الزميل الباحث حسين وقاف… ودرجة امتياز في رسالة دكتوراه

الوحدة 29-9-2020

 

تؤدي السياسات الاقتصادية من خلال أدواتها المختلفة دوراً هاماً في التأثير على المتغيرات الاقتصادية، ويأتي في مقدمة هذه السياسات السياسة النقدية بقنواتها المختلفة وعلى رأسها قناة الائتمان المصرفي والتي تعتبر إحدى الأدوات الهامة للسياسة النقدية والاقتصاد النقدي عموماً لرسم الملامح الاقتصادية لاقتصاديات الدول، ويعد الموضوع المتعلق بدور الائتمان في تعزيز الاستثمار والنمو الاقتصادي من المواضيع التي تحظى بالكثير من الاهتمام سواء خلال الفترة الماضية أو في الوقت الراهن، وذلك انطلاقاً من الأهمية الخاصة التي يحظى بها هذا المتغير (الائتمان) على كافة المستويات، فغياب التخطيط لهذا المتغير والإفراط في استخدامه قد تنتج عنه آثار كارثية مثلما حصل في الأزمة المالية الأخيرة (2007-2008)، ومن جهة أخرى نجد أن غياب الائتمانات الكافية وقصور دور هذا المتغير يقبع على رأس معوقات التنمية في الدول النامية ومنها سورية والتي تمر حالياً بمرحلة هامة هي مرحلة إعادة الإعمار وما تتطلبه هذه المرحلة من موارد مالية ضخمة، ومن هنا فإن هذه الأطروحة تناقش الدور الذي أداه الائتمان المصرفي في دعم الاستثمار والنمو الاقتصادي في سورية.

هذا ما تصدى له الباحث الزميل حسين ياسين وقاف في رسالة أعدت لنيل درجة الدكتوراه في كلية الاقتصاد، قسم الاقتصاد والتخطيط، اختصاص الاقتصاد والتخطيط حملت عنوان أثر الائتمان المصرفي وتخصيصه القطاعي في الاستثمار والنمو الاقتصادي في سورية.

 

التقيناه ليحدثنا عن أهمية بحثه وأهداف الدراسة والنتائج التي توصل إليها:

تأتي أهمية هذه الدراسة من أهمية المرحلة الحالية (مرحلة إعادة الإعمار) وضرورة الاستفادة من التجارب السابقة وأهمية تقييم الدور الذي لعبه الائتمان في موضوع تشجيع الاستثمار وتحفيز النمو الاقتصادي لمختلف قطاعات الاقتصاد والوصول إلى نتيجة تبين القطاعات القائدة للنمو الاقتصادي وذلك بما يشكل أرضية مناسبة يمكن من خلالها التخطيط السليم لهذه المرحلة، أشار د. حسين إلى أن هذه الدراسة تهدف إلى تبيان فاعلية وطبيعة العلاقة بين الائتمان المصرفي من جهة والحجم الكلي للاستثمار والناتج المحلي الإجمالي من جهة أخرى وتحديد أوجه القصور في آلية عمل هذا المحدد، كما هدفت أيضاً إلى تحديد الدور الذي لعبته المصارف الخاصة في ذلك ومقارنة أدائها مع أداء المصارف العامة، وفي سبيل تحقيق ذلك فإنه جرى تقسيم هذه الدراسة التي اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي واستخدمت أساليب التحليل الكمي القياسي للوصول إلى هذه الأهداف وذلك باستخدام برنامج Eviews 10 إلى أربعة فصول، تناول أولها الإطار العام للبحث، بينما تم توضيح أهم المفاهيم المتعلقة بالائتمان والسياسة الائتمانية والمخاطر الائتمانية في الفصل الثاني، أما الفصل الثالث فقد خصص لمتغير الاستثمار، حيث تم تبيان أهمية الاستثمار ودوره في تحقيق التنمية الاقتصادية، وخصص الفصل الرابع للدراسة العملية التي درست العلاقة بين الائتمان المقدم للقطاع الزراعي والائتمان المقدم للقطاع الصناعي وائتمان بقية القطاعات وبين الاستثمار والنمو الاقتصادي في هذه القطاعات، أما النتائج التي توصل إليها د.حسين قال : النتائج أهمها وجود نوع من التشوه في توجيه الائتمان، حيث لوحظ أن القطاع القائد للنمو الاقتصادي في سورية والذي هو القطاع الصناعي لم يحظَ إلا بنسبة قليلة جداً من إجمالي الائتمان، وذلك على الرغم من كون النمو في هذا القطاع قد أبدى نوع من العلاقة طويلة الأجل مع الائتمانات المقدمة له، بينما وبالمقابل فإن القطاعات التي تصنف تحت الإطار الخدمي أو الريعي والتي حصلت على النسبة الأكبر من الائتمانات ارتبط النمو فيها بعلاقة قصيرة الأجل مع الائتمان المقدم لها، أما بالنسبة للقطاع الزراعي فإن اعتبارات الأمن الغذائي كانت مبرراً أساسياً لاستمرار دعم هذا القطاع رغم مساهمته الضعيفة في تحقيق النمو الاقتصادي، هذا وتناول البحث حالة الجمهورية العربية السورية للفترة (1980-2011) علماً أن الفترة بعد عام 2011 شهدت غياباً تاماً للبيانات المالية وذلك على الرغم من صدور المجموعة الإحصائية السورية لعام 2019.

وفي النهاية قال  الدكتور حسين أتوجه بالشكر الجزيل للأستاذ الدكتور عصام اسماعيل لدعمه المتواصل لي وإرشاده العلمي القيم، ووقته الثمين الذي بذله في سبيل تسديد هفوات هذا العمل. السادة أعضاء لجنة الحكم المحترمين المؤلفة من الأساتذة الدكاتره :د. يوسف محمود، د. عصام إسماعيل، د. محمد صقر، د. منذر علي الناصر، د. خالد بحبوح أتقدم لهم بجزيل الشكر لتفضلهم بتقييم البحث وتقديم ملاحظاتكم القيمة التي ساهمت في إغناء هذه الرسالة وتصويب هفواتها لتصبح بإرشادهم ونصحهم جديرة بكلية الاقتصاد وكادرها التدريسي المحترم. كادر الكلية شكراً على المساهمة البناءة والتعامل الأكاديمي الراقي والمساندة الدائمة. و أتوجه لأسرتي الغالية بالشكر سندي الحقيقي في هذه الحياة وأساس كل إنجاز والداعم في كل محنة، كل الامتنان من أعماق قلبي. زملاء العمل أصدقائي الأعزاء الذين أتشرف بمعرفتهم في جريدة الوحدة، شكراً لدعمهم وتمنياتهم الصادقة بالنجاح.

 

نال الباحث الزميل حسين وقاف علامة قدرها 91%ودرجة امتياز.

تبارك جريدة الوحدة للزميل الباحث نيله شهادة الدكتوراه وتتمنى له التوفيق والنجاح الدائمين.

نور محمد حاتم

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار