فوضى الدروب…

الوحدة: 12- 10- 2020

 

أصابع الشمس تكوي ريش الحمام, وصوت المؤذن بعيد

في شارع التلل كنت تقول:  انظر كيف تعلو شهقات صدرها

وتستوقفنا الظنون, ترش ضحكة وتمضي..

ولا من يوشوش الشفاه الملتهفة, أو يرطب يباسها..

هو العطش لا يفارق زهر البيلسان

ولا أحد يزرر قميص النهار المدور, والناهض كتفاح الجبال..

هنا كنا, وهنا أوغلنا معاً في صخب المدينة, ولا روض يرحبُّ فيَّ

الآن!

ولسنا آخر من مروا, وامحت أسماؤهم..

الآن وعلى الطريق إلى السبيل.. لا أحد..

ولست آخر من نسيت اسمه,

ولا من يعينني على كتابة اسمها, قبل أن أوغل في الرجوع صوب التلال.

وليس للحبَّ طريق يا محمد!

ثلاث سنين وحصادنا سفر في القطارات, وفي الـ “هوب.. هوب” ذهاب ورجوع, وحقائب محشوة بفوضى الدروب.. وآخر الثلاثة من السنين بدأ الموت يحط رحاله على أدراج حلب..

رصاص ومتفجرات..

غرباء وخوف, وقتل جائح.. وترقب..

هزيع إثر هزيع, والخوف يكبر, ويتساقط الواقفون على زوايا ومواقف الانتظار.. يتساقطون كأوراق الخريف.. والرصاص يعرف طريقه..

بديع صقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار