بعد البنزين… أين الغاز والكهرباء؟

الوحدة : 4-10-2020

صفق الجميع مطولاً لجهود عمال مصفاة بانياس في إنجاز العمرة الضرورية لأهم مورد للمشتقات النفطية، فرغم آلام المواطنين، ووقوفهم لساعات وأيام في طوابير الانتظار، إلا أن صورة عامل الصيانة في مصفاة بانياس، كانت تخفف من سخطنا، وتبشرنا بمستقبل آمن لجهة تأمين احتياجاتنا من الوقود، وكنا نقارن بين تعب الانتظار وما ينجزه ذاك العامل، فنجد أنفسنا بألف خير قياساً بما يعانيه عامل يخاطر بحياته لأجل حياتنا.

سوّق القائمون على مصفاة بانياس بشكل جيد لجهودهم في إتمام العمل، وشكل ظهورهم المتواصل على وسائل الإعلام وتطميناتهم المتتالية لقرب الخلاص من الأزمة نوعاً من الأمل المتجدد بأن ما نعانيه لا يعدو كونه أزمة عابرة على طريق الوصول إلى واقع مريح لفترة غير محدودة من الزمن، وها هي تباشير زوال مشاهد الطوابير تلوح في الأفق، وربما تختفي خلال أيام قليلة قادمة.

كهرباء…

قبل أسابيع، انفجر خط رئيسي للغاز المغذي لمحطات توليد الكهرباء، وغاب التيار عن معظم المحافظات السورية، وقبل أن نفتش عن السبب، رأينا عمالاً يصلون الليل بالنهار لإعادة الوضع كما كان، فرفعنا لهم القبعة، ونسينا حاجتنا للكهرباء، لاعتبار أن السبب خارج عن إرادة الجميع، وجلد الذات غير مجدٍ في هذه الحالة.

في تلك اللحظة قالوا في خط الغاز إياه ما لم يقله مالك في الخمر لجهة حجم استيعابه وحيوتيه، وظننا أن عودته إلى العمل ستؤمن كهرباء مستدامة إلى الأبد، وسمعنا في نفس اللحظات أن حقلاً جديداً دخل على خط الانتاج بطاقة ٧٠٠ألف متر مكعب، فبدأنا نجري حسابتنا على أساس أننا مقبولون على واقع كهربائي جميل، ليعزز وزير الكهرباء الجديد قناعتنا بتصريحه الأول بعد تقلده زمام الأمور حيث قال (بتصرف): نعدكم بشتاء مريح (كهربائياً)، لتختفي بعدها الكهرباء، وتزداد ساعات التقنيين بطريقة عشوائية، من دون أن يكلف أحد خاطره في توضيح الأسباب، فأين الكهرباء يا معالي الوزير؟.

غاز..

ستون يوماً وقيل أكثر، فصلتنا عن آخر رسالة (غازية)، حتى يأسنا من مراجعة سجل الرسائل والتطبيقات المعنية بالغاز، فلا تصريح يعتد به، ولا كلمة تفوه بها معني بهذا الشأن، وكأنهم يقولون في سرهم: دعوهم منشغلين بطوابير البنزين، ولا تلفتوا انتباههم إلى أزمة الغاز!!!.

أين الغاز؟، كيف اختفى بهذا الشكل المريب؟، وأين أصبحت تلك المدة الوهمية بين الأسطوانة وشقيقتها؟، كله في علم الغيب، ونخاف أن نلعن الواقع، قبل أن نعود لنترحم عليه في المستقبل.

الخلاصة..

هناك قيصر خبيث يسطو على أيامنا، ويذيقنا مرارة العيش، وهناك (قياصرة) يضعون على الجرح ملحاً، ويفشلون كل يوم في إدارة الأزمات والموارد، فهل ضنت هذه الأرض عن انجاب العقول؟، أم أن قيصر سطا أيضاً على الكفاءات، وكبل وصولها إلى موقع  مواجهته؟.

غيث حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار