الوحدة : 13-10-2020
هل المرأة صديقة المرأة أم عدوتها؟
أرى أن الخيارين كثيراً ما اجتمعا في علاقة المرأة بالمرأة. إنها علاقة مثقلة بالتنافس والمراقبة الحثيثة وأحياناً الغيرة والتجاذب والتنافر والجدال وربما النميمة.
هل يمكن إذاً الحديث عن نمط أو أنماط محددة من علاقات النساء بالنساء؟
صداقة مشوبة بالحذر مثلاً أو ودّ ممزوج بالتوجس أو التعايش بحكم الاحتياج النفسي والاجتماعي، ما يبرر مثل هذه الأسئلة.
هو أنه حيثما وجدت النساء وجب ولعل التجسيد الصافي لهذه القاعدة… يتمثل في حكاية سيدة وأبنائها الثلاث الذين يعيشون مع نسائهم في منازل قريبة من منزل الأم يشاء حسن الطالع أن تسكن السعادة بيوت الأشقاء الثلاثة وأمهم ولكن شرط أن تكون كل عائلة في منزلها بعيداً عن الآخرين وبخلاف ذلك فإن السعادة تأخذ إجازة قصيرة إلى أن يتم تصحيح الوضع بمعنى أن اجتماع أخوين وزوجتيهما في مناسبة واحدة غالباً ما يسبب مشكلة آنية أو لاحقة على خلفية كلمة تفوهت بها هذه أو نظرة أطلقتها تلك، والأصعب من ذلك هو وضع الأم في المعادلة فقد آثر كل من الأبناء السكن على مقربة من أمه على الرغم من بعد أماكن عمل بعضهم وكان غرضهم من وراء ذلك هو التواصل الدائم معها والحرص على صلتها بانتظام ولكن النتيجة لم تكن كما تمنى أي منهم والآن اتفق الإخوة على أن يزوروا والدتهم بصفة شبه يومية ولكن من دون اصطحاب نسائهم إنه حلّ صعب ولكنه أقل صعوبة مما يحصل في العادة عندما تجتمع الأم وإحدى كناتها أو جميعهن ليست هذه الصورة المعيارية ،ومع ذلك فالجميع متفقون على أن الرجال أقل ميلاً للاختلاف فيما بينهم عندما يلتقون بعيداً عن (حواء) ومعظم الناس لا يعارضون فكرة أن مشكلات النساء عموماً هي التي تسمم الأجواء العائلية بين الأقارب والأصدقاء وأن المشكلات تبدأ بين امرأتين ثم ما تلبث أن تغدو بين عائلتين وربما أكثر.
تتعدد المشكلات العائلية في النوع والشكل والحدة ويتجرأ بعضهم على القول إنها إذ تتعدد فإن سببها واحد فتش عن المرأة.
وللمرأة نفسها أنواع حينما يتصل بطبيعتها النفسية وميلها للهجوم والاستفزاز هناك مثلاً المرأة الاستفزازية التي لا تضيع فرصة تلوح من أجل أن تمارس هوايتها في استعمال مخالبها مع نساء أخريات إنها مستعدة لإطلاق التعليقات بلا سبب ولا مبرر وقد تلتقي امرأة أخرى فتعلق على عدم تربيتها وعدم جمال شعرها فتستفزها بسرعة البرق ويحصل المحذور في أقل من خمس دقائق.
وهناك المرأة القطة التي لا تتهاون في استخدام كلّ أسلحتها إذا ما شعرت أن ذاتها تعرضت للخدش حتى لو كان ذلك من دون قصد أحياناً.
وهناك المرأة العدوانية التي تأخذ كل شيء على محمل الجد ولا تتسامح إزاء الموقف الذي ترى فيه مناسبة لـ (تأديب) المرأة الأخرى أو تلقينها درساً أو محاسبتها على الخطأ الحالي وأخطاء أخرى ربما وقعت قبل سنوات بعيدة.
وإذا كانت الأنواع الثلاثة السابقة تتسم بالسلبية فهنالك على الجانب الآخر نموذج المرأة (العمة) التي تمنح كتفها للنساء الشاكيات كي يبكين ويفرغن شحنات الغضب والإحباط اللاتي في صدورهن هذه ترصد الألم في أعين بنات جنسها ممن تتعايش معهن ولا تتردد في توفير الفرصة لهن للشكوى من المواقف التي تعرضن إليها مع أخريات سواء في محيط العمل أو القربى مثل هذه المرأة تمتلك مجسات طبيعية تجعلها قادرة على استشراف إحساسك بالألم ورغبتك في الفضفضة ولا تتورع في توفير ذلك لك إنها تتعامل بأمومة هانية تجاه الجميع.
وهذا يقودنا إلى النموذج المقابل من النساء وهو المرأة البكاءة الشكاءة إنها تلك المرأة التي توهمك بأن كل الظروف موجودة من أجل سد الطرق أمامها وأن كل الذين حولها إنما أرسلهم الله لحمل رسالة واحدة الوقوف في طريق سعادتها ونجاحها.
هذه المرأة ترى نفسها متعثرة في كثير من الأمور وطريقتها في مواجهة ذلك التعثر تكمن في البحث عن شماعات أخرى وغالباً ما تكون تلك الشماعات نسائية فهي فاشلة في الحب لأنها في كل مرة تجد امرأة حاقدة تقطع عليها الطريق وهي فاشلة في العمل لأنها دائماً ما تجد امرأة انتهازية تجهض مسعاها وهي فاشلة في علاقتها الزوجية لأن زوجها يجد على الدوام (أماً) تؤلبه على زوجته وتحضه على الإساءة إليها.
مثل هذا النوع موجود ولعلك عثرت عليه في مناسبة ما أو موقف ما لنتطلع إلى جانب آخر من علاقة المرأة بالمرأة وهو الجانب المتعلق بمحيط العمل لماذا تفضل المرأة أن يكون رؤساؤها ومرؤوسوها من الرجال لا من النساء؟
لأن المناخ الإيجابي يتكون من الرجال أساساً في العمل لكن المرأة تتعسف بحق المرأة وتحبطها وأن الرجال يأخذون ويعطون بمعنى أنهم يناقشون بشكل عقلاني وبحثاً عن النتائج الفضلى وأنهم يتقنون في فن القيادة والإدارة ويتيحون الفرص للعاملين تحت إمرتهم.
أما المرأة تناصبك العداء من دون سبب إنها تعمل صراحة على وضع العراقيل أمام المرأة لذلك نجد أن المرأة الرئيسة تقسو على المرأة المرؤوسة.
لمي معروف