الوحدة: 5- 10- 2020
يا ذاكَ الوجه الّذي ما يزال يُشرق وفيه عينيان تضجّان بالحنين وتأذنان للضّوء أنْ ينتشر, ألا يا حبيبتي وأنتِ العمر كلّه, ألا افسحي الطّريق لأحلامي الغريرات فتحمل منكِ بعض عمرٍ أحيا به وقد بات عمري بلا عمرٍ وبات العمر مرميّاً على دروب الوجع وقد أصبح عارياً من الزّهر, وأنتِ زهرة أشتاق عبيرها المتجدّد فأضمّها إلى صدري وما أزال أحميها وأعبدها.
وأنتِ خلف السّهد وأنتِ ضوء الفجر الطّالع من قلب ليلٍ يمضّني ويأخذ منّي ما يأخذ ويشلحني موجوعاً وقد تسابقت آهاتي وزفراتي في الصّراخ والأنين وقد تكسّرت أضلعي من زلزلة القلب في الصّدر الّذي التهب جوًى, وعيني الّتي لا تُفارقها تلك الصّورة الّتي هي أنتِ, وأنتِ حديقتي الّتي فيها ألهو وأمرح وأفترش العشب وألتحف الجفون والأهداب فيها حين آوي إلى بيتي, وأنتِ أحلى من شروق الصّبح في ربيعٍ نيسانيّ وأنتِ ترنيمة طائرٍ غَرِدٍ على الفَنن.
ألا يا ذاك القمر المتواري بين السّحاب, إنّي أستجديك بعضَ ضوءٍ أستهدي به لأرى دعس خطوي التّائهة عن خطوي, أيا ذاك الوجه ألا اجعلني فيء العينين كما الظِّلُّ الّذي إليه آوي فأشلح بعض أتعابي وأستردُّ أنفاسي فأشرب كأسَ عذابي وأتزوّد بقلقلة الدّرب لأمضي في عذابٍ يجترّ عذاباتي وأمشي على الأشواك حافياً أتوق إلى عينيكِ لأسترق منهما الحلم, وأنا المفتون في عينين من عشبٍ لأسلمَ أوجاعي وينتهي بيَ العمر بلا عمرٍ وأنتِ ما بين عمرٍ مضى وآخر آتٍ وأقول ما أبهاكِ وأنتِ كلّ غواياتي وكلّ حبّي وأنتِ اشتياقي , وأنتِ عذاباتي ولهيب الجمر المحترق في أضلاعي فتشتعل جراحاتي ويلتهب ليلي ليبصق قيح الجراح الّتي ما تزال تؤلمني وتؤرّقني فأعبر بذاكرتي بعض أشجاني وآهاتي فلا أجد سوى صورتكِ الّتي أحببتها وإلى صدري ضممتها وفي عينيّ حفرتها وقد ملأت ذاكرتي فأراكِ كلّ شيءٍ وأراكِ الظِّلّ الّذي يُلاحقني.
نعيم علي ميّا