الطاقة البديلة… من بدائل المستوردات

الوحدة 7-10-2020

الطاقة البديلة مكون اقتصادي مهم يتناغم مع حاجات المجتمع مؤسسات وأفراد بأشكال مختلفة عديدة ويراعي متطلبات سوق العمل ومرحلة البناء وإعادة الإعمار وتحقيق فوائد كثيرة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

تساهم بدائل الطاقة في إنتاج الطاقة اللازمة للنشاط الاقتصادي والصناعي من مصادر غير تقليدية ودعم الصناعة والإنتاج المحلي وتوفيره للجميع والحد من استهلاك المشتقات النفطية في القطاعات الرئيسية (المنزلي- الصناعي- الزراعي- التجاري- الخدمي) وتخفيف انبعاث الغازات الضارة للبيئة والحد من المتغيرات المناخية والتخفيض من فاتورة الاستيراد وتخفيف الطلب على القطع الأجنبي وإيجاد فرص عمل جديدة.

من الطاقات البديلة الواعدة طاقة (تفل الزيتون) سيما ونحن الآن في أوج موسم جني وتصنيع الزيتون واستخلاص الزيت ولدينا الكثير منه سواء في الساحل أو الداخل أو حلب والمحافظات الجنوبية, وهو مادة اقتصادية متوفرة بكثرة في السوق وذات جدوى اقتصادية وأسعارها مقبولة مقارنة بأسعار المحروقات وتساهم في توفير كميات كبيرة من النفط والكهرباء خلال تشغيل المنشآت الاقتصادية في المواسم الزراعية, وفي عام 2019 بلغ عدد المنشآت الصناعية في محافظة درعا التي تستخدم تفل الزيتون الموجود بكثرة في معاصر المحافظة 10 منشآت اثنان منها متخصصة بعصر الزيتون وثمانية معامل كونسروة.

الطاقة البديلة واعدة في الكثير من مجالات الحياة, ومن الأمور الخدمية المقترحة تعميم محطات نقل الركاب وباصات النقل الداخلي العاملة على الطاقة الشمسية وتصميم محطات بطريقة حديثة تخزن الطاقة البديلة عبر صناعة سقفها من ألياف زجاجية صديقة للبيئة وتخفف من الانبعاثات الضارة إضافة إلى استيراد باصات صينية سعة (25-50) راكب تسير على البطاريات حيث يسير الباص بحدود 430 كم بدون عملية شحن, وإقامة محطات شحن على الطاقة الشمسية على الطرق العامة توجد فيها بطاريات وعامل متخصص لشحن البطارية بطريقة سريعة أو بطيئة حسب الوقت المتوفر للحافلة.

علينا الاستثمار الأمثل والأوسع للطاقات البديلة المتجددة الشمسية والريحية واستخدام مخلفات الورق والكرتون وغيرها لتخفيف الطلب على الوقود الأحفوري (الفيول- الغاز- المازوت) لإنتاج الكهرباء بطرق غير تقليدية وباعتبارها مصدراً متجدداً لا ينضب، والاستفادة من المواد الطبيعية التي لا يتمكن لقوى الشر والعدوان حجبها أو منع وصولها أو حصارها أو فرض العقوبات الجائرة عليها، وإنشاء المزارع الريحية حسب الخرائط الجغرافية سيما وأنّ بلادنا غنية بمصادر الطاقة البديلة وصناعة مكونات الطاقة المتجددة وإنشاء معمل لإنتاج البطاريات ومعمل لإنتاج منظمات الطاقة البديلة (الأنغيرترات) ومعامل لإنتاج الألواح الزجاجية التي تحول أشعة الشمس إلى كهرباء دون ضجيج ومعمل لصناعة ألواح الفورميكا وتكريس الصناعة الوطنية والاستغناء عن استيراد المواد اللازمة لها.

علينا نشر ثقافة الطاقة البديلة وأهميتها ودورها في استدامة موارد الطاقة وتشجيع المستهلكين على استخدام مصادر الطاقة البديلة ورفع كفاءة استخدامها والعمل على نقل وتوطين تكنولوجيا الطاقات البديلة في بلادنا والاعتماد على الموارد المحلية وتوظيفها واستثمارها لتأمين الاحتياجات الضرورية من الطاقة وغيرها ومنح القروض الحكومية لتركيب سخان منزلي على سطح المنزل أو الحديقة للمساهمة في تحويل مشاريع الطاقة البديلة.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار