومة, وعن غياب الدعم في هذا المجال, والنقص الكبير في المحتوى الرقمي باللغة العربية, وعن الرابط الضوئي بين المراكز, والصحف, ومهمته تسهيل وصول الأخبار, كما تحدث عن كلفة كبيرة في النقل التلفزيوني, والحاجة لتدريب مراسلين للإعلام الإلكتروني لنقل الخبر بسرعة، وأنه ومن خلال الموبايل يتم نقل الخبر عندنا.

الدكتور منذر أحمد من الجامعة الافتراضية استعرض المعاناة, وتحدث عن فجوة رقمية حقيقية فنحن ما نزال في الجيل الثالث – الموبايل – منذ عام 2000 , وقد انطلقت الحياة خارج السلك وأننا ولنصل إلى الجيل الخامس عام 2022..

 

بينما يشهد العالم قفزات نحن نسير ببطء شديد مؤكداً أهمية الاستثمار في رأس المال البشري إذ نعاني من عقوبات بينما الفجوات لدينا في امتلاك التكنولوجيا, وتسخيرها, واستخدامها, وضعف في التشريعات مطالبا بالنهوض عبر وضع معايير لنشر ثقافة المعلوماتية, وإدخال الحواسيب, والتقنيات في التعليم, بوجود طاقات يمكن أن تتحول إلى قدرات.

المدون السوري وسيم السخلة تحدث بدوره عن دعم الإعلام الاجتماعي ليكون بديلاً إذ لا يوجد مصادر للوصول إلى المعلومة, والإحصائيات، وقدم مثالاً عن السويد حيث يمكن للمواطن التواصل مع الحكومة عبر الأنترنت للحصول على أية معلومة, بالمقابل نحن وعبر مواقع الوزارات فإن روابطها لا تعمل, أو أنها فارغة من أية معلومات.

كما تحدث عن الصفحات الصفراء, وغياب, أو تأخر الجهات الرسمية في دحض الشائعة ومنصات التحقق منها, وعدم وجود حواضن إعلامية لتمكين أصحاب هذه الصفحات وقدم عدة توصيات منها: توفير الجريدة الرسمية الالكترونية مجاناً للمواطن, والاهتمام بالمواقع الالكترونية السورية, وتحديثها, والعمل على نفي, أو تأكيد الأخبار المتداولة وبسرعة.

الباحث والإعلامي قاسم الشاغوري أكد أننا بواد و80 بالمئة من المنطقة العربية بواد آخر والأسباب كثيرة منها العقوبات والحصار وعدم التعاطي بالإعلام الرقمي, وحاجة المواقع لمهارات إذ ننقل ما نكتب في الصحف الورقية إلى الالكترون بينما يحتاج الأمر إلى أشخاص تكتب للمواقع إذ يمكن تحويل خطاب من 1200 كلمة إلى خمس جمل شيقة, وهامة مؤكداً أهمية التطوير للموقع الالكتروني في البرمجيات والمحتوى, ووجود فوضى في المواقع إذ يصعب الوصول إلى الخبر الذي تريده مثلاً.. ويستغرب الشاغوري عدم تدريس هذا العلم الحديث في كلية الإعلام.

الجلسة الثالثة كانت بعنوان تسويق الإعلام للفرص, وحشد التمويل لإعادة إعمار سورية تحدث فيها الصحفي من جريدة تشرين – طرطوس سلمان عيسى, والدكتورة أميمة معراوي من الجامعة الافتراضية, والدكتورة المعمارية هلا أصلان التي قدمت, ومن خلال تجربتها مثالاً لتأهيل منطقة هدمتها الحرب مؤكدة أهمية أن يحشد التسويق الإعلامي لإعادة الإعمار عبر الإعلام الالكتروني لجذب المستثمرين وفق نهج متكامل يخلق مناخاً من الثقة.

وقدمت مثالين لإعادة الإعمار أهمها ماروتا سيتي بكفر سوسة بدمشق عام 2020, وسوق سقايتة في حلب دون أن يتحدث الإعلام السوري عن المشروعين, وأكدت ضرورة دعم الإعلام السوري لكل قطاع, وكل جهد سوري.

الصحفي سلمان عيسى تحدث عن حجم الخسائر, والدمار الذي سببته الحرب, وأكد أن قدرة سورية اليوم لإعادة الاعمار صعبة, وتحتاج إلى أموال طائلة, وذكر أن البنك الدولي حدد 200 مليار لإعادة الاعمار..

وقال: تم تأسيس صندوق إعادة الاعمار في وزارة الإدارة المحلية يرصد له سنوياً 50 مليار ليرة تبدأ بعد انتهاء الحرب.

الدكتورة أميمة معراوي من كلية الإعلام تحدثت بدورها عن الإعلان وأهميته, والعلاقات العامة، وطالبت القطاع العام, والحكومي بتوجيه حملة للشركات القادرة على إعادة إعمار القطاع الخاص بها، حملات توعية في البحث العلمي, ووضع أسس العلم, والمعرفة والمعلومات التي تستنهض الهمم لتبني سلوكاً ايجابياً في إعادة الإعمار التي تحتاج إلى ميزانية ومتطوعين, وممولين, وحملات إعلامية, وإعلانية, ووضع خطة تشمل دعوة الشركات التي يعول عليها لتكون داعمة, ومتطوعة من الدول العربية, والصديقة مؤكدة دور المؤتمرات الصحفية, والإعلامية في توصيل هذه التوعية.

تضمنت الجلسات لقاءات تواصل عبر السكايب مع الإعلامية رهام محمد من قناة روسيا اليوم تحدثت عن نقل القناة معاناة السوريين عبر مراسليها في مناطق النزاع كأزمة المياه بالحسكة والحرائق التي حصلت مؤخرا في سورية.

مهندس الصوت, والمعلق الصوتي وائل حبال من دبي: تحدث عن الأداء الصوتي, وعن أصوات تدربت, وأبدعت مؤكداً أنه لا يوجد صوت بشري لا يصلح للأداء, وأن الصوت هو حاسة الروح الوحيدة.. وأن التعليق الصوتي يحاول أن يجعله مادة تدرس في كلية الإعلام .. فالتعليق يرفد الإعلام, والصوت البشري مهنة تستمر إلى ما شاء الله مؤكداً القول (ما حدا يقول صوتي ما حلو).

صهيب أحمد ربابعة المدير التنفيذي لمركز وسطاء التغيير للتنمية المستدامة في الأردن طرح سؤالاً: في ظل الوضع الحالي كيف يمكن للإعلام الدولي أن يحشد الجهود للبدء بعملية الإعمار وأجاب بأن الإعلام يلعب دوراً تنموياً لنقل المعاناة.. نحن اليوم بحاجة ماسة لتحقيق تنمية, واستقطاب التعاطف, والتمويل.. سورية تعاني وتحتاج لتسليط الضوء على معاناة السوريين, ووضع خطط استراتيجية لتسويق القضية السورية عالمياً لإعادة الإعمار..

وتحدث عن دور المجتمع المدني, وحشد الطاقات, والدعم, واستقطاب التمويل الخارجي لإعادة الاعمار.. وللإعلام السوري الدور الهام عبر إشراك الشباب في بناء المواطنة الصالحة والاستثمار في رأس المال البشري, والدور الهام للمرأة السورية.

سعاد سليمان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار