الوحدة: 12- 10- 2020
ينتظر كثيرون إعلان المحال التجارية بدء موسم التخفيضات في نهاية فصلي الشتاء والصيف لاقتناء ما تعذر عليهم بسبب الغلاء وضعف القدرة الشرائية، آمليّن الاستفادة من الحسومات والعروض المغرية التي تروّج لها المحلات التجارية والتي يرى فيها المواطنون فرصة ذهبية لابد من الاستفادة منها، ومن خلال جولتنا في الأسواق لاحظنا أن حماس المشتري لا يقل عن حماس البائع الذي بدوره ينتظر هذه الفترة لتسويق بضاعته المكدسة فوق الرفوف والتي اكتفى الزبائن بالنظر لأسعارها والانسحاب تدريجياً في ذهول من ارتفاع ثمنها.
ومن هذه الصورة نعتقد أن موسم التخفيضات سيحقق منفعة متبادلة لكلا الطرفين، فهل تحقق ذلك فعلاً؟
لرصد آراء الطرفين قمنا بجولة على الأسواق وسجلنا بداية لقاءات مع بعض زوارها.
يقول أبو مجد: أصرّت زوجتي على الاحتفاظ بمبلغ (50) ألف ليرة، جمعناه من دورنا في الجمعية التي اشتركنا فيها لتأمين مصاريف المدرسة لأطفالنا الثلاثة ومع فرحتنا بالإعلان عن تخفيضات تصل لأكثر 70% قررنا أن نقصد أحد هذه المحال وتشتري حاجياتنا، ولكن الفرحة لم تكتمل فهذا المبلغ لا يؤمن سوى لباس طفل واحد فقط وبجودة رديئة فوق ذلك، وعند سؤالنا أصحاب المحلات عن التخفيضات المعلنة كان جوابهم: وكيف سنخفّض إن كنا سنشتري لاحقاً بأضعاف الثمن الذي بعنا به.
أما منصور الذي خرج من أحد المحال التجارية وهو يسبّ ويلعن فقد اعتبر أن كل ما يروّج له التجار من تخفيضات مجرد فخ لاصطياد الزبائن، وأضاف: هل يعقل أن يصل الاحتيال في هذا الموسم إلى أن تزيد الأسعار بدل أن تخفض موضحاً أنه قد تعرض لهذا الموقف حيث تم شطب السعر القديم لقطعة الملابس ووضع سعر أعلى منه.
وبدورها سعاد أظهرت دهشتها من ارتفاع أسعار الألبسة وقالت: من الغريب أن نرى هذه الأسعار المرتفعة وكأن التجار لا يريدون البيع أو أنهم لا يعيشون معنا أي معاناة ولا يعرفون أن الراتب بأكمله لا يكفي لشراء لباس كامل لشخص واحد.
أما أم أنور فقد استنكرت الغلاء رغم كثرة الإعلانات والتخفيضات وخاصة في ألبسة الأطفال وقالت: ألا يجدر بهؤلاء التجار أن يستثنوا الأطفال من هول شجعهم، فمن غير المقبول أن تتجاوز أسعار ألبسة الأطفال ثمن ملابس الكبار مؤكدة أن هذا هو الجشع بعينه.
ولفتت آلاء إلى أنها استطاعت أن تظفر بقطعة لباس واحدة بمبلغ (15) ألف ليرة وأضافت: فرحت كثيراً حين قدم لي والدي مكافأة لتفوقي في دراستي الجامعية وهي مبلغ (20) ألف ليرة ولكن الفرحة تلاشت مع هذا الارتفاع الرهيب بالأسعار.
قال جابر: عمد أحد أصحاب المحال التجارية في (أورانج مول) لنشر إعلانات في كل مكان كتب عليها أن الألبسة داخل المحل تبدأ من ألف وتنتهي ب10 آلاف و هذا ما بعث الأمل بداخلي من جديد بأن يكون لهذا الدخل المحدود أثر في تأمين احتياجات أخرى غير الطعام ولكن سرعان ما تلاشى الأمل بمجرد دخولي للمحل حيث كان لصاحبه إعلان آخر هو أن العرض السابق كان لفترة محدودة وشمل بعض الألبسة الصيفية ولكنه انتهى والبضاعة لديه الآن تتجاوز حد (20) ألف ليرة للقطعة الواحدة.
و للتجار أنين معاكس رصدناه من خلال لقاءاتنا المسجلة معهم وإليكم فحواها:
أيمن شحادة، صاحب محل ألبسة نسائية يقول: ترتبط أسعارنا بارتفاع سعر الصرف وهذا ما يدفعني للبيع بسعر أعلى لتعويض ما دفعته وتأمين ثمن بضاعة جديدة، ونحن كما الزبون نتعرض لتذبذبات الأسعار وليس بيدنا حيلة في ذلك.
ميسون، صاحبة محل ألبسة رياضية تقول: الإقبال على الشراء ضعيف وكثيراً ما تتكدس البضائع حيث أن أغلب زبائننا لم تعد لديهم القدرة الشرائية في ظل ارتفاع الأسعار وخاصة من شريحة الموظفين، ونحن مثلهم نعاني من هذا الارتفاع ونتمنى أن تنخفض الأسعار وينشط السوق.
تقول سلوى، صاحبة محل ألبسة أطفال إن موسم التخفيضات لم يعد يرضي الزبون فهو لا يلمس تخفيضاً حقيقياً، ونحن لا ننكر هذا حيث أن البضاعة التي سنشتريها لاحقاً ستكون قد ارتفعت أيضاً لأكثر من الضعف وبالتالي علينا المحافظة على هامش ربح من البيع لنستمر في العمل.
أما وسيم، صاحب محل أحذية فيقول: الزبون يلوم التاجر وينسى أن التاجر كحاله سيشتري من المعمل بسعر مرتفع على اعتبار أن الأسعار كلها مرتبطة بسعر الصرف وهنا يقع اللوم على المعمل فإن باعنا بسعر معقول سنبيع نحن بسعر مناسب لأغلب الزبائن، فضعف الإقبال ليس في صالحنا أبداً.
ياسمين شعبان