مندوبات المبيعات يسعين لرزقهن وراء أبواب مقفلة في وجوهنّ

الوحدة: 5- 10- 2020

 

مهنة راجت مؤخراً في مجتمعنا تتهافت عليها الفتيات ويشكلن عمادها الأساسي كونهن مرغوبات بشكل كبير حيث يتطلب العمل الصبا والأنوثة والجمال والأناقة، ليست لأنها الأنسب وإنما لأنها الخيار الوحيد المتاح حالياً… عمل حر لصالح شركة تجارية خاصة تفضل الشباب بأجور مقطوعة أو عمولة على المبيعات أو الاثنين معاً، فتيات وجدن مهنة مندوبة المبيعات المنفذ الوحيد للعمل طالما بقيت الوظائف الحكومية بمثابة الحلم لهن، مهنة مندوبة المبيعات لم تتوضح بعد في أذهان الناس، لها همومها ومنغصاتها كأي مهنة، وهل هي مهنة مقبولة أم مجرد عمل من أجل تأمين مصاريف الدراسة؟

خديجة، أنهت دراستها في المعهد ولم تجد فرصة عمل قالت: على الفتاة أن تقنع أهلها بهذا العمل أولاً، ودخول أجواء البيع والشراء والتعامل مع الزبائن المزعج في كثير من الأحيان، تدور على المنازل وتقف أمام المحلات تعرض البضاعة التي تحملها وتعرفهم بميزاتها والوقوف طويلاً وتحمل مشقة العمل وتقلبات الطقس حاراً صيفاً أو برودة الشتاء ومسايرة الزبائن وأصحاب المحلات وتحمل أحاديثهم وتعليقاتهم ونزقتهم أحياناً في سبيل إقناعهم بالبضاعة، وكذلك التعامل مع أشخاص من فئات عمرية وبيئات مختلفة، وأكثر ما يزعج نظرة بعض الناس ومعاملتها كمتسولة ولا يفتحون الأبواب أو يغلقوها بسرعة مع بعض الكلمات (الله يرزقك.. شوفي غيرنا) ومنهم من يعاملها باستخفاف واستهزاء ومنهم من يرحب بها كصيد ثمين وقع في الفخ.

الطالبة الجامعية ابتسام تقول: أحياناً تفرض الظروف المادية وظروف الأهل الصعبة على طلاب المعاهد والجامعات الإضرار لاستئجار غرفة أو مسكن في مدينة بعيدة والبحث عن عمل خفيف لا يحتاج إلى دوام يومي متواصل لتغطية مصاريفهم ونفقات دراستهم، وهناك من تخرجت وبحثت عن عمل في القطاعين الخاص والعام ولم تجد ضمن تخصصها فلجأت للعمل مندوبة مبيعات كحل مؤقت ريثما تتوفر فرصة العمل الدائمة والمناسبة، مندوبة المبيعات عمل ليس له ضمان اجتماعي أو تأمينات ومع أنه يكسب الفتاة الخبرة في التعرف على السوق وحاجاته ومتطلباته وكيفية التعامل مع الناس وقبض العمولات (بخشيش) على ما تبيعه من سلع ومنتجات إضافة للراتب المقطوع والظلم في هذه المهنة أثناء الغياب أو التعرض لظروف صحية أو اضطرارية قاهرة لا يوجد أي تعويض مادي وكذلك في حالة عدم رضا صاحب الشركة أو المنتج يقوم بفصلها تعسفياً مكسورة الخاطر خاوية اليدين دون النظر أو الاعتبار لحاجتها للعمل، لا بد من رأي أصحاب المنتجات حيث قال عامر: دائماً أسعى إلى تسويق منتجاتي عبر المندوبات وإيصالها إلى المنازل وعرضها للتجربة ، عملنا يحتاج إلى الخفة واللباقة ولكن معاناتنا هي أننا نحتاج إلى الكثير من المندوبات ولكنهن ومعظمهن يعملن فترة قصيرة ويكتسبن الخبرة وبعدها يذهبن وأبدأ بالبحث من جديد ومنهن من تطالب بمبالغ كبيرة متناسية التكلفة والمواد الأولية والتخزين كأنها تطالبنا بالقسمة لذلك نضطر إلى تبديل الفتيات كثيراً وهكذا كأننا نعطي دروساً مجانية في البيع والشراء، العمل شرف أينما وجد ومهما كانت الصعوبات، وعلى الجميع والمجتمع تفهم الأوضاع والمساعدة قدر الإمكان.

معينة  أحمد جرعة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار