جهود كبيرة بإمكانيات صغيرة 7 إطفائيات ومساحة حراجية 18ألف هكتار في شعبة حراج قسطل المعاف

الوحدة 1-10-2020

 

في صيف كل عام تلتهم الحرائق مساحات شاسعة من الغابات مسببة تدهوراً كبيراً في الغطاء النباتي الذي يعد مقوماً أساسياً من مقومات الحفاظ على التنوع البيئي وحماية التربة من اﻻنجرافات واﻻنزﻻقات إضافة لدوره في الجذب السياحي ولهذا تعتبر الحرائق بمثابة خطر حقيقي يهدد الغابات وبارتفاع درجات الحرارة وزيادة شدة الرياح يتفاقم هذا الخطر.  

هنا يبرز عمل شعب الحراج ومنظومات اﻹطفاء في التصدي لهذا الخطر ومن هذه الشعب شعبة حراج قسطل المعاف حيث قامت الشعبة بإخماد الكثير من الحرائق وكان أكبرها حريق العيسوية  وحريق البسيط مؤخراً فما آلية العمل  في هذه الشعبة وماهي الإجراءات الوقائية المتبعة للحد من الحريق كان للوحدة لقاء مع رئيس شعبة حراج قسطل المعاف المهندس إياد طوبال والذي أوضح: أن إخماد الحرائق أحد أجزاء عملهم وهو الجزء اﻷهم ويقسم إلى وقاية من الحريق وإطفاء حريق مبيناً أن الوقاية من الحريق تتم عبر ترتيب الغابة والعمل على شق طرق حراجية وخطوط نار تسهل الوصول للحريق ويتم ترميمها سنوياً في مختلف المناطق الحراجية وحسب اﻷهمية وتنظيف الغابة مما يسمى وقود الحرائق من نباتات قابلة للاشتعال واﻷشجار اليابسة وطبقة تحت الغابة.

وبين أن عملهم كمنظومة إطفاء يعتمد على اﻹبلاغ عن الحريق من خلال أبراج مراقبة منتشرة في مناطق استراتيجية والقسم اﻷكبر منها خارج عن الخدمة بسبب تعديات المجموعات اﻹرهابية وأهمها برجي (النقطة45-النبعين) والذين من الممكن تأهيلهما السنة الحالية وكان قدتم تأهيل برجي العيسوية والزيتونة منوهاً إلى أن أبراج المراقبة تقوم بعملها على مدار ال24ساعة من خلال نظام المناوبات ولفت إلى أن وظيفة اﻷبراج اﻹبلاغ عن أي حريق وقت حدوثه ليصار بعدها لتوجيه اﻹطفائيات لمكان الحريق وهذه اﻹطفائيات موزعة جغرافياً بحيث يمكنها التدخل وبالسرعة القصوى.

وكما ذكر أن شعبة الحراج تقوم بمتابعة عملها عبر مخافرها الخمسة وهي مخفر وادي قنديل والزيتونة وقسطل المعاف والبسيط وكسب مهمتها الحفاظ على الثروة الحراجية من أي اعتداء(قطع- حرق- كسر) ويترأس كل مخفر رئيس مع عناصر الضابطة الحراجية الذين يقومون بضبط التعديات على المواقع الحراجية وتنظيم الضبوط بحق من يخالف وإحالة الضبوط إلى القضاء مع مراعاة أن يكونوا مما يسكنون قريباً منها وكما يتبع للشعبة 4فرق حرائق تعمل على مدار 24ساعة (نظام مناوبات) يضاف إليها فرق تدخل سريع هي وادي قنديل بيت حليبية والبسيط وكسب وأضاف أنه يتبع للشعبة مركز حماية الغابات موجود قرب سد بللورة ولفت إلى أن موقع شعبة حراج قسطل المعاف كان في قسطل المعاف قبل أن تطاله يد اﻹرهاب لينتقل الموقع إلى قرية زغرين.

وأشار إلى أن الشعبة تقوم بأداء عملها على أكمل وجه متخطية ومتغلبة على صعوبات عديدة تتجلى في نقص العمالة الدائمة مما يضطرهم للاستعانة بعمالة موسمية خاصة في فصل الصيف من الفترة الممتدة بين شهري 6-11ﻻفتاً إلى أنها تقل في الشتاء ويواجههم نقص في عدد اﻹطفائيات والبالغ عددها سبعة وجراران مشيراً إلى أنهم عملوا على تطويع هذه اﻹمكانات للتعامل مع الحرائق.

 وعن مهام  شعبة حراج قسطل المعاف بشكل عام قال: تنقسم إلى منظومة حماية من التعدي على الغابات وحماية من الحرائق وحماية اﻷراضي الحراجية (كسر- قطع -حرائق) ومنظومة الاستثمار أي تنظيم استثمار الحراج الخاصة في الأراضي المملوكة (رخص) وهناك أيضا التحريج والمشاتل من الشهر العاشر إلى الرابع وأهمية ذلك يتمثل في دورها في إعادة تحريج اﻷراضي المحروقة أو المتدهورة وبين أنه يمكن استصلاح اﻷراضي على شكل مدرجات وإعادة زراعتها بالغراس وهذه الطريقة أثبتت نجاحها وجدواها أكثر من طريقة الجور والبذور حيث أن نسبة نجاح الغراس بالمدرجات وصلت ما بين 80-90% وطبعا هناك عوامل عدة تتحكم بذلك إذأنه في فترة انحباس المطر تؤثر على نسبة نجاح الغراس وطبيعة التربة تلعب دورها والتي تختلف من موقع ﻵخر وأضاف أنه يتم اختيار أصناف الغراس حسب البيئة المناسبة والتي تعيش فيها ويتحكم بها الارتفاع عن سطح البحر ومؤخراً تم التوجه نحو النباتات اﻷكثر فائدة مثل الصنوبر الثمري واﻷشجار الرحيقية كالكينا والخرنوب والذي يناسبه ارتفاع 400متر عن سطح البحر ويزرع في أم الطيور والعيسوية وأما المناطق اﻷكثر ارتفاعاً مثل كسب يزرع فيها الغار وهو نبات موجود بشكل طبيعي فيها وتركز الاهتمام بالصنوبر البروتي كونه السائد في المنطقة ويتحمل مختلف الظروف المناخية وﻻ بد من اﻹشارة إلى فرق التربية والتنمية والتي تقوم بقطع اﻷشجار المحروقة لصالح مديرية الزراعة دون التأخر وبأقرب وقت بعد إخماد الحريق والغاية إعادة تأهيل الغابة من جديد وزراعتها بالغراس المناسبة مع عملها في تقليم وتنظيف الغابات وجوانب الطرقات.

وعدد المهندس مجموعة عوامل تزيد من الحريق وتكون مسببا له مثل الطقس المترافق بارتفاع درجات الحرارة وازدياد سرعة الرياح يعتبر من أكثر العوامل التي تزيد من الحريق وسرعته وكما أن وجود بؤرة نار من الوارد أن تحدث حريقا كبيراً إن توافرت الظروف المواتية مشيراً إلى عامل مهم وهو الناتج عن إهمال السياح هذا اﻹهمال الذي يكون من الصعب السيطرة عليه فضلاً عن عدد من الحرائق ﻻ يستهان به ناجم عن الكهرباء (ماس- انطلاق شرارة) وأردف أنه في اﻷعوام المنصرمة لعبت المجموعات اﻹرهابية دورا في اندلاع الحرائق بفعل القذائف التي تسقط في أماكن غير آمنة ويصعب الوصول إليها من حيث صعوبة التضاريس أو التدخل فيها مرهون بالناحية اﻷمنية مما يجعل الحريق يمتد لمساحات كبيرة ومسبباً حرقاً كبيراً للغابات.

وفي معرض الحديث نفى أن يكون سبب الحريق مفتعلاً بسبب الاتجار بالحطب كون البقع المحروقة تشتد الحماية عليها وتكون تحت العدسة كما قال أو أن تكون بسبب التفحيم من حيث أن الحطب المحروق ﻻ ينفع للتفحيم مما يؤدي ﻻستبعادهما بأن يكونا سبباً لحريق مفتعل.

أفاد المهندس طوبال أن مساحة الحراج في شعبة حراج قسطل المعاف تبلغ 18ألف هكتار من الغابات الصنوبرية ذات الحساسية العالية للحرائق وانتشار النيران مع بقع من اﻷشجار العريضة اﻷوراق وتضاريسها جبلية وعرة تمتد من وادي قنديل حتى كسب.

ونوه إلى أن مساحات الغابات في سوريا تتركز في جبال الباير والبسيط مما يجعلها وجهة سياحية غاية في اﻷهمية من الضروري الحفاظ عليها من العبث ومن افتعال الحرائق واﻻلتزام من قبل المزراعين باﻻبتعاد عن حرق بقايا محاصيلهم الزراعية واﻷعشاب الناجمة عن التعشيب وتنظيف جوانب الطريق وﻻ يخفى عن الذهن اﻹهمال الحاصل من قبل السياح والمصطافين وقد يكون عقب سيكارة أو جمرة متطايرة من أركيلة أحدهم سبباً في حريق يدمر تلك الغابات.

نجود سقور

تصفح المزيد..
آخر الأخبار