سورية إلى أين.. في ندوة فكرية

الوحدة: 5- 10- 2020

 

أقام فرع اتحاد الكتاب العرب باللاذقية ندوة بعنوان سورية إلى أين؟ شارك فيها كل من: د. عيسى درويش (وزير سابق)، ود. عصام درويش رئيس مكتب الإعداد في قيادة فرع الحزب باللاذقية، وأدار الندوة د. صلاح الدين يونس، رئيس المكتب الفرعي لاتحاد الكتاب العرب باللاذقية، وذلك في صالة الجولان بمقر الاتحاد وسط حضور جيد بعد انقطاع الأنشطة بسبب الكورونا – الوحدة حضرت الندوة في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء فيها من محاور وأفكار والبداية مع الدكتور عيسى درويش، حيث تحدث د. عيسى عن الوضع الدولي الراهن غير المستقر سياسياً، فاللحظة الراهنة هي لحظة انتقالية تشبه تماماً ما يحدث بعد الحروب العالمية الكبرى أو الزلازل،  فالولايات المتحدة الأمريكية بإدارة ترامب أظهرت الوجه القبيح لهذه الإمبريالية في إدارتها للعالم خاصة ما يتعلق منها بالعرب وبالأخص في الحقد الثأري على سورية لتحطيمها وجعلها عاجزة عن القيام بدورها الإشعاعي والحضاري، والولايات المتحدة ما زالت على استراتيجيتها القديمة في التبني لإسرائيل على أنها الولاية المتقدمة والعهدة بأن تدير هذه المنطقة بالنيابة عنها ثقافةً واقتصاداً وسلاحاً، وأثار المحاضر تساؤلاً: ما هو العبء الذي تتحمله سورية في تصديها لهذه الإرادة الاستعمارية الإمبريالية وأوروبا ذيل تابع للولايات المتحدة؟ كما تحدث عن نهوض الصين وتقدمها الاقتصادي الذي أصبح يشكل هاجساً كبيراً ومقلقاً بالنسبة للولايات المتحدة خاصة أن الخبراء الاقتصاديين توقعوا عام /2030/ سيكون الاقتصاد الصيني هو الأول في العالم، لذلك تسعى الولايات لتحطيم الصين كذلك روسيا بقيادة بوتين بدأت تستعيد دورها في السياسة العالمية الدولية كونها دولة عظمى وتمتلك أسلحة ذرية وهي قوة عسكرية تعتبر الثانية في العالم وهي قارة حاكمة ودولة تبحث عن مصالحها.

وأوضح د. عيسى أنه في هذا الوضع الدولي برزت الأزمة في سورية وبالتالي كان لها قواعد في الوصول إلى أحداث تهدف إلى اغتيال حركة التحرر العربي المتمثلة في القومية العربية وحزب البعث العربي الاشتراكي وحملة مشاعل هذا الفكر، ولكي يضربوا الأمة بمكوناتها الروحية والفكرية اخترعوا الإسلام السياسي، وأشار المحاضر أنه بعد عشر سنوات من الأزمة لا يرى بوادر الحل لأن الولايات المتحدة ما زالت متمسكة في تقسيم سورية، وفي تجريد العرب من السلاح واقتلاع قضية فلسطين في صفقة العصر، وجعل الاقتصاد العربي تحت رأس الإمبريالية والصهيونية كما أن الولايات بدأت الآن تعيد تجميع داعش وهذا بنظره يعيدنا إلى مربع القتال، وقارن المحاضر بين وضع سورية الجيد جداً قبل الأزمة والاكتفاء الذاتي والوضع الحالي، ثم انتقل د. عيسى للحديث عن الوضع الاقليمي وعن تركيا العميلة للولايات المتحدة وصديقة للصهيونية وعن مطامعها في منطقتنا وعن الانبطاح الخليجي أمام اسرائيل، وعن تحييد الولايات المتحدة لثروتنا القومية وجعلها خارج نطاق الدولة (البترول) أيضاً تحدث عن الفروق بين مفهومي الخلفاء والأصدقاء بالنسبة لسورية.

وختم د. عيسى محاضرته قائلاً: الثقافة سلاح وليست ترفاً وهي مسؤولية ثورية وطنية قومية أخلاقية، فالمثقفون رسالة يجب أن يكونوا في الطليعة وأن يُحارب الفساد وأثرياء الحرب من جهة واختيار الأكفاء الشرفاء من جهة أخرى، وحسم الاختيار لأن سورية منتصرة بإذن الله بالتصميم والقيادة الحكيمة للرئيس بشار الأسد على الرغم من أن أعداء سورية سيلجؤون إلى التخريب والتجويع وفرض العقوبات و… (خلال الأشهر الست القادمة) لضرب الحاضنة الشعبية لكن النصر حليفاً لسورية بإذنه تعالى.

الدكتور عصام درويش

عندما تلتقي الحالة الوطنية والثقافية والحضارية يصبح الأداء السياسي مجسداً لطموحات الوطن ودفاعاً وتعبيراً عن الثوابت الوطنية والقومية وعندما ينحدر الأداء السياسي تصبح الجريمة وسيلة وأداة الجريمة المنظمة، وهذا ما نراه في الحالة الأمريكية ومن معهم من ذيول وأتباع بهذه المقدمة استهل د. عصام حديثه مشدداً على أن سورية مهد الحضارات والأبجدية وأن السياسة هي فن الممكن والقيادة السورية هي فن تطويع الظرف لخدمة الوطن ولخدمة المستقبل وأنه خلال عشر سنوات من العدوان على سورية وتدميرهم لكل شيء لكنهم لم يستطيعوا أن يدمروا القرار السياسي لهذا البلد، وأنه كان هناك حوامل لاستهداف البلد على رأسها الفساد والفكر الديني المرتبط بالغرب، أما أسباب الاستهداف قوة سورية والاكتفاء الذاتي وشعبها الموحد بجميع أطيافه خلف قيادته وجيشه هذه الأسباب هي عوامل النجاح والانتصار لذلك استهدفت سورية لكنها منتصرة بقائدها العظيم الرئيس بشار الأسد الذي أدهش العالم، وبجيشها القوي العقائدي الذي يقدم قوافل الشهداء، ثم تحدث المحاضر عصام عن الوضع الراهن في سورية وعن الجزيرة وقسد والبترول والأزمات الكبرى، أيضاً تحدث عن الأزمة في سورية كما رآها الكتّاب الغربيون مستشهداً بما كتبوه فما حصل في سورية لم يكن لأغراض إصلاحية وإنما كان عدواناً على ما هو جميل في هذا البلد وشدد على أهمية العمل الجماعي: الدولة والشعب والمؤسسات وأنه لا مجال للتقدم إلا بمصارحة حقيقية ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب ومحاربة حقيقية للفساد.

وختم د. عصام حديثه قائلاً: لسنا متشائمين والغد أجمل، صحيح أن التضحيات كانت كبيرة ولكن كل هذا الصمود لابد أن نقطف ثماره وهذا القطاف قريب بإذنه تعالى.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار